الترميذي وقصائد ابن الفارض في اختتام المهرجان الدولي للإنشاد بقسنطينة
اختتم المهرجان الثقافي الدُّولي للإنشاد، بقسنطينة، سهرة أول أمس، على وقع نغمات مدينة غرناطة الأندلسية والصوت الشجي للشيخ الترميذي من الأردن.
وعرف ركح أوركسترا المدينة، محمَّد الطاهر الفرقاني، حضورا قياسيا بسهرة الختام، حيث غصَّ الصحن الرئيسي والشرفات بالعائلات ومحبي هذا النَّوع من الطرب، خصوصا لاستكشاف فرقة «الفردوس» من إسبانيا، التي تضمُّ تنوعا ثقافيا وإثنيا رائعا ومتفردا، بقائد فرقة ذي أصول إنجليزية يقطن غرناطة بالأندلس، وآخر مغربي من فاس، وعازفة الأورغ «ساندرا» من أليكانت الإسبانية، والـغيتاريست كارلوس من غرناطة، ختاما بقارع من فنزويلا، صنعوا مزيجا جميلا في تنوع ثقافي من بوتقة موحدة هي، الإنشاد والابتهال الجميل بالرسول ووحدانية الله.
وأدت فرقة الفرودس الإسبانية وصلات إنشادية روحانية على غرار «لا إله إلا الله» و»مدَد»، حيث تعتبر الأولى تراثا جزائريا أنشد على وقع رائعة «قم ترى» ذات النظم الأندلسي الباهر، وأخرى بشعر ابن الفارض في الحبِّ، وتفاعل الجمهور الحاضر بقوة مع الآداء الراقي الذي عاد بالجميع إلى العصر الذهبي للدولة الأندلسية، وانتشار الإسلام والحضارة في جنوب أوربا.
أما المنشد الشيخ محمد أمين الترمذي، من الأردن، ذو الأصول السورية والمقيم ببغداد ، قبل أن يستقرَّ به الحال بالأردن، فكان مسك الختام بمرافقة الفرقة القسنطينية «روضة الحبيب»، ذات التهليلات والابتهالات الراقية والهادئة.
واكتشف الترميذي موهبته وهو بعمر الـ13 بمساجد حلب، وشارك في الإنشاد وترديد مدائح التغني بالرسول الكريم، وكان شريطه «أنا الفقير إليك يا ربّ» أول إصداراته في مساره الإنشادي، كما كوَّن الكثير من المنشدين الشباب في تعليم المقامات والإيقاعات ودرجات السلم الموسيقى في كثير البلدان.
وذكر الشيخ محمد أمين الترميذي أنه صار من الجزائر، بعدما صاهر أهل عروس الزيبان بسكرة، وبات يتنقل على الدوام إليها، مشيدا بالمهرجان الدولي للإنشاد ونشر ثقافة الحب والسلام والموسيقى الهادفة خلال فعالياته.
وعبَّر عبدالعالي لوهواه، محافظ المهرجان الدولي الثقافي للإنشاد، في الأخير، عن جزيل امتنانه لجهود الفريق العامل معه، من وزارة الثقافة وعزالدين ميهوبي الذي وضع ثقته فيه، ليكون محافظا، إلى غاية أبسط مساهم في إنجاح هذا الحديث المتفرد، بقسنطينة، مؤكدا على محاولة منح المزيد والتعريف أكثر بالإنشاد والجزائر عبر ربوع العالم في الطبعات القادمة.
يذكر أنه تمَّ توزيع درع المهرجان على الفرق المشاركة، بدءا بالتركي إسماعيل جوشار وفرقته، الفنان مقداد السهيلي من تونس، فرقة أثران نجرجر من تيزي وزو، المنشد عبدالرحمان بوحبيلة بمرافقة فرقة الأنيس، فرقة إينوجا من ألمانيا، المنشد ناصر ميروح والمنشد عبدالحميد بن سراج من المسيلة، ختاما بفرقة الفردوس من إسبانيا والشيخ محمد أمين الترميذي من الأردن ، بمرافقة فرقة روضة الحبيب، من قسنطينة.
فاتح خرفوشي