باحثون يطالبون باسترجاع المعالم المحجوزة و إنقاذ المعرضة للضياع
وجه الباحث في التاريخ وعلم الآثار الدكتور عبد الرحمن خليفة نداء لسلطات ميلة والمجتمع المدني، من أجل حماية المدينة القديمة و آثارها ووضع اليد على المعالم التي لا يزال بعض الناس يخفونها ويحيطونها بسياج ، وكأنها ملكية خاصة، منبها إلى أن مثل هذا التراث الذي لا تزال أجزاؤه شاهدة على حضارة الأجداد، يعتبر ملكية جماعية من حق الأجيال القادمة أن تجده قائما.
المحاضر في الملتقى السنوي « ميلة عبر التاريخ« المنظم أول أمس الخميس بالمكتبة البلدية أمبارك بن صالح بميلة، من طرف جمعية أصدقاء ميلة القديمة، والذي بلغ طبعته 13 ، قدم صورا لبعض هذه المعالم منها الأقواس « المرهونة « التي هي في حاجة ماسة للترميم ولمعاينة المختصين، حتى لا تنهار ، داعيا في نفس الوقت إلى التدقيق والتعمق التاريخي أكثر في بعض الأطروحات والمعلومات المقدمة التي إذا تم التأكد من عدم صدقها، فإن ذلك لا ينقص شيئا من صورة ميلة الضاربة في عمق التاريخ، التي لا يزال سكانها يمشون على شوارع تعود إلى العهد الروماني، و ختم الدكتور خليفة مداخلته بعرض صور صادمة لبناءات فوضوية بالمدينة القديمة، تشير، حسبه، إلى عدم احترام تاريخ المدينة .
من جهته شدد الدكتور يوسف عيبش من جامعة سطيف 2، بأن موقع ميلة في التاريخ يحتاج إلى قراءة تاريخية، لجمع ملفات تثمن هذا الواقع، و إلى تراكم معرفي وإستراتيجية عمل، مضيفا في مداخلته التي حملت عنوان « على خطى الغزو العربي لنوميديا «، بأن الحاجة ماسة الآن إلى مقاربات وقرائن و حجج علمية ، لمعالجة و تأكيد ما يتم تداوله حاليا بين الناس حول تاريخ المدينة وماضيها العريق، و يجب عدم التوقف عند حقب تاريخية مرت بها ميلة، وإنما الغوص في كل المستويات الأثرية التي لايزال بعضها مجهولا بالمدينة. في حين سلطت الباحثة المتخصصة في الهندسة المعمارية الأستاذة آمال مقراني الضوء في مداخلتها، على صروح المدينة المنسية المهددة بالزوال، فيما استعرضت مديرة متحف سيرتا آمال سلطاني في مداخلتها صورا وقدمت قراءة لتحف تاريخية من الفسيفساء، بعضها من ولاية ميلة موجودة بالمتحف الذي تشرف عليه.
واختتم اللقاء رئيس جمعية « صحة سيدي الهواري» بمدينة وهران ورئيس « الجمعية الموحدية« بندرومة بولاية تلمسان، بالحديث عن مساهمة المجتمع المدني و دور الجمعيات في الحفاظ على التراث.
إبراهيم شليغم