أتجنب التجول في المدينة العتيقة لكي لا أشتري كل ما أصادفه!
قال فنان النغمة القسنطينية الأصيلة الشيخ رياض خلفة، كما يحلو لعشاقه أن يدعونه، بأنّه يقضي أيام الشهر الفضيل ، على غرار كل الجزائريين في العبادة و الصلاة والجلسات العائلية، و كذا الحفلات التي يدعى لإحيائها في سهرات رمضان، و في الصباح يتجول في أسواق المدينة ويخشى أن يشتري كل ما يصادفه من مواد وسلع، تحت تأثير وحم الصيام!
ذكر خلفة للنصر حادثة طريفة وقعت له ذات رمضان، قبل أن يولد ابناه و يصبح أبا، فقد كان يتجول في نهج سيدي بوعنابة، وسط حي السويقة العتيق، وفي منطقة السيّدة بالضبط راودته فكرة شراء « سينية» نحاسية كبيرة مليئة بحلوى قلب اللوز، المعروف محليا بالهريسة الحلوة ، وحمله بشق الأنفس إلى البيت.
بعد يومين فقط فقدت الحلوى مذاقها الشهي و انبعثت منها رائحة لا تطاق فما كان منه إلا أن تخلّص منها رميا في القمامة، ومنذ ذلك اليوم أصبح يتجنب كثرة التجول في الأسواق التي تعرض مختلف السلع والحلويات والمأكولات، لكي لا يقع فريسة لحمى التسوق و وحم الصيام «الترمضينة»، كأن يشترى مختلف أنواع اللحوم الحمراء والبيضاء و المفرومة، بما يزيد عن حاجة أسرته.
و أضاف الفنان بأنه بعد آذان المغرب عادة ما يكتفي بشربة الفريك وبعض الحلويات، لهذا لا يحب الخروج و إذا خرج مضطرا يسعى جاهدا لمقاومة رغباته، و يكتفي فقط بما تطلب منه زوجته اقتناءه من مستلزمات. وأكد من جهة أخرى بأنه لا يدخل المطبخ و يكتفي بتفقد الأجواء من بعيد.
عن نشاطه الفني خلال شهر رمضان، قال لنا بأن في جعبته حاليا سهرة واحدة في مدينة ميلة.
كل ذلك يجعله ينظم رفقة أصدقائه جلسات طرب أصيلة حول سينية محلية تزخر بما لذّ وطاب من الحلويات الرمضانية في كل مرة في بيت أحد أحبابه، ويحرص أن يكون ذلك بعد الفطور و الصلاة.
الفنان رياض خلفة أضاف بأنه كثيرا ما يسهر مع عائلته في بيته يمارس الترنم والعزف على أوتار العود، مرددا نفائس قصائد المالوف، مداعبا ولديه، لكن عندما يبرمج لإحياء حفل يلتزم بعمله، الذي يقتصر على الأعراس فقط، ومعظمها في قسنطينة وميلة وعنابة، جراء زهد القائمين على الثقافة في مدينته، عن طلب خدماته.
محدّثنا أشار إلى أن برصيده أربعة ألبومات سجلها خلال فعاليات قسنطينة عاصمة للثقافة العربية. ص/ رضوان