حي واد الحـجـر يـتـحـوّل إلى قـلـب ديـدوش مـراد النـابـض بقـسـنـطـيـنـة
يعتبر حي واد الحجر ببلدية ديدوش مراد بقسنطينة، من بين أقدم الأحياء بالمنطقة، والأكثر توسُّعا ديمغرافيًا، خاصَّة بعد قرار السلطات الولائية منتصف التسعينات، بتحويله لقطب حضري وتشْيِيد المئات من العمارات على مستواه، غير أنَّ الأمر لم يرافقه تحسين في الخدمات، سواء من خلال التغطية الأمنية أو المرافق وحتى وسائلِ النقل، وهي المطالب الأساسية لسكان هذا التجمع.
روبورتاج: فاتح خرفوشي
بلوغ واد الحجر يضطرُّك للالتفاف يمينا عن مدخل البلدية الرئيسي، والصُّعود عبر هضبة شرقا، لتقابلك مئات السكنات التي تنوعت بين الفردية والترقوية والاجتماعية و يطرح أوَّل انشغال وهو عدم توفر سيارات أجرة نحو هذا التجمع السكني الهائل، و هنا ما عليك سوى قصد سائقي «الفرود» لبلوغ وجهتك وبشكل فردي، حيث تصل تسعيرة النقل إلى 200 دج، خارج ساعات الذِّرْوة وتوفر الزبائن، أو يمكنك انتظار الحافلات على قلَّتها واكتظاظها، ما جعل السكان يطالبون بتوفير النقل من المجالس الشعبية المتعاقبة على ديدوش مراد.
كما تبقى بعض الضَّواحي بواد الحجر غير مربوطة بوسائل النقل نهائيا، وهو ما يجعل السير على الأقدام للوصول إلى أقرب محطة انتظار الحافلات، الحلَّ الوحيد المتوفر، أمام شساعة هذا الحي الذي يمتدُّ من حدود المنطقة الصناعية إلى الرَّتْبة، ومن سيدي اعراب إلى قلب مدينة ديدوش مراد أو «بيزُّو» على ما كانت تعرف به سابقا.
ويلاحظ الانتشار الكبير للتجارة الفوضويَّة، من خلال نصب طاولات الخضر والفواكه وحتى الشِّواء على الأرصفة ومقابل أماكن العبادة، وهي ظاهرة تعرف انتشارا واسع النطاق و عطلت مشاغل الناس وحركة المرور، زيادة على الشجارات التي تنشب عادة بين الباعة والمواطنين، بهذا الخصوص، وأشار السكان إلى أنّ سوقا جوارية صار مطلبا ملحًّا للحد من الباعة الفوضويين ومشاكلهم، خاصة وأن واد الحجر باتت منطقة حضرية ولا يسمح بالمظاهر السيئة بها.
إعانات الريفي قليلة و سكنات دون كهرباء و غاز
من جهة أخرى، وعلى غرار كافَّة نواحي الولاية، يُؤكِّد قاطنو واد الحجر القديم حاجتهم الماسَّة لدعم الدَّولة في مجال الإسكان، وتحديدا صيغة الريفي نظرا لطبيعة الجهة، بانتشار الفلاحة وتربية الأغنام، إلا أن حصة الحي من الإعانات الموزعة على البلدية تبقى ضعيفة، رغم تأكيدات الـ»مير» محاولة رفع الغبن عن السكان القدماء وتخصيص عدد معتبر من إعانات البناء الريفي وحتى الدعم بصيغة «فونال» لصالح أصحاب البنايات القديمة والمهترئة والمتشققة، لترميمها، لكن الإعانات تبقى جد ضئيلة.
ويرافق الطلب الملحُّ على البناء، والسكن بكل أشكاله، إعادة النظر في مختلف الشبكات، وتحديدا الصرف الصحي والكهرباء والماء والغاز، حيث توجد بعض المنازل التي ما تزال غير مربوطة بالصرف الصحي، ويقوم ساكنوها بذلك بشكل تقليدي، فيما يعتبر التزود بالغاز الطبيعي والكهرباء أولى المطالب إلى جانب هذا، وهو ما تمَّ تقديم وعود بشأنه خاصة وأن القطب الحضري الجديد «الرتبة» يعرف تقدما واضحا في الأشغال، ويجب ربطه قريبا بكل الشبكات، ما سيجعل «حلوفة» وواد الحجر القديم وعديد التجمعات الصغيرة بدوار بن زكري، تستفيد من هذه الخدمة.
استحداث أمن حضري أولوية لدى السكان
و لا يخفى على الكثيرين هدوء منطقة ديدوش مراد عموما، وخاصَّة واد الحجر، رغم الكثافة السكانية الهائلة التي يضمها الحي، وهذا راجع للطابع المحافظ للجهة، بل أن الكثيرين من قاطني وسط المدينة والأحياء الشعبية الكبرى، غيَّروا مقر إقامتهم إلى هذه البلدية المضيافة والمعروفة بالسُّكون، غير أن ظاهرة العصابات والعنف و توسع رقعة الإتجار بالمخدرات، حسب السكان، جعل مطلب وضع مقر للأمن الحضري قيد الخدمة أولوية، حتى تحدُّ قوات مكافحة المخدرات من الأمر، وعلى الأقل، تنظيم دوريات راجلة وفجائية للحي ليلا ونهارا، وتوقيف المتورطين في إفساد الشباب ومحاولة إغراقهم في مستنقع الانحراف.
وتوجه محدثونا بالشكر لفرق الدرك الوطني، التي تقوم بدوريات ليلية فجائية لأماكن انتشار هذه الآفة الخطيرة، وتوقيف العديد من المسبوقين قضائيا ورؤوس شبكات الإجرام، إلا أنَّ الاعتداءات وعصابات سرقة الأشخاص والممتلكات ما تزال تنشط، حيث صنفت واد الحجر في السنوات الماضية، على أنها من المناطق التي تشهد انتشارا للمخدرات، فقد تحولت من مجرد منطقة استهلاك إلى بؤرة للإتجار في الكيف والأدوية المهلوسة، وهو ما جعل الأولياء يدقون ناقوس الخطر.
و في ظل هذا الوضع، برزت مبادرات يهدف من خلالها إلى محاولة إعادة تنظيم دور المجتمع بالحي عبر الدورات الرياضية، وحتى المسجد كان له نصيب في تحريك المواطنين للتوعية ضد هذا الخطر، فيما يقترح السكان إنشاء مدرسة قرآنية لنشر الوعي بين شباب المستقبل. وذكر منتخبون ببلدية ديدوش مراد، أن طلبات عديدة قدمت للمصالح الولائية والأمنية بقسنطينة، من أجل التكفل بإنشاء أمن حضري بواد الحجر، الذي يعرف كثافة سكانية مضطردة.
ملعب جواري غير كاف
تعتبر ديدوش مراد، عامة، بلدية رياضية بامتياز من خلال الفرق الكروية التي تنشط بها، أو الرياضات الفردية التي سجلت فيها مشاركات طيبة على المستوى الوطني، إلا أن المرافق الرياضية وخاصة الملاعب الجوارية تعرف نقصا، إذ لا يكفي الملعب الجواري لواد الحجر المجاور لمسجد عليّ بن أبي طالب، أمام الطلب المتزايد على حجز برنامج فيه، حيث يستقطب فرقا هاوية ورياضيين من بلدية حامة بوزيان وحتى من وسط المدينة.
واقترح السكان إيجاد قطعة أرضية كبيرة بالجهة لإنشاء مركَّب جواري ضخم، يضمُّ جميع الرياضات، وخاصة كرة القدم، مع محاولة الاستثمار في الجيل الصَّاعد، من الأطفال والمتمدرسين، حتى يبتعدوا عن الآفات المنتشرة كالمخدرات، وتعلم العمل الجماعي والانضباط والتمتع بالرُّوح الرياضية واحترام الخصم.
رئيس بلدية ديدوش مراد الطاهر بوالشحم
خصصنا مليارين لتعبيد الطرق والربط بالشبكات سيتمُّ قريبا
أكد رئيس بلدية ديدوش مراد، الطاهر بوالشحم للنصر، أن واد الحجر تدخل ضمن اهتمامات مصالحه لرفع جملة التحفظات التي وجهها له السكان، وللمجالس السابقة، في شاكلة التنمية والتهيئة الحضرية والربط بالشبكات والسكن، وقال في هذا الصدد «توجد حوالي 2 مليار سنتيم مرصودة للتهيئة الحضرية وتحديدا شبكة الطرقات الداخلية بواد الحجر، إلى جانب ربطها بإحدى المحاور الرئيسية للطرقات المؤدية إلى وسط المدينة، وسنخصص حصة لا بأس بها من السكن الريفي وإعانات فونال لذات الساكنة، والربط بشبكات الصرف الصحي والغاز والكهرباء، يجب على المواطنين التحلي بالصَّبر علينا وفقط».
وعن قضية الأمن الحضري ردَّ بوالشحم «على كلٍّ لقد أودعت المجالس السابقة طلبا بهذا الخصوص وننتظر ردًّا من السلطات المعنية، حقيقة واد الحجر توسعت بعد تشييد العمارات ومنح البناء الريفي بها، وكذا الصيغ السكنية الأخرى، وتستحق منشأة أمنيَّة على مستواها».
ف.خ