يقتل جاره و يدفنه بمساعدة ابنيه بسبب خلافات مذهبية
أدانت، أمس، محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء سكيكدة، المسمى (ب.ح) البالغ من العمر 52 سنة بالإعدام، على خلفية متابعته بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد، راح ضحيتها المسمى ( ش. ح)، بينما التمس النائب العام تسليط عقوبة الاعدام، مؤكدا على توفر أركان الجريمة، نافيا وجود ركن الدفاع الشرعي كما يزعم الضحية.
حيثيات القضية تعود إلى 22 مارس 2017، عندما تقدم إلى فرقة الدرك الوطني ببلدية فلفلة (ش. ج) للتبليغ عن اختفاء شقيقه (ش. ح)، مصرحا لمصالح الضبطية القضائية، بأن شقيقه المرحوم خرج من المنزل العائلي بتاريخ 21 مارس 2017 باتجاه بستانه الكائن بجبل « الغوت « ببلدية حمادي كرومة، غير أنه لم يعد من مكان عمله، لتقوم على إثرها مصالح الدرك بتشكيل دورية مدعمة من أفراد الكتيبة، و فصيلة من الجيش الوطني الشعبي، للبحث عن المعني على مستوى البستان، مع تمشيط المكان، غير أن نتائج البحث عنه كانت سلبية.
و بغرض الوصول إلى حقيقة الاختفاء المحير للضحية، قامت عناصر الضبطية القضائية بسماع المقربين منه، و جميع من يقوم باستصلاح الأراضي المجاورة لبستان الضحية، بينهم المتهم (ب. ح)، ليتبين من خلال التحريات، بأن المتهم كان منذ يوم اختفاء الضحية قليل الحركة، و لا يعمل ببستانه على غير العادة، مرتبك، و تحركاته محصورة بين منزله، و المسجد، ليتم وضع مراقبة لتنقلاته.
و نفى المعني في تصريحاته للضبطية القضائية استغلاله لأي أرض فلاحية بمكان اختفاء الضحية، و قال بأنه لا يتردد على المكان إطلاقا، و بأنه كان متواجدا بمقر عمله بالمتوسطة يوم اختفاء الضحية، مضيفا بأنه علم عن حادثة الاختفاء من سكان الحي.
و باستغلال معلومات عن وجود خلاف بين المتهم و زوجته، قامت الضبطية القضائية بسماع الأخيرة للتأكد من حقيقة تواجد زوجها بتاريخ اختفاء الضحية، حيث بدت عليها علامات الخوف، و الارتباك، لتنهار في الأخير و تعترف بتورط زوجها في قتل المسمى (ش.ج).
أثناء المحاكمة، اعترف المتهم بالجرم المنسوب إليه، و سرد تفاصيل تنفيذه للجريمة، مصرحا بأن سر المشكل يعود إلى خلافات «مذهبية» و أخرى حول الأرض، مضيفا أنه بتاريخ الوقائع بينما كان رفقة ابنيه بالبستان، تقدم منه الضحية حاملا في يده «مزبرا»، و يضع في حزامه منشارا داخل غمده البلاستيكي، و عند محاولة اجتيازه للسياج قام بحمل حجر و رماه على الضحية، فأصابه على مستوى الصدر، و لما حاول التقدم، رجع المتهم إلى الخلف فسقطت على ظهره و أصيب على مستوى الرأس.
المتهم قال بأن الضحية استغل الفرصة، و قام بالصعود فوقه موجها له ضربة بواسطة منجل على مستوى الرأس، قبل أن يتقدم ابنيه (ع)، و(ه) الذين قاما بإبعاد الضحية بالاعتداء عليه بواسطة عصى، و حجارة، حينها وقع تشابك بينهما باللكمات انتهت بحمله للمنجل الذي سقط من الضحية، و يوجه للأخير ضربتين على مستوى الرأس، ثم حمل عصا خشبية، و انهال عليه بالضرب حتى سقط جثة هامدة، ثم قام رفقة ابنيه بجر الضحية إلى غاية الوادي المحاذي للبستان، و قاموا بدفنه، مؤكدا على أنه لم يكن ينوي قتله، و إنما كان في موضع الدفاع عن النفس.
دفاع المتهم ركز في مرافعته على وجود ثغرات في ملف القضية، منها عدم إعادة تمثيل الجريمة، و تأخر طلب قاضي التحقيق في إجراء الخبرة الطبية على المتهم بعد مرور شهر و نصف عن الجريمة.
كمال واسطة