المجاهد بوطمين رفض الجهوية بشدة و كان يعطي المصروف لتلاميذه
نظم، أمس الاثنين، رفقاء و تلاميذ المجاهد و المؤرخ جودي لخضر بوطمين الذي وافته المنية قبل شهرين، تأبينية له بحضور عائلته على مستوى متحف المجاهد بقسنطينة، حيث تم خلالها الإشادة بخصال الفقيد و نقل شهادات أظهرت مدى حبه لمهنة التعليم و شجاعته في مواجهة المستعمر الفرنسي.
و وسط أجواء من التأثر التي لم تخل من ذرف أصدقاء و تلامذة المجاهد للدموع، عدّد الحاضرون إنجازات الكاتب و المؤرخ و السياسي الذي فارق الحياة يوم 26 أفريل الماضي عن عمر يناهر 87 عاما، حيث تم التأكيد على أنه دافع بالبندقية و الرصاص عن الوطن، و بعد الاستقلال لم يبال بالمناصب و فضّل مواصلة الجهاد بالقلم في الصحافة، كما رفع راية التعليم، حيث درّس مادة التاريخ و الجغرافيا لعدة سنوات، و تخرجت على يده العديد من الإطارات.
و قال عضو المجلس الشعبي الولائي السابق، بغيجة سعد، إنه كان من تلامذة الفقيد، مضيفا أنه حرص على تكريمه منذ سنوات عرفانا بالمجهودات التي بذلها للوطن و هو الذي انضم لصفوف جيش التحرير الوطني في سن مبكرة، و تسلم عدة مسؤوليات كانت آخرها عضو المنطقة الخامسة في الولاية الثانية، كما أكد أحد تلامذته أنه تميز بالجدية و الكفاءة، إلى درجة أنه حبّب المتمدرسين في مادة التاريخ، و كانت تربطه بهم علاقة أبوية جعلته يعطي لهم المصروف، لكنه كان في المقابل وطنيا إلى حد النخاع و يرفض الجهوية.
و قد تم بالمناسبة عرض مقاطع فيديو للمجاهد، كانت قد سجلتها معه الجامعة في إطار جمع شهادات 100 مجاهد في الثورة التحريرية، و ذلك من طرف رئيس جامعة العلوم الإسلامية الأسبق، الدكتور عبد الله بوخلخال، الذي أشاد بخصال الفقيد، فيما قام مؤرخون و عدد من رفقائه بينهم المجاهد عبد الوهاب بن يمينة، بقصّ ذكريات جمعتهم به و مواقف جعلته مدرسة علمية و تربوية للأجيال القادمة. ياسمين.ب