أفراد الطاقم الطبي لا يغسلون أيديهم قبل و بعد مباشرة الفحوصات
كشفت البروفيسورة بلقايد عضو لجنة خبراء مكافحة العدوى المرتبطة بالعلاج، عن عدم التزام مستخدمي الصحة بغسل اليدين قبل و بعد إجراء الفحوصات أو أي نشاط صحي آخر، مؤكدة بأن العاملين بوحدة أمراض النساء و التوليد لا يغسلون أيديهم قبل مباشرة أعمالهم أو بعدها.
البروفيسورة بلقايد التي استندت إلى دراسة أجرتها بمصلحة التوليد بمستشفى بني مسوس بالعاصمة، أوضحت بأن أغلبية الممرضين و الطاقم الطبي عموما، لا يرتدون قفازات الوقاية و إن فعلوا لا يغسلون أيديهم قبل وضعها، و بعد نزعها خلال قيامهم بمهامهم مهما كان نوعها، دون مبالاة بالخطر الذي تهدد صحتهم و صحة المرضى، مشيرة إلى خطر الجراثيم التي قد تجد بيئتها المفضلة في الرطوبة التي قد تسببها القفازات البلاستيكية، و التي تلتصق بالجلد و لا يمكن إزالتها إلا بفرك اليدين جيدا باستعمال الماء و الصابون. الدراسة التي تم إعدادها في مدة لم تتجاوز أسبوع، عمدت إلى مراقبة الطاقم العامل بمصلحة التوليد، حيث وقف المكلفون بالدراسة، على أن السبب الذي حال دون غسل أكثرية العاملين لأيديهم، راجع إلى عدم إيجادهم وقت لذلك، بسبب الضغط الذي تشهده المصلحة.
و قالت الدكتورة في مداخلة قدمتها خلال التجمع الجهوي بمناسبة إحياء اليوم العالمي لنظافة الأيدي الذي احتضنت فعالياته أمس قاعة أحمد باي «زينيت» بقسنطينة،بأن اختيارهم لمصلحة التوليد، فرضه خوفهم من المعدل الكبير لانتشار العدوى بغرف العمليات الجراحية، أين تم تسجيل، بعد مراقبة هذه الأماكن نسبة 16.4حالة عدوى، لدى أشخاص لم يعانوا من أية أعراض مرضية من قب، مضيفة بأن 90بالمائة من الأماكن المخصصة لغسل اليدين بوحدات الفحص و العلاج لم تكن مطابقة للمعايير الصحية. و من جهة أخرى حث المشاركون في اليوم الأول من اللقاء الطبي، على ضرورة استعمال سوائل التطهير الصحية، مع الحرص على حسن انتقائها، لتفادي مشاكل الحساسية الجلدية، حيث انتقدت البروفيسورة أمحيس من المؤسسة الاستشفائية ببولوغين استمرار الطاقم الطبي في استعمال الوسائل المطهرة التقليدية، رغم وجود سوائل و مواد التطهير الصحية، أثبتت نجاعتها في القضاء على الميكروبات بنسبة 99.99بالمائة.
و من جهته أكد ممثل منظمة الصحة العالمية بإفريقيا كايتا باه، عدم الاستعمال الكافي لمواد غسل اليدين بالمراكز الصحية، و الذي يظهر جليا من خلال تزايد تسجيل حالات العدوى و بشكل خاص الزكام و الكوليرا و غيرها من الأمراض الفيروسية و البكتيرية المختلفة. البروفيسور إسماعيل مصباح، المدير العام للوقاية على مستوى وزارة الصحة و السكان تحدث بدوره عن ضرورة حسن انتقاء مواد التطهير، التي يجب أن تتوافق مركباتها مع المواد التي صادقت عليها منظمة الصحة العالمية، مشيرا إلى فتح المجال لتصنيع هذه المواد. و للتذكير يهدف اليوم العالمي لغسل اليدين الذي وقعت الجزائر اتفاقية التزام مع منظمة الصحة العالمية عام 2013، إلى رفع الوعي بأهمية غسل اليدين بالماء والصابون، باعتباره عاملاً أساسيا في الوقاية من الأمراض، وأيضا نظافة اليدين للطاقم الصحي، للوقاية من انتقال العدوى داخل المنشآت الصحية، و الحد من الوفيات الناجمة عن ذلك.
مريم/ب