حياة لؤي رهينة عملية لزرع النخاع الشوكي
تدعو عائلة الطفل لؤي عبد السلام، المصاب بفقر الدم المنجلي ، سلطات ولاية قسنطينة و على رأسها الوالي ، الترخيص لها بإطلاق حملة تبرع من أجل جمع تكاليف العملية التي يحتاج إليها و تقدر بمليارين و نصف مليار سنتيم، و تدعو لاعبي فريق شباب قسنطينة و أنصاره إلى مساعدتها، و هذا بعد تأزم الوضع الصحي للؤي، الذي تعرض مؤخرا لإصابة في الرأس، كما كشفت الفحوصات عن معاناته من ورم في رأسه.
النصر زارت الطفل لؤي عبد السلام الذي يعاني من مرض فقر الدم المنجلي منذ كان عمره شهرين ، في منزله بحي بن شرقي بقسنطينة، و يبلغ الآن 9 سنوات، قضى معظمها راقدا بالمستشفى الجامعي بن باديس،و لم تمكنه الظروف المادية القاهرة لعائلته من العلاج و التكفل الأمثل بوضعه الصحي، الذي يتطلب الالتزام بنظام غذائي معين، و إجراء تحاليل دورية و تناول أدوية باهظة الثمن، كما أنه يقيم مع عائلته في كوخ قصديري يتكون من غرفتين، و لا تتوفر فيه أدنى متطلبات العيش الكريم، ما جعل وضعه يزداد سوءا.
روت لنا والدته التي بدت شاحبة و معنوياتها منهارة، معاناة ابنها البكر لؤي، الذي لم ينعم كغيره من الأطفال باللهو خارج البيت و مداعبة الكرة، و انهمرت الدموع من عينيها من شدة التأثر بحالة ابنها ، حيث قالت بأن فرحتها بمولودها الأول، لم تكتمل، إثر إصابته بنزيف حاد و اتضح للأطباء بأن دمه لا يتخثر، لتشخص إصابته بفقر الدم المنجلي، و تبدأ معاناته و معاناة والديه في رحلة العلاج و إجراء التحاليل الطبية و نقله دوريا إلى المستشفى، ليخضع لعملية تغيير و نقل الدم و علاجات أخرى، مع إعادة التحاليل و إجراء أشعة سكانير كل شهر، ما يكلفهما مبالغ مالية معتبرة .
تابعت والدة لؤي حديثها بنبرة حزينة، قائلة بأن وضع لؤي تأزم سنة 2015، حيث أصيب بجلطة دماغية بسبب مرضه، ما اضطرها للمكوث معه بمصلحة طب الأطفال بمستشفى بن باديس سنة كاملة للعلاج و إخضاعه لدورات التأهيل الوظيفي، حرم خلالها من متابعة تعليمه في السنة الأولى ابتدائي، ما دفعها رفقة زوجها للقيام باختبار تطابق الأنسجة، غير أن النتائج أثبت عدم تطابقها و أكد الأطباء للوالدين بأنه لا يمكن علاجه ببلادنا، و حالته تتطلب إخضاعه لعملية زرع النخاع العظمي في عيادات بالخارج تتوفر على بنوك الأعضاء، لإنقاذ حياته.
والد الطفل لؤي البالغ من العمر 40 سنة ، رب أسرة تتكون من زوجة و أربعة أبناء، تتراوح أعمارهم بين 4 و 9 سنوات، قال للنصر بأنه بعد أن أخبره الأطباء باستحالة علاج ابنه في الجزائر، اتصل بمستشفيات في فرنسا و تركيا، ليستفسر عن إجراءات و تكاليف العملية ، ليتضح له بأن تكلفتها باهظة جدا و تقدر بمليارين و نصف مليار سنتيم، ليطلق بعدها نداء استغاثة للمحسنين و ذوي القلوب الرحيمة لجمع مبلغ العملية، غير أن نداءه لم يلق صدى، ما استدعى نقل ندائه لوالي الولاية عبد السميع سعيدون الذي اطلع، حسبه، على ملف لؤي الصحي، غير أنه لم يتعهد بالتكفل به .
حالة لؤي، الذي سبق و أن نشرتها النصر ، تأزمت منذ نحو شهرين بعد أن تعرض لإصابة على مستوى الرأس، جراء حجارة ألقى بها أحد جيرانه ، تسببت له في عجز لمدة 50 يوما، أخضع إثرها لعملية جراحية على مستوى الرأس ، استدعت مكوثه مطولا في المستشفى، و هو ما أثقل كاهل والديه الذين لم يعد باستطاعتهما حتى توفير الدواء و الطعام له ، و يطالبان أسرة الجار الذي أصاب ابنهما بتعويض مادي عن الضرر الذي لحق به، مشيرين إلى أنهما تقدما بشكوى ضد المعتدي مرفقة بتقرير الطب الشرعي.
أثنا زيارة النصر للطفل لؤي في منزله، جدد والده نداءه للسطات بالترخيص له بإطلاق حملة تبرع، كما يطلب من فريق شباب قسنطينة و مناصريه بمساعدته ، مؤكدا بنبرة حزينة بأن وضعه الاجتماعي، ازداد سوءا و لم يعد يقوى حتى على شراء الدواء لابنه، خاصة بعد أن أصبح عاطلا عن العمل، اثر إجرائه لعملية جراحية بسبب إصابته بفتق في فقرات الظهر، و لم يعد باستطاعته ممارسة أي عمل يتطلب حمل أثقال أو بذل جهد كبير .
أسماء بوقرن