من يتهم أئمتنا بالخروج عن الإسلام هو الخارج عنه
رفض غلام الله بوعبد الله رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، أن اتهام الأئمة والعلماء في الجزائر سواء كانوا مالكيين أو حنفيين أو إباضيين، بالخروج عن الإسلام وقال أن من يتهمهم هو ذاته الخارج عن الإسلام، فالجزائريون معروفون برسوخ الدين في قلوبهم وعقائدهم وسلوكاتهم، والأئمة يمثلون كلمة الأمة وبالتالي يجب أن تكون كلمتهم منبثقة من أصولها العلمية والفقهية.
شدد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله أمس خلال إشرافه على افتتاح الملتقى الوطني حول “الإسلام والبعد الإنساني” والذي لحتضنه مسجد ابن باديس بوهران، الكلمة ضد من قال أنهم يعتدون على آراء ومعتقدات واجتهادات علماء الجزائر المسلمين، مبرزا أن كل إنسان مسؤول عن سلوكه ومعتقداته ولا أحد يلزمه بشيئ لا يريده، وبالتالي “نرفض أن يعتدي أحد على علماءنا واجتهاداتهم وعلى معتقداتنا”، وأضاف المتحدث أن بيان أول نوفمبر 1954، يتضمن مبادئ حرية والتعاون والعمل معا من أجل جزائر موحدة، مشيرا أن إعمار الأرض لن يكون إلا إذا قبلنا أن نعيش مع الآخر ونتعاون معه ونكون إخوة في الإنسانية، وهي ذات الأسس الإنسانية التي تعتمدها الجزائر في تعاملها مع الآخر من خلال الإسلام الوسطي وعلمائه، مذكرا بأن الجزائر دعوة الجزائر لترسيخ مبادئ العيش معا في سلام، هو أكبر دليل على تمسك شعبها بهذا الدين وبمبادئه السمحة والمتسامحة، ودعا بالمناسبة الجزائريين لإبراز هذه القيم في حياتهم وسلوكاتهم وليس فقط حصرها في خطب المساجد.
وضرب غلام الله أمثلة من سيرة رسول الله الذي كان يتعامل مع المسلمين وغير المسلمين في المدينة، وبهذه الطريقة اكتسب محبة وحسن التعامل مع هؤلاء وفق إرساء مبادئ الدعوة للإسلام الذي يمد يده للآخرين للعيش معهم في سلام عن طريق الأخوة وهي الدعوة التي تكون ليس فقط في المنابر بل تشمل كل المجالات بداية من البيت والأسواق والمدارس والجامعات وغيرها، فالإسلام هو دين الإنسانية بحق مثلما اضاف رئيس المجلس الاعلى.
بن ودان خيرة