الاستعمال العقلاني لمكيّف الهواء يقيك من شلل الوجه النصفي و الحساسية
يدعو الدكتور سعيد خالد، رئيس اتحاد الأطباء الجزائريين لجهة الشرق ، إلى الاستعمال الصحي و العقلاني لمكيف الهواء في الصيف، و عدم تخفيض درجة حرارته بشكل مفرط، للوقاية من عدة أمراض و مضاعفات، على غرار الشلل النصفي للوجه و الصداع و أمراض الحساسية و غيرها، و كذا الحرمان من النوم العميق الذي يحتاج إليه الجسم، لاستعادة نشاطه و حيويته ، مشيرا إلى أن الفارق بين درجة حرارة الطقس و المكيف، يجب أن يتراوح بين 10 و 12 درجة مئوية، و يجب أن يضبط على هذا الأساس..
الطبيب، و هو صاحب عيادة بشلغوم العيد، ولاية ميلة، شدد في اتصاله بالنصر، على عدم تشغيل مكيف الهواء، قبل إخضاعه بالكامل للتنظيف و الصيانة الدورية، و تنقية المصفاة ، لأن تشغيله قبل ذلك، ينشر على مدار أيام متتالية هواء ملوثا في البيت، مليئا بالغبار والطفيليات و الجراثيم و الحشرات و بقاياها ، فيتسبب في عدة أمراض، و تشتد أخرى، على غرار ضيق المجاري الهوائية و الربو و حساسية الأنف و الحنجرة و العيون .
و بخصوص طريقة التبريد المثلى، أوضح المتحدث بأن الفارق بين درجة الحرارة الخارجية أو الطقس و درجة الحرارة داخل البيت، يجب أن يتراوح بين 10و 12درجة مئوية، فإذا كانت في الخارج مثلا 40 درجة، نضبط المكيف في درجة 28 ، مؤكدا بأن تعرض جسم الإنسان لتغيرات كبيرة في درجات الحرارة، يعرضه للمرض، كأن يكون الطقس ملتهبا في الشارع، و يعود إلى البيت و يدخل مباشرة إلى غرفة شديدة البرودة، ما يشكل صدمة حرارية قوية لجسمه، لهذا يجب تجنب الانتقال المباشر و الفوري من الجو الحار جدا إلى البارد جدا .
و تتفاقم المخاطر أكثر، كما قال الطبيب، إذا اختار المرء مكانا مقابلا للمكيف أثناء النوم، حيث يشعر عندما ينهض بآلام في جميع أجزاء جسده، و إرهاق، و أحيانا صداع، و ذلك بسبب البرودة من جهة، و الضجيج الذي يحدثه المكيف، من جهة أخرى، فمهما كان منخفضا، فهو يحرم الإنسان من بلوغ مرحلة النوم العميق الضرورية ليشعر الجسم بالراحة و يستعيد نشاطه و حيويته و لياقته، مشيرا إلى أن ذلك لا يتحقق إلا إذا نمنا في مكان هادئ يسوده الظلام و السكون التام.
و الخطر الثاني الذي يهدد النائم قبالة الجهاز، هو الإصابة بشلل الوجه النصفي، مشيرا إلى أنه استقبل هذا الأسبوع في عيادته ثلاث حالات من هذا النوع، و 6 حالات منذ بداية الموسم، ووصف لها العلاج المناسب الذي يمكنها من أن تتماثل إلى الشفاء بعد شهر واحد.
و ذكر الدكتور خالد ، أعراض هذا المرض، لكي يأخذها المواطنون بعين الاعتبار، و بمجرد اكتشافها يسرعون إلى الطبيب، ليصف لهم العلاج ، و في مقدمتها عدم القدرة على إغلاق إحدى العينين بجهة الوجه المشلولة، بشكل كامل، و عندما يضحك المصاب، يستطيع تحريك جهة واحدة فقط من الفم و الشفتين دون الأخرى، كما أن المأكولات السائلة كالحساء، تتدفق من فمه من الجهة المشلولة، علما بأن درجة الألم متوسطة و يمكن تحملها ، في حين ينزعج المصاب أكثر من اعوجاج و شلل جانب من الوجه.
بالنسبة للشرائح الهشة و في مقدمتهم المرضى المزمنين ، فإن مخاطر المكيف أكبر إذ تتسبب في عدة مضاعفات، فإذا تعلق الأمر بمرضى الروماتيزم و المفاصل، فإن آلامهم تشتد بسبب البرودة، أما مرضى الربو، فيتعرضون لنوبات متكررة، و سعال قوي، كما تتفاقم أعراض الحساسية عند المصابين بهذا المرض. و يشدد الدكتور خالد على ضرورة الالتزام بالحذر الشديد، عند تشغيل المكيف في غرف يوجد بها حوامل أو أطفال و رضع، فلا بد من ضبط درجة حرارة معتدلة ، ليكون الجو لطيفا، و يكفي تشغيله ساعة و ساعتين فقط، و ينطبق ذلك على المسنين ، و يمكن لهذه الفئة أن تعوض المكيف بمروحة كهربائية أقل برودة و أكثر أمنا ، مع الإكثار من شرب الماء صيفا و ارتداء ملابس خفيفة. إلهام.ط