* أوتـار القيـثارة رسمت طـريقي في عالم الموسيقى والغنــاء
تتلمذ على يد كبار أعمدة المالوف، ونهل منهم قواعد الفن القسنطيني الأصيل، مكنته نشأته إلى جانب والد يتفنن في مداعبة الآلات الوترية، من صقل مهاراته وتعلم العزف على مختلف الآلات، هو أستاذ التربية الموسيقية والعازف حمزة بن قليل، المنتمي لأول دفعة تخرجت من المعهد البلدي للموسيقى بقسنطينة، درس إلى جانب فنانين كبار ككمال بودة والراحل العربي غزال، وتخرجت على يده أجيال من العازفين، خلال مشوار تعليمي يمتد 38 سنة، إلى جانب انتمائه لجوق الأشواق للفنان جميل باي، منذ ما يزيد عن 30 سنة.
يعتبر نفسه محظوظا لنشأته في وسط يتذوق الموسيقى، ونهله من كبار أعمدة الفن القسنطيني على غرار الشيخين الدرسوني والتومي، ليحظى بتأطير جيد مكنه في سنوات تكوينه الأولى من الإلمام بأبجديات الموسيقى ومداعبة عدة آلات، عاد خلال حوار جمعه بالنصر، إلى سنوات عمره الأولى، حين كان يجالس والده الذي كان عضوا رئيسا في أول جوق للحاج محمد الطاهر الفرقاني رحمه الله، وكان يضم حينها معمر براشي عازفا على آلة الدربوكة، وسيد علي بويموت على آلة الطار.
قال إن والده الفنان الراحل عبد الحميد بن قليل، كان عازفا على آلة الكمان و مختلف الآلات الموسيقية الأخرى، وقد ورث عنه شغفه بالموسيقى، بعد أن لمس فيه الاهتمام بها، فأهداه القيثارة وسنه لم يتعد 14 عاما، لترسم أوتارها طريقه في عالم العزف والغناء، حيث كان يجالس والده رحمه الله ليتعلم منه أصول العزف.
38 سنة في تعليم الموسيقى و 30 سنة في جوق الأشواق
تعلق الأستاذ حمزة بالموسيقى، جعله لا يكتفي بالنهل من والده فقط، وإنما أصر على الالتحاق بأول دفعة سجلت بالمعهد البلدي للموسيقى بقسنطينة سنة 1978، لإثراء زاده المعرفي، أين التقى بفطاحلة الغناء ككمال بودة والعربي غزال وحسان برامكي، وكان أستاذهم هو الراحل الأستاذ قدور درسوني.
تكون في المعهد طيلة 7 سنوات، ليتخرج بعدها برصيد موسيقي ثري، جعله يجيد اللحن والإيقاع ومكنه من الالتحاق بالجوق الموسيقي والعمل مع والده، كما كان دائم التردد على الفنان الراحل عبد القادر التومي، عندما كان تلميذا في ثانوية حيحي المكي، حيث يعتبره قامة موسيقية كبيرة تمتلك زادا وتتقن قواعد مختلف الطبوع القسنطينية، مشيرا إلى أنه استغل السنوات الثلاث من تعليمه الثانوي في النهل من التومي رحمه الله، والذي لم يكن يبخل على الجيل الصاعد بما في جعبته، كما كان حريصا على تقديم معارف دقيقة وصحيحة لضمان وصول رسالته.
تعلم العزف لم يتوقف عند آلة القيثارة، وإنما تعداها ليشمل آلات أخرى كالكمان والعود العربي القسنطيني، كما أهله ليصبح معلما للموسيقى، لتكون بدايته في المجال من جمعية مقام، أين درس خمسة أقسام مادة الصولفاج لمدة سنتين، وفي سنة 1984 التحق بالمعهد التكنولوجي مريم بوعتورة، بعد نجاحه في مسابقة قطاع التعليم، ليصبح أستاذا في مادة التربية الموسيقية بمتوسطة مفدي زكريا بجبل الوحش.
انتقل للتعليم في الطور الثانوي سنة 2007، بثانوية أحمد باي ثم طارق بن زياد، والتي لا يزال مدرسا بها إلى غاية اليوم، كما لا يزال وفيا لجوق الأشواق للفنان جميل باي، الذي التحق به منذ 30 سنة، علما أنه اشتغل كذلك في جوق فنانين آخرين على غرار الراحل العربي غزال والعيد فنيخ، وأحمد عوابدية، فضلا عن جوق والده، الذي يعد أول جوق التحق به حيث كان الوالد عازفا على العود و حمزة على الكمان.
يشكل التفريق بين الأنواع والطبوع الموسيقى معضلة لدى البعض حسب أستاذ الموسيقى العازف حمزة بن قليل، مقدما في هذا السياق شرحا مفصلا لموسيقى المالوف، بالقول بأن المالوف القسنطيني يقابل النوبة الأندلسية، المعروفة في تلمسان بالنوبة وفي العاصمة بالصنعة، فالكلمات ذاتها لكن الطبع الموسيقي يختلف من منطقة لأخرى.
أما موسيقى الحوزي، فقد نشأت في تلمسان حسبه، لكننا نجدها في المدارس الموسيقية للولايات الثلاث، بحيث تظل الكلمات ذاتها وتختلف الموسيقى باختلاف المدارس، فيما تعد قسنطينة مهدا للنوعين الآخرين وهما المحجوز والزجل.
أما الطبوع القسنطينية، فتشمل الرمل مايا، والمايا، والزيدان والذل والسيكة، ونوبة الرصد ونوبة السيكة، التي نجدها في قسنطينة والعاصمة والتلمسان، كما ذكر طبع الفقيرات، الذي يعتمد على الآلات الإيقاعية وهي البندير والطار والدربوكة، فيما يفضل الوصفان، آلة القمبري الوتري والبنقة والدربوكة والقرقاب.
وتحدث عن العيساوة كذلك، ومن مشايخها الذين تركوا بصمتهم ذكر الشيخ بلقاسم والشيخ سليم مزهود، ويؤدى الطبع بآلتي البندير والدربوكة وموسيقى المحجوز مع مديح ديني، فيما زهور فرقاني من أوائل من أدين طبع البنوتات، لتخلفها الأخت التوأم للحاج محمد الطاهر الفرقاني زلوخة، التي سلمت المشعل للفنانة فلة الفرقاني لتحافظ على هذا اللون الموسيقي.
مشيرا، إلى أن هذا الطبع تراجع بتراجع عدد الفرق الذي كان خمسا، ثم انحسر جدا، وقد عرفت أيضا في هذا الفن شقيقة الراحل الفنان بابا عبيد قارة بغلي.
تطرق محدثنا كذلك، إلى الانتشار الملفت للفرق الشبانية التي تؤدي الغناء القسنطيني، بعدما تراجع الاهتمام به لسنوات، وقال إنها فرق نجحت في ضخ دماء جديدة وتوسيع رقعة الاستماع لموسيقى قسنطينة، بدليل نشاطها خارج المدينة.
وقال، بأنه أمر جدير بالتثمين، خاصة وأن الموسيقى القسنطينية غابت لفترة عن المناسبات وحتى التظاهرات الفنية، مع ذلك فقد أشر إلى مشكل نقص التكوين ما يفسر الهفوات في الأداء والموسيقى حسبه، مردفا بأنها مسؤولية لا يتحملها الفنانون الشباب وحدهم وإنما تعنى بها الجهات المعنية بتوفير فضاءات التكوين فالوضع بين الأمس واليوم يختلف، بفعل غياب التأطير والنقص الفادح في مدارس تعليم الموسيقى وتراجع دور الجمعيات الفنية التي لا لم يتبق منها سوى» مقام»، الكائن مقرها بدار الشباب المنصورة.
مذكرا بأعرق الجمعيات التي ساهمت في تكوين أجيال متعاقبة وتوقف نشاطها، مثل «جمعية الفرقانية» للراحل محمد الطاهر الفرقاني و»البسطانجية» لعبد المؤمن بن طبال، جمعية «محبي الفن» للراحل الشيخ التومي، مردفا بأنه يستقبل طلبات كثيرة من تلاميذ وأولياء لتعلم الموسيقى خارج ساعات الدراسة، غير أنه يرفضها لغياب فضاءات الاستقبال.
وعن عصرنة موسيقى المالوف، وإدخال آلات حديثة، قال الفنان بأنه يرفض فكرة عصرنة الموسيقى الأندلسية، لأن ذلك يفقد القصيدة روحها، ويفضل الاكتفاء حسبه، بآلة الكمان والعود العربي والدربوكة والجواق أو الفحل، والنغرات والطار.
مردفا، بخصوص إدراج «الكلافيي» بالقول بأنه يؤثر على إيقاع الآلات الموسيقية الرئيسية ويفقد الحن روحه، مطالبا بالحفاظ على عراقة هذا الفن، وإعادة إحياء التظاهرات الغنائية القديمة كالأسبوع الثقافي القسنطيني الذي كان ينظم في شهر أفريل.
أسماء بوقرن
عرفت السهرة الختامية للمهرجان الوطني لموسيقى الشباب، بأم البواقي، مرور سبعة أسماء فنية من مناطق مختلفة من الوطن، قدمت كوكتيلا غنائيا متعدد الطبوع، في ليلة ميزها التفاعل الشباني والجمهور الغفير الذي كان وفيا للحظة إسدال الستار.
حضر السهرة الختامية للطبعة العاشرة، مدير الثقافة بأم البواقي عبد النور خرباش، الذي قال عن المهرجان بأنه يمثل عرسا وبهجة احتضنتها أم البواقي بعد انقطاع دام 6 سنوات كاملة، ويعد من المبادرات التي تسعى من خلالها وزارة الثقافة لإحياء المشهد الثقافي بالولاية، على اعتبار أن لها ماضٍ في الموسيقى الشبابية كموسيقى عيسى الجرموني، كما كان للفنان جمال صابري بصمته الخاصة في تأدية الأغنية الشاوية بطابع عصري تعدى حدود الوطن.
وعرفت الليلة الأخيرة، تكريم الفنان الشاب ابن قسنطينة شوقي عقاب، والفنان ابن مدينة مسكيانة خريج مدرسة ألحان وشباب محمد جفال، الذي أكد أنه سعيد بالتكريم لأول مرة في مسقط رأسه.
ميز الحضور الكبير للعائلات والشباب الموعد، و عرفت الفقرات الفنية تفاعلا مع الأسماء التي تعاقبت على الركح، بداية مع الفنان شوقي عقاب ضيف شرف السهرة، الذي أدى عديد الأغاني الرايوية على غرار «مازال مازال» و»وهرن وهرن» وكذا أغنية «زهري أنا».
وجاء الدور بعدها، على الفنان الصاعد خريج مدرسة ألحان وشباب محمد جفال، الذي أمتع الجمهور بعدة أغان من طبوع مختلفة، مثل أغنية «حمامة» و»الوالدة» التي أهداها لجميع الأمهات، وكذا أغنية «عيشة»، وأغنية «بلادي»، واعتلى الركح بعدها الفنان إسماعيل فراح، ابن مدينة أم البواقي، و العضو السابق في فرقة البربر الموسيقية، حيث قدم عدة أغانٍ من التراث الشاوي على غرار أغنية «أولينو يتشاث فلام»، وتعني «قلبي ينبض من أجلك»، وكذا أغنيتي «يما» و»يما الكاهنة»، إلى جانب أدائه لأغنية تمجد مجاهدي ثورة التحرير الوطني، وتحكي جانبا من معاناتهم في سبيل نيل الحرية والاستقلال، عنوانها «وار أورزيغ في ضارنينوغ» وتعني «كم مشيت على رجلي».
وتفنن بعدها الفنان الشاب عادل ابن ولاية خنشلة، في إعادة بعض الأغاني من طبوع متنوعة، أين قدم للجمهور كوكتيلا من أغاني المرحوم حسني، وأخرى شاوية وكذا أغانٍ سطايفية، كما أدى «لوكان جيت أنا» و»صبرت وطال عذابي».
تلاه على الركح، الشاب يوسف يحياوي ابن مدينة باتنة، الذي دخل عالم الغناء سنة 2015 وكانت له عديد المشاركات في مهرجانات مختلفة، أين أمتع الجمهور بأغان من التراث الشاوي ومنها «لهوا وذرار»، و»هزي عيونك»، و»ماتبكيش آ عينيا»، و»يالطير علاّ علاّ».
وكان للشاب الصاعد عيدو ابن مدينة قصر الصبيحي، بأم البواقي بصمته وسط الحاضرين، الذين تجاوبوا معه وتفاعلوا مع الأغاني التي قدمها، ومنها «رموش عيونك»، و»احنا الشاوية» و»ربي عطاك الزين»، ليأتي الدور الختامي على فارس الأغنية الشاوية علي شيباني، المعروف فنيا باسم «ماسينيا» صاحب 22 ألبوما غنائيا، والذي اختار 4 أغانٍ لجمهوره، وهي «طرة طرة» في إشارة لتحضير الساحة التي تحتضن فرق الرحابة الشاوية وتبليلها بالماء، وأغنية «عياش»، و»سوسم آثاهوث» وتعني «اصمتي يا فتاة»، وأغنية «جميلة»، وهي أغاني شاوية مزجها الفنان بموسيقى الروك والبلوز والريغي.
واختتمت السهرة باعتلاء عديد الفنانين الذين مروا على سهرات المهرجان لركح دار الثقافة، أين قدموا أغنية «الكاهنة « بشكل جماعي، وقال محافظ المهرجان الفنان منير مذكور للنصر، بأن الأداء الجماعي لأغنية «الكاهنة»، ترجمة لشعار الطبعة العاشرة «الموسيقى لغة الوحدة والتناغم».
أحمد ذيب
دخل الألماس، على خط صناعة المجوهرات في قسنطينة، وصار يرصع قطعا عصرية وأخرى تراثية مثل خيط الروح، وذلك نزولا عند طلب زبونات أصبحن أكثر تطلبا، ورغم أن أسعار القطع الماسية مرتفعة جدا مقارنة بالحلي الذهبية البسيطة، إلا أن للحجر الكريم بريقا لا تقاومه فئة من السيدات، صارت أكثر اهتماما بامتلاكه لأجل أناقته الطاغية من جهة وكنوع من الاستثمار كذلك، وهو ما أكده صاغة شملهم استطلاع للنصر ببعض محلات المدينة.
لينة دلول
أوضح مراد، صائغ وصاحب محل بوسط مدينة قسنطينة، أن سوق الألماس المحلية تعرف نموا تدريجيا منذ سنتين، خاصة مع تزايد الاهتمام بالمجوهرات الفاخرة، رغم أن غالبية نساء المدينة لا تزال تفضل الحلي التقليدية المعروفة مثل « المحزمة والسخاب و المدبح و المقياس»، مع ذلك فقد اهتدى صاغة حسبه، إلى طريقة بسيطة لتسويقه وذلك باستخدامه في تزيين بعض القطع التي تتناسب مع هذا النوع من الأحجار، مثل خيط الروح و الخواتم، و القطعة التراثية « المخبل».
رحلة البحث عن الألماس
لاحظنا ونحن نتجول بين محلات الصاغة بوسط مدينة قسنطينة، وعدد من المحلات الفاخرة على مستوى علي منجلي، أن المجوهرات الماسية لا تعرض داخل الواجهات كباقي القطع الذهبية و الفضية، وأن محلات قليلة فقط ، توفر هذا النوع من المجوهرات في واجهاتها.
سألنا بعض التجار و الحرفيين عن السبب، وقد اتفق جل من حدثناهم على أن القطع الماسية ليست سلعة رائجة جدا ومتوفرة بشكل دائما نظرا لندرتها و غلاء أسعارها، بل تتوفر بكميات قليلة في المحلات، أو حسب طلب الزبون أو الزبونة ووفق معايير معينة ترتبط بنوعية القطعة و حجمها ووزنها ولونها.
في أحد أشهر محلات المجوهرات بشارع 19 جوان، عرضت تشكيلة من القطع الماسية على طاولة زجاجية صغيرة وقد بدت مبهرة للغاية وهي تدور باتجاه عقارب الساعة تحت إنارة مدروسة مائلة نحو اللون الأصفر، أوضح لنا الصائغ بأنها مهمة جدا لتبين قيمة الماس و تعكس بريقه وتميزه، موضحا أن لهذه القطع الفاخرة زبائنها رغم أن عددهم قليل، وأنه يسعى لتكريس ثقافة الألماس خصوصا وأن هناك من يعتبره استثمارا ولا يقتنيه لأجل الزينة فقط.
قال محدثنا، إن سعر الألماس لا يحدد بحسب قيمة الغرام مثل الذهب، بل بحسب القيراط الذي تتحكم فيه درجة نقاء القطعة، مثلا 0.68 قيراط أو0.70 قيراط، و يختلف السعر بالعودة إلى تداولات السوق العالمية وتوفر السلعة و ندرتها وما إلى ذلك، مشيرا إلى أن أصغر قطعة مجوهرات مرصعة بالألماس تكلف حوالي 24 إلى 30 مليون سنتيم.
حاولنا خلال استطلاعنا الحديث إلى أكبر عدد من الزبونات اللواتي قابلناهن داخل محلات المجوهرات، قالت شابة في عقدها الثالث، إنها تشتغل كموظفة في بنك قريب، وإنها سبق وأن اقتنت عقدا ذهبيا مرصعا بقطعة من الألماس، كلفها مبلغ 60 مليون سنتيم، وأنها تملك صكا وشهادة تبين قيمة ونوعية القلادة، لأن هذا النوع من المجوهرات يباع مع وثيقة ضمان، موضحة أنها تعتبر الحجر بمثابة استثمار، حيث علقت مازحة « عندما أحتاج المال سيسهل علي التخلي عن الحلي الذهبية لكنني لن أستطيع التفريط في قطعة كهذه ستزيد قيمتها بمرور الزمن، إنه أفضل استثمار وهي أحسن طريقة للحفاظ على المال».
وأضافت سيدة أخرى، أن ابنتها فضلت الحصول على خاتم خطوبة ماسي على كل قطع المجوهرات التراثية الأخرى المتعارف عليها والتي عادة ما تدخل في «صداق وجهاز العروس»، وأخبرتنا أن الخاتم كلف 30 مليون سنتيم، أما عن سبب هذا الاختيار فأوضحت الشابة التي كانت رفقة والدها بمحل للمجوهرات بشارع 19 جوان، أنه مصدر للفخر وأنها أرادت دائما أن تكون مثل بطلات المسلسلات التركية أنيقة بقطعة تساوي الكثير.
وقد أضافت صديقتها ساندرا، أن فكرة الخاتم الماسي باتت رمزا للمكانة الاجتماعية، وجزءا من الاحتفال باللحظة الفارقة في حياة الفتاة.
سيدات أخريات، تحدثن عن رغبتهن في الحصول على مجوهرات ماسية، ولكن إمكانياتهن المادية لا تسمح، كما قالت نساء بأن هذا النوع من المجوهرات لا يتناسب مع طبيعة اللباس التقليدي الجزائري بعكس القطع الذهبية كبيرة الحجم.
تقدم في صناعة الألماس محليا
وبحسب بائع المجوهرات الشاب أحمد، فإنه في قسنطينة، يتم بيع الألماس بشكل خاص، أي كل قطعة على وفقها وفقا لجودتها وحجمها مؤكدا، بأن غالبية الألماس المتداول في السوق تنتج محليا، وهو ما يشير بحسبه، إلى أن الجزائر قد حققت تقدما ملحوظا في هذه الصناعة الألماس، سواء من ناحية تصنيعه أو تحويله إلى قطع جاهزة للبيع، رغم أن الألماس الطبيعي نادر جدا.
وأوضح محدثنا، أن هذا التوجه قد يغير مستقبل سوق المجوهرات ويجعلها أكثر استقلالية عن الأسواق العالمية، بحيث يمكن أن تعتمد بشكل أكبر على الإنتاج المحلي.
وأضاف أحمد، أن الأقراط وساعات اليد والقلائد، تعتبر من أبرز القطع التي يتم تصنيعها من الألماس في الجزائر، لأنها تعد الأكثر شهرة بين محبي المجوهرات الفاخرة، حيث يتم اختيارها بشكل خاص من قبل الأفراد كهدية لأحبائهم في المناسبات الخاصة مثل أعياد الميلاد وعقد القران.
وأشار التاجر، إلى أن العاصمة تعد قلب سوق الألماس في الجزائر، حيث تتمركز فيها معظم عمليات بيع وشراء المجوهرات الفاخرة بما في ذلك الماسية، مضيفا أنه من الصعب بيع طقم كامل من الألماس في قسنطينة بسبب غلاء سعره، لذلك تقتصر عملية شراء الألماس على زبائن محددين و على قطع معينة تباع بشكل منفصل وبأسعار تتناسب مع ميزانيات مختلفة.
وأضاف المتحدث، أن الألماس المستورد يباع بأسعار أعلى من 100 دولار للقطعة، مما يوفر هوامش ربحية كبيرة لأصحاب المحلات، هذه الزيادة في السعر تعود بحسبه إلى تكلفة الاستيراد، كما تضاف إليها مصاريف الشحن والضرائب، ناهيك عن قيمة الألماس نفسه كمنتج فاخر.
مؤكدا في ذات السياق، بأن بيع الألماس المستورد يعد فرصة تجارية مربحة لأصحاب المحلات الذين يستهدفون الزبائن ذوي القدرة الشرائية العالية.، موضحا أنه غالبا ما يستخدم الألماس ليرصع الذهب الأبيض بعيار 18 قيراط.
مجوهرات تباع بشهادة موثوقية
وأكد البائع أنه عند بيع الألماس، يتم تقديم شهادة موثوقية تؤكد أصالة القطعة وجودتها كضمان للزبون، لأنها تعد من الأمور الأساسية في سوق المجوهرات الفاخرة، وتضمن للعميل أن القطعة التي يشتريها ألماس حقيقي، كما توفر له تفاصيل دقيقة حول خصائصه مثل الوزن بالقيراط، اللون، والنقاء، بالإضافة إلى عملية القطع.
أشار المتحدث، إلى أن هناك زبائن يحرصون على شراء الألماس كنوع من الاستثمار، وذلك لأنه من المواد الثمينة التي تتمتع بزيادة مستمرة في قيمتها على مر الزمن، مما يجعلها خيارا آمنا للذين يبحثون عن استثمار طويل الأمد.
هذا الارتفاع المستمر في السعر يعود إلى عدة عوامل، أبرزها محدودية العرض في السوق مقارنة بالطلب المتزايد على الألماس في مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى ذلك فهو يعد من المواد التي يمكن الحفاظ على قيمتها عبر الأجيال، ما يجعله استثمارا يناسب الأفراد الذين يسعون إلى ضمان استدامة الثروة.
وأوضح المتحدث، بأنه بالرغم من وجود العديد من الأحجار الكريمة في الأسواق وارتفاع أسعارها، إلا أنها لم تتمكن من منافسة الألماس الذي ظل يتربع على عرش الفخامة والجمال منذ العصور القديمة.
هذا سعر حجر ماسي بوزن 0.20 قيراط
من جهته أوضح صائغ بمحل لاغوز جولوري، بأن سعر الألماس في الجزائر يعتمد على عدة عوامل، مثل جودة القطع، اللون و النقاء و الوزن بالقيراط، بحيث كلما كانت جودة الألماس عالية والنقاء مثاليا زادت قيمته، كما أن اللون يعتبر من العوامل المهمة في تقييم الألماس حيث يفضل بحسبه، الألماس الذي يميل إلى الشفافية واللون الأبيض النقي، فضلا عن العرض والطلب في السوق المحلية.
وأضاف المتحدث، أن الألماس المتوفر في الأسواق الجزائرية ينقسم إلى نوعين رئيسيين، وهما الألماس الطبيعي والألماس الصناعي، ويعد الثاني الأكثر وفرة، ويتميز بتكلفته الأقل مقارنة بالألماس الطبيعي مما يجعله خيارًا متاحا أكثر.
مشيرا، إلى أنه لا يوجد فرق جوهري في المظهر بين النوعين، لأن الألماس الصناعي يصنع باستخدام تقنيات متقدمة تحاكي العمليات الطبيعية التي يتم من خلالها تكوين الماسة في الطبيعة، رغم ذلك يبقى الألماس الطبيعي هو الأكثر قيمة من الناحية التجارية بسبب ندرته وطبيعته الفريدة.
وأكد التاجر، أن الوثيقة المرفقة مع الألماس لا تأتي من المحل ذاته، بل من الجهة التي قامت بصناعته أو من مختبرات معترف بها دوليا مما يسهم في تعزيز مصداقية البيع والشراء ويمنح المشترين الثقة في القيمة الحقيقية للمنتج. وأوضح، أن سعر الحجر الماسي بوزن 0.20 قيراط يبلغ حوالي 14 مليون سنتيم، مؤكدا بأنه ورغم أن الأحجار الكريمة الأخرى مثل الروبي و «الزمرد» تعتبر من بين أغلى المجوهرات وأكثرها قيمة، إلا أنها لم تتمكن من منافسة الألماس من حيث الطلب والشعبية.
فالألماس بحسبه، يبقى الخيار المفضل لزبائن الأحجار الكريمة، بفضل قيمته المرتفعة ومكانته الرفيعة في الأسواق العالمي، علما أن أسعاره تختلف من وقت إلى أخر، ففي المناسبات الخاصة مثل حفلات الزفاف أو الأعياد، قد يرتفع الطلب على الألماس، مما ينعكس على أسعاره، في حين أن حجم الحجر يؤثر أيضا بشكل كبير في تحديد قيمته، حيث كلما زاد الحجم «القيراط»، ارتفعت القيمة السوقية للألماس.
ل.د
عرفت السهرة الثالثة للمهرجان الوطني لموسيقى الشباب بأم البواقي، تألق أسماء فنية محلية على ركح دار الثقافة نوار بوبكر، وقد سجلت الليلة ما قبل الأخيرة عودة قوية للجمهور.
وقد نشط الحفل فنانون شباب من الولاية، على غرار الشاب شوقي قوجيل والشاب زوهير الشاوي، إلى جانب فرق «اسفظاون» و»باربار راب» و»نوستالجيا»، كما تواصلت الورشة التكوينية التي احتضنها مركز الترفيه والتسلية العلمية قطراني الطاهر، بمشاركة طلبة وعشاق للموسيقى.
وافتتحت فرقة «اسفظاون» وتعني «الشظايا» برنامج السهرة الغنائي، أين قدم أعضاؤها عبد العزيز صباري المكنى «زفان» وشقيقه بلقاسم «قسوم» عدة أغان من ألبومهما الصادر سنة 2018، وأبدعت الفرقة في أداء الطابع الشاوي العصري في أغنية «زيزي» وتعني الجد، وكذا أغنية «عدان أوسان» وتعني «مرّت الأيام»، إضافة إلى أغنية «السخاب».
كما أمتعت فرقة «باربار راب» الجمهور، وغنت بقيادة الفنان الشاب حمزة سفيان، أغان تنقل جانبا من الواقع المعيش، وأخرى تتحدث عن مواضيع مختلفة كأغاني «إشاويّن»، و«إيق النية»، وأغنية «مالقري» و«دزاير بلادي» التي وقعت نهاية الفقرة الغنائية بعدما تحفظت محافظة المهرجان على بعض الكلمات، فيما اعتبرها المغنيان عادية تعبر بلغة الشباب.من جهة أخرى، أبدعت فرقة «نوستالجيا» التي تنشط على مستوى المركز الثقافي الأمير خالد بعين البيضاء، في تقديم أغان من التراث الشاوي وكذا أغانٍ شاوية بثوب عصري ومزيج بين الطابع الغنائي الإسباني والجزائري، ونال أداؤها ثناء ورضا الجمهور الذي صفق لها مطولا.
وقدمت الفرقة التي تنشط منذ ما يزيد عن 22 سنة كاملة برئاسة المغني والعازف على آلة القيتار خمري عبد الكريم المدعو «عبد العظيم»، أغنيتي «أبويا»، و»جميلة» للفنان عيسى الجرموني، وذلك ضمن قالب جديد وبالاعتماد على موسيقى الفلامينغو الإسبانية، ما أبهر الحضور وزاد من تفاعله مع فقرة الفرقة التي غنت من ألبومها الأول أغاني «أبريذ» وتعني «الطريق»، و«أمدور» وتعني «الوقت» ،
وكرمت ذكرى الراحل الشاب عقيل بأغنية «مازال مازال».
جاء الدور بعدها على الشاب زوهير الشاوي، ابن مدينة عين البيضاء، الذي تفاعل معه الجمهور بشكل كبير، وردد الأغاني التي قدمها بقوة، خصوصا وأنها أعمال من الألبوم التراثي الشاوي على غرار أغنية «إيمازيغن»، و «احنا شاوية»، إضافة إلى أغنية «نكار الخير» و«سوسم سوم يا متوسة»، و «يا فارس جا من قبلة» التي اشتهر بها الفنان زوهير وأعاد تقديمها فنانون آخرون بعده.
واختتمت السهرة الثالثة من الطبعة العاشرة للمهرجان، بأداء مميز للشاب قوجيل الشاوي ابن مدينة أم البواقي، الذي أمتع الحضور بثلاث أغان من التراث الشاوي، هي «يما ما عنديش المال»، وأغنية «لهوا نوذرار» وأغنية «الفارس».
تجدر الإشارة، إلى تواصل الورشة التكوينية التي تشرف عليها محافظة المهرجان بمركز الترفيه والتسلية العلمية قطراني الطاهر، والتي تتميز بمشاركة نحو 20 طالبا و هاويا للموسيقى، وتأتي بتأطير من أساتذة مختصين في الموسيقى على غرار العربي حراث، وسليم رحماني، وكمال بركاني ولخضر معتوقي. تتمحور الورشة حول التكوين في النظريات الموسيقية في المقامات والسلالم، تشمل دروسا في التربية الصوتية، إلى جانب تمارين تطبيقية في التقنيات الصوتية وتمرين تجارب صوتية.
أحمد ذيب
تحتضن دار البيئة بولاية قسنطينة، البطولة الوطنية لعلم الطيور في طبعتها السادسة، بمشاركة مربي أكثر من ألف طير من مختلف الأصناف المحلية والنادرة. الفعالية التي تستمر إلى غاية الجمعة، تهدف لتعزيز الوعي بأهمية تربية الطيور وحمايتها، وأكد نائب رئيس لجنة الموارد العامة بجمعية علم الطيور والبيئة بقسنطينة، في تصريح للنصر، أن هذه البطولة تسهم في نشر ثقافة الحفاظ على الطيور المحلية وتعزيز الممارسات السليمة في تربيتها.
وعرفت النشاط المنظم من طرف الاتحاد الجزائري لعلم الطيور، إقبالا كبيرا من المربين والهواة من أكثر من 12 ولاية جزائرية، أبرزها قسنطينة، سطيف، العاصمة، تيبازة، جيجل، غرداية، مستغانم، وتلمسان وحسب ما لاحظناه، فإن البطولة تتسم بمستوى عال من التنظيم والمهنية حيث يتم تقييم الطيور المشاركة وفقا لمعايير دقيقة تشمل أصنافا متعددة من الطيور المحلية والنادرة.
فرصة للمربين لتبادل الخبرات وتطوير مهاراتهم
كما توفر فرصة فريدة للمربين لتبادل الخبرات وتطوير مهاراتهم، والتعرف على أحدث أساليب تربية الطيور والاطلاع على الأنواع المختلفة التي تتم تربيتها في الجزائر.
وسيتم في ختام البطولة، تكريم المربين المتميزين بجوائز قيّمة تشمل كؤوسا، وميداليات، وشهادات تقدير، وأدوية طيور، مما يشجع المزيد من المربين على الاستمرار في تحسين جودة الطيور في الجزائر.
ويؤكد نائب رئيس لجنة الموارد العامة بجمعية علم الطيور والبيئة بقسنطينة، ومنظم التظاهرة عماد الدين بن جوان، أن الهدف من بطولة الجزائر لعلم الطيور، هو تطوير مستوى الطيور والتحول من العشوائية والتربية غير المنظمة إلى تربية سليمة من جميع النواحي، سواء من حيث الأنواع أو مقياس الطيور.
وأوضح المتحدث، أن هناك حوالي 5000 مقياس معتمد في مجال تربية الطيور، ومن بين أهم المعايير العالمية مقياس الانحناء وطول الذيل وتعتبر هذه المقاييس من الأساسيات التي يركز عليها المربون، حيث يعملون على تحسين صفات الطيور وإنتاج أصناف تتوافق مع هذه المعايير، ثم يعرضونها للتحكيم لتقييم جودتها.
وتابع بن جوان، بأن هناك معايير محددة يجب الالتزام بها للمشاركة في البطولة، كما أنه ومع مرور الوقت واكتساب الخبرة، يصبح المربي هو من يقوم بتقييم طيره قبل المشاركة به في البطولة وعرضه على لجنة التحكيم.
وأضاف، أن المربي كلما شارك أكثر في المسابقات، أصبح أكثر وعيا بالأخطاء التي قد تكون موجودة في طيره بشكل عام، مما يساعده على تحسين سلالاته في المستقبل، مشيرا إلى أن أغلب المربين متخصصون في نوع واحد من الطيور، وأن المسابقة تمنحهم الفرصة للتعمق والتعرف على أنواع أخرى من الطيور وفهم خصائصها بشكل أفضل.
وأوضح، أن البطولة تتميز كل عام بتزايد عدد المنخرطين الجدد، وهذا التصاعد يعتبر بحسبه، مؤشرا إيجابيا على أن المربين صاروا أكثر التزاما بالممارسات المنظمة، مما يعكس تأثير البطولة في توعية الجمهور بأهمية الطيور وحمايتها، و تعزيز الوعي البيئي حول دور الطيور في الحفاظ على التوازن البيولوجي.
وأشار، إلى أن هناك أربع جهات رئيسية ساهمت في تنظيم البطولة وهي بلانتا بيرد، ميرفا إقسوتيك، كاني، وأفيستار.
وأكد، أن البطولة تأتي تحت إشراف الاتحاد الجزائري، وتضم عددا من الجمعيات المعتمدة، ويشارك فيها مربون يحملون خاتم الجمعية المعترف بها، مما يضمن مستوى عال من المصداقية في جميع جوانب المسابقة.
وأضاف المنظم، أن جميع الطيور المشاركة في المسابقة هي طيور محلية، ولدت وتمت تربيتها في الجزائر، كما أن كل طائر يحمل خاتما مخصصا عليه اسم مربيه.
وأكد المتحدث، أن الهدف الأساسي الثاني من البطولة هو جمع الجمعيات تحت مظلة واحدة وتنظيم مسابقة موحدة، مما يسهم في زيادة التنافسية ورفع مستوى البطولة، مؤكدا بـأنه من خلال هذه المبادرة يتمكن المشاركون من عرض أكبر عدد ممكن من الطيور، مما يعزز التنوع في الأصناف المشاركة ويزيد من قوة المنافسة بين المربين.
تنوع استثنائي في الأصناف
وأضاف بن جوان، أن البطولة الوطنية السادسة تشمل أربع فئات رئيسية تتنوع في أنواع الطيور المشاركة، وهي فئة «كناري اللون» التي تركز على الطيور ذات الألوان المميزة، وفئة «كناري الشكل» التي يتم فيها تقييم الطيور وفقا لشكلها العام وتناسب ملامحها، وفئة «الطيور البرية والهجينة» التي تضم الطيور التي تربى في بيئة شبه طبيعية أو الهجينة الناتجة عن تزاوج أنواع مختلفة، بالإضافة إلى فئة «الطيور ذات المنقار المعطوف».
وأكد المتحدث، أن البطولة عرفت مشاركة طيور نادرة ومميزة، حيث ضمت مختلف الأصناف التي تميزت بتنوعها الكبير، كما أن كل صنف مشارك في البطولة يحتوي على عدد لا نهائي من الطيور، ما يعكس التنوع الكبير في الأنواع والأصناف المعروضة ويجعل المنافسة أكثر إثارة وتحديا
طائر الغلوستر محبوب الهواة الجزائريين
وأضاف المنظم، أن طائر «الغلوستر» والذي يعرف أيضا بـ «طائر الشكل» بسبب ملامحه الجمالية المميزة، يعتبر الأكثر حضورا في جميع البطولات الوطنية للطيور في الجزائر، وبحسبه يعود ذلك إلى الشعبية الكبيرة التي يحظى بها بين المربين والهواة الجزائريين، حيث يعتبر من الطيور المفضلة في المسابقات، ويحصل على حصة الأسد في معظم الفئات بفضل مظهره الجذاب وخصائصه الفريدة التي تجذب الأنظار.
تشجيع على حماية الطيور المهددة بالانقراض
وتابع المتحدث بالقول، بأنه من الأمور المشجعة في البطولات الوطنية للطيور، التركيز على إنتاج وتربية الطيور المهددة بالانقراض، مثل طائر الحسون و النينو و السورا، وموزمبيق الليغ، لأنه من خلال إشراكها في البطولة، يتم تحفيز المربين على الاهتمام بها والحفاظ عليها، مما يسهم في زيادة الوعي البيئي ويشجع على العمل الجاد للحفاظ على هذه الأنواع النادرة وتعزيز وجودها في المستقبل.
وقال المتحدث: "تتضمن البطولة فعاليات خاصة تهدف إلى توعية الجمهور بأهمية حماية الطيور للحفاظ على التنوع البيولوجي، مع التركيز على طائر المقنين، كما يتم تكريم المربين الذين ينجحون في تربية هذا الطائر البري في الأقفاص".وأضاف، أنه يتم تقييم الطيور في البطولة بناء على الأصناف المختلفة المشاركة، مع تخصيص حكم خاص لكل صنف، يقوم بتقييم الطائر وفقا للمعايير المحددة في وثيقة التحكيم المعتمدة، مما يضمن تقييما دقيقا وعادلا لجميع المشاركين. وأضاف بن جوان، أنه سيتم تقييم الطيور في البطولة من قبل أربعة حكام متخصصين، جميعهم مغتربون، مع استثناء واحد حيث سيكون هناك أول حكم محلي جزائري متخصص في صنف كناري اللون، مشيرا في ذات السياق، إلى أنه تم تدريب هذا الحكم المحلي من قبل الاتحاد الوطني للطيور، الذي قام بتنسيق جمعيات المربين وتنظيم المسابقة بشكل عام.
* محمود عمر الأخدود حكم فئة اللون في المسابقة
5 دقائق لتقييم طائر واحد
وأكد رئيس الاتحاد الجزائري لعلم الطيور، وأول حكم جزائري في فئة كناري اللون، محمود عمر الأخدود، أن المعايير الأساسية التي يعتمد عليها في تحكيم فئة طيور اللون متعددة ودقيقة، حيث تشمل 800 صنف من الطيور، وكل صنف له معايير خاصة.
كما يتم تحكيم الطيور بناء على عدة عوامل، مثل الطفرة الوراثية، وشكل الطائر، ونوعية الريش، وجودة اللون.
وأضاف الأخدود، أنه يتم منح نقاط لكل طائر وفقا لهذه المعايير، كما أوضح أن كل طائر يتطلب مدة خمس دقائق للتحكيم، ما يسمح بتحكيم حوالي 70 طيرا في اليوم، كما أن كل فئة من الطيور تحكم بشكل منفصل، مما يضمن دقة وموضوعية التقييم.
* الحكم الدولي البلجيكي فيو ميشال
نشهد مشاركة شبابية مميزة بعكس المسابقات في أوروبا
من جهته، أكد الحكم الدولي البلجيكي فيو ميشال، أن هناك ثلاث فئات مختلفة من الطيور يتم تقييمها في فئة اللون، وهي الليبيكروم، والميلادين والماتاسيون، حيث تضم فئة الليبيكروم، الطيور التي لا تحتوي على رسومات لونية، وتكون ذات ألوان صافية مثل الأبيض، أو الأحمر أوالأصفر.
أما فئة الميلادين، فتشمل الطيور التي تحمل رسومات لونية داكنة مثل الأسود والبني، ما يمنحها مظهرا مميزا، بينما فئة الماتاسيون تضم الطيور التي تتميز بألوان الباستيل الهادئة، كاللون الوردي الفاتح أو الأزرق الفاتح، مما يضفي عليها مظهرا أكثر نعومة. وأضاف الحكم الدولي، أن كل فئة من هذه الفئات تقيم بعناية وفقا للمعايير اللونية الدقيقة التي تحدد مدى توافق الطائر مع الخصائص المطلوبة في كل فئة.
وأوضح، أن البطولات التي قام بتحكيمها في مختلف دول العالم، مثل أمريكا، واليونان، وأوروبا، تشبه تماما تلك المنظمة في قسنطينة من حيث النجاح وعدد المشاركين. ومع ذلك فإن ما يميز البطولة في الجزائر هو أن معظم المشاركين من فئة الهواة هم من الشباب، وهو بحسبه أمر نادر أو غير معهود في بعض البطولات الأوروبية، التي تفتقر في معظمها لمشاركة هذا العنصر الشاب والنشط.
لينة دلول
دق أطباء ومختصون ونشطاء جمعويون بمدينة برج بوعريريج، ناقوس الخطر للتحذير من الارتفاع المضطرد لحالات الإصابة بسرطان البروستاتا، الذي أضحى من أكثر أنواع السرطانات انتشارا بين الرجال في الجزائر، كما تم الكشف مع بداية فعاليات حملة وطنية تحسيسية للتحذير من مخاطره، خصوصا في ظل تسجيل أكثر من أربعة آلاف حالة جديدة سنويا، ثلثي الحالات تكتشف في مراحل متقدمة من المرض مما يقلل من فرص الشفاء.
ع/ بوعبدالله
وأشار الممارسون في مجال الصحة، إلى تقدم المرض في حدود سن الخمسين، في حين كانت أعراضه من قبل تظهر عند الشيوخ فوق 75 سنة، مع صعوبة الشعور بها في المراحل الأولى، مبرزين أن ما يميز هذا المرض هو افتقاره للأعراض الواضحة في مراحله المبكرة، ما يجعل الكشف المبكر سلاحا أمثل لمكافحته.
وللتوعية بمخاطر هذا المرض وحث المواطنين على تفادي الإصابة به، ومعالجته في مراحله الأولى، تم تنظيم فعاليات الحملة الوطنية بالمؤسسة الاستشفائية العمومية بن عبيد بولاية برج بوعريريج، التي اختتمت أمس الأربعاء للكشف المبكر عن سرطان البروستاتا، تزامناً مع نوفمبر «الشهر الأزرق» العالمي للتوعية بهذا المرض.
وتأتي هذه الحملة حسب ما أكده مدير الصحة بولاية برج بوعريريج، بمبادرة من وزارة الصحة الجزائرية، بالتعاون مع جمعية «الأمل» لمكافحة السرطان، وشركة «كوندور»، وقد شهدت إقبالا كبيرا من المواطنين في مختلف بلديات الولاية، أين تم توفير أجهزة طبية متطورة لتشخيص المرض بشكل فوري، بفضل جهود الطواقم الطبية والداعمين لهذه المبادرة، التي يشارك فيها أطباء مختصون في أمراض المسالك البولية و الأشعة من ولايتي عنابة والجزائر العاصمة. وأكد المدير، على أهمية الفحص المبكر في الوقاية من سرطان البروستاتا، مشيرا إلى أن الحملة تهدف إلى فحص أكبر عدد ممكن من الرجال.
* أمينة جمعية «الأمل» حميدة كاتب
ثلثا الحالات المسجلة تصل في مراحل متقدمة من المرض
من جانبها، أوضحت السيدة حميدة كتاب، الأمينة العامة لجمعية «الأمل»، أن سرطان البروستاتا يُعد من أكثر أنواع السرطانات انتشارا بين الرجال في الجزائر، حيث يتم تسجيل أكثر من أربعة آلاف حالة جديدة سنويا.
ولفتت، إلى أهمية التوعية بأعراض المرض وعوامل خطورته، والتشديد على ضرورة إجراء فحص دوري ابتداء من سن 45 إلى 50 سنة، كاشفة بالمناسبة عن إطلاق جمعية الأمل لمساعدة المرضى المصابين بالسرطان، حملتها التوعوية الوطنية لمكافحة سرطان البروستاتا تزامناً مع «نوفمبر الأزرق»، الشهر العالمي للتوعية بهذا المرض.
وأكدت الأمينة العامة للجمعية، خطورة انتشار سرطان البروستاتا في الجزائر، مشيرة إلى تسجيل العدد المذكور من الحالات الجديدة سنويا، وهو ما يجعله ضمن أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين الرجال، وفي المرتبة الثالثة من حيث نسب الإصابة بأنواع السرطانات بين الجزائريين، مبرزة الجانب المقلق المتمثل في وصول أكثر من ثلثي هذه الحالات إلى مراكز العلاج في مراحل متقدمة، ما يقلل من فرص الشفاء، مرجعة هذا الواقع إلى «غياب الوعي» لدى الرجال بأعراض المرض وعوامل خطورته وكيفية الوقاية منه.
و مضيفة بالقول: «كنا في الماضي نتحدث عن سرطان البروستاتا في سن متقدمة (75-80 سنة)، أما اليوم فالمرض يصيب الرجال في سن مبكرة تصل إلى 45 سنة، وهذا ما يدعو إلى تغيير هذا الواقع».
وكشفت، أن حملة «نوفمبر الأزرق» التي انطلقت في ولاية برج بوعريريج، في محطتها الأولى، ستتواصل لتشمل ولايات الوطن، حيث يتم التحضير لحط الرحال بولاية غرداية في المحطة الثانية، ضمن مبادرة للتوعية بالفحص المبكر.
ولفتت كتاب، إلى أن الحملة التي تختتم اليوم في المدينة، عرفت مشاركة طاقم طبي متخصص من ولايتي عنابة والجزائر العاصمة، مجهز بأحدث الأجهزة الطبية لإجراء التحاليل اللازمة، مؤكدة على أهمية دور الرجل في الحفاظ على صحته، وتبني ثقافة صحية للحد من انتشار هذا المرض الخطير، مبدية أملها في أن تساهم هذه الحملة في ترسيخ ثقافة الفحص المبكر لدى الرجال الجزائريين.
* الدكتور محمد لخضر رجدال
سرطان البروستاتا قابل للعلاج في حال الكشف المبكر عنه
أوضح الدكتور محمد لخضر رجدال، طبيب مختص في جراحة الكلى والمسالك البولية بالمستشفى الجامعي بعنابة، مشارك على رأس وفد طبي في هذه الحملة التحسيسية واسعة النطاق حول سرطان البروستاتا، أن هذا المرض قابل للشفاء والتعافي بنسب كبيرة في حال الكشف المبكر عنه، داعيا الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 45 سنة وبالأخص 50 سنة فما فوق، إلى التقدم نحو المؤسسات الاستشفائية والأطباء، للكشف المبكر عن هذا المرض الذي يفتقر للأعراض في مراحله الأولى .
وأشاد الطبيب، بتنظيم مثل هذه الحملات المصحوبة بفحوصات، والتي تهدف إلى رفع مستوى الوعي حول هذا المرض الشائع، وتشجيع الرجال على إجراء الفحوصات اللازمة للكشف المبكر.
وأكد، الدكتور رجدال خلال الحملة، أن سرطان البروستاتا هو أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين الرجال فوق سن الخمسين، منبها إلى أن ما يميز هذا المرض هو افتقاره للأعراض الواضحة في مراحله المبكرة، مما يجعل الكشف المبكر هو السلاح الأمثل لمكافحته، موضحا أن الفحص بسيط ومتوفر في جميع أنحاء الوطن.
وأضاف، في حديثه للمواطنين على مستوى القاعة المخصصة بمستشفى بن عبيد بولاية برج بوعريريج، أن الفحص يتضمن تحليلا دمويا وفحصاً طبيا للبروستاتا، وأن هذه الفحوصات سهلة وغير مكلفة، وتساهم بشكل كبير في إنقاذ حياة الكثيرين.
وأشار، إلى أن العامل الأساسي في الإصابة بسرطان البروستاتا هو التقدم في السن، وليس هناك عوامل بيئية أو سلوكية أخرى مؤكدة تسبب المرض باستثناء العوامل الوراثية.
وخلال الحملة، قام فريق طبي متخصص بالإجابة على استفسارات المواطنين وتقديم المشورة الطبية اللازمة، وإجراء الفحوصات الطبية، إذ حظيت هذه الحملة منذ انطلاقها، بتفاعل كبير من قبل المواطنين.
وستنتقل الفعالية بعد ولاية برج بوعريريج إلى ولاية غرداية، لتشمل لاحقاً عدة ولايات أخرى، ويأمل القائمون عليها أن تساهم هذه المبادرة في زيادة الوعي بأهمية الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا، وتحسين فرص الشفاء لدى المصابين.
ع.ب
تدق مصالح سونلغاز والحماية المدينة، ناقوس الخطر مع حلول فصل الشتاء للحد من حوادث الاختناق بالغاز التي تسجل سنويا و توقع ضحايا من مختلف الأعمار، وتعمل ذات الجهات بالتنسيق مع مصالح التجارة على مستوى الولايات على زيادة الوعي بهذا الخطر الصامت، من خلال برمجة حملات تحسيسية، تشمل السكنات والمؤسسات التربوية والمساجد، في ظل تسجيل تجاوزات من مواطنين يرفضون الالتزام ببعض إجراءات الحماية والوقاية.
أسماء بوقرن
و رغم التحسيس المتواصل و جملة الحملات التوعوية التي يتم خلالها تنبيه المواطنين و توجيههم، إلا أن هناك جملة من التجاوزات المتعلقة بتركيب أجهزة التدفئة وتسخين الماء تسجل في كل مرة حسب ذات المصالح، كما يصادف أعوان سونلغاز أحيانا، عديد العقبات المتعلقة برفض مواطنين لفكرة تركيب كواشف الغازات المحترقة، رغم فعاليتها وأهميتها في التنبيه من حدوث التسرب في حينه، كما يعاند البعض الآخر فيما يتعلق بتطبيق جانب من التوجيهات التي تخص توصيلات الأجهزة عموما ما يعكس نقصا في الوعي بمخاطر التسمم بأحادي أكسيد الكربون.
حصيلة ثقيلة تخلفها حوادث الاختناق سنويا
تسجل سنويا، وفيات بالجملة بسبب الاختناق الغاز، وحوادث تكون ضحاياها عائلات بأكملها أحيانا، وهو ما يدفع مصالح الحماية المدنية وسونلغاز و مديريات التجارة، تضاعف جهودها في كل مرة لتغطية أكبر عدد من المنازل بكواشف التسربات الخانقة، قصد الحد من الحصيلة التي ترتفع سنة بعد أخرى، غير أن نقص الوعي ورفض مواطنين لتركيبها، يؤثر سلبا على سيرورة العملية ليظل الخطر محدقا، وترتفع حصيلة الضحايا حسبما أشارت إليه المكلفة بالإعلام على مستوى مديرية توزيع الكهرباء والغاز علي منجلي، وهيبة تخريست.
المتحدثة أوضحت، أن ما لا يقل عن 1858 زبونا رفضوا تثبيت كواشف التسربات داخل مساكنهم، مع تسجيل غياب 24337 زبون على مستوى إقليم مديرية علي منجلي، مشيرة إلى أن تغطية السكنات بالكواشف بلغت 67 بالمئة، ومن المنتظر الانتهاء منها خلال السداسي الأول من سنة 2025.
وبالرغم من ذلك، تكثف مديرية توزيع الكهرباء والغاز علي منجلي حملاتها التوعوية لضمان الاستعمال الآمن للغاز الطبيعي والحد من خطر تسربات القاتل الصامت، حيث تعتمد على برمجة أيام مفتوحة للمواطنين بهدف تقديم شروحات أوفى حول الموضوع، وقد سبق للمؤسسة كما قالت تاخريست، أن نظمت يوما مفتوحا على مستوى الوكالة التجارية علي منجلي 1، للتحسيس والتعريف بمختلف خدمات الشركة التي تصب في عمومها في مصلحة المواطن. وأشارت، إلى أن التوجيهات تشمل شرح كيفية تنظيف المداخن الجماعية والفردية كإجراء استباقي قبل تشغيل الأجهزة التي تعمل بوساطة الغاز، فضلا عن التذكير بالتدابير الوقائية، كما ضبطت المدرية العامة للمؤسسة بالولاية مخططا لاستهداف مالا يقل عن 9 آلاف عائلة عبر إقليم نشاطها يشمل بلديات الخروب، وابن باديس، وأولاد رحمون، وعين السمارة والمدينة الجديدة علي منجلي.
أخطاء تتكرر عند مد توصيلات الغاز
وقامت الفرقة التقنية للغاز بموجب ذلك، بمعاينة التوصيلات الداخلية للغاز رفقة مصالح الحماية المدنية وباقي الشركاء، وسجلت جملة من الخروقات تتمثل في استعمال أنابيب منتهية الصلاحية، وإدخال تعديلات على التوصيلات داخل الشقق بعد تقديم شهادة المطابقة، ناهيك عن القيام بتوصيلات داخلية عشوائية من قبل أشخاص غير مؤهلين، وعدم التنبه لانسداد المدخنة الفردية داخل المنزل، زيادة على عدم تنظيف المدخنة الجماعية للعمارة.
وأشارت المتحدثة كذلك، إلى عدم ربط الجهاز بقناة طاردة للغازات السامة والمحروقة، وسد منافذ التهوية، واستعمال المواقد في عملية التدفئة، وقد قامت الفرقة، كما قالت، بتقديم الشروحات والتوجيهات للسكان والتأكيد على ضرورة تغيير أنبوب الغاز بعد مدة استعمال تتراوح بين 3 و 5 سنوات مع احترام تاريخ صلاحيته، ومعاينة لون شعلة المدفأة التي يجب أن تكون زرقاء للتأكد من نجاح عملية الاحتراق التام، مع معاينة ومراقبة الفراغات التقنية داخل العمارات وعدم سد فراغات التهوئة من أجل المحافظة على سلامة المواطنين لقضاء شتاء آمن دون حوادث تسمم واختناقات.
وشددت تاخريست من جانب آخر، على أهمية الاتصال بالرقم 3303 من أجل طلب خدمة معاينة التوصيلات الداخلية مجانا و الاستفادة من خبرة أعوان المصالح المختصة.
وللحد من الخروقات المسجلة، ضبطت ذات المصالح برنامجا آخر يشمل أيام دراسية وتوعوية، و دروسا بيداغوجية لفائدة المتمدرسين والطلبة، شملت مدرستين ابتدائيتين بعلي منجلي، هما «بطو فيلالي» و»الطيب قيقاية» ، على أن تمس العملية 30 مؤسسة إجمالا، ناهيك عن مواصلة عملية طرق الأبواب التي ستستهدف العائلات المزودة مؤخرا بالغاز الطبيعي، على غرار سكان التوسعة الغربية بالمدينة الجديدة علي منجلي والقطبين الحضريين عين نحاس وماسينيسا، إلى جانب البنايات التي شهدت حالات تسمم العام الماضي مثل الوحدات الجوارية 6 و7 بعلي منجلي وحي 500 مسكن بعين السمارة.
كما ستستهدف العملية مناطق الظل كذلك، بداية بمشاتي أولاد رحمون وابن باديس، وكذا السكنات ذات الطابع الاجتماعي على مستوى بلدية الخروب وسكنات عدل.
* الرائد محمود حمدي طبيب بالحماية المدنية
المدفأة لم تعد السبب الرئيسي للاختناقات
قدم الدكتور بالحماية المدنية الرائد محمود حمدي، في حديث للنصر، نصائح لتجنب الاختناقات وأخرى حول الإسعافات الأولية الواجب القيام بها عند الشعور بأعراض الاختناق بالغاز، مصرا على ضرورة الاتصال بالرقم الأخضر 1091 في حال تسجيل حالات مماثلة.
وذكر الدكتور حمدي، في مستهل حديثه جملة الأعراض الناجمة عن استنشاق غاز أحادي أوكسيد الكاربون، والمتسرب من المدفئة أو سخان الماء والذي أصبح سببا رئيسا حسبه، في الاختناقات، مشيرا إلى أن الضحية ستشعر بداية بالصداع ومن ثم الغثيان ورغبة في التقيؤ واسترخاء العضلات، وعليه يوصي الانتباه جيدا عند استخدام الجهاز والإسراع بغلق صنبور الغاز مباشرة عند استشعار الخطر، مع فتح النوافذ كخطوة أولى والاتصال بمصالح الحماية المدنية لمعاينة القنوات وأنابيب طرد الغازات بغية تحديد مكان التسرب، وتقديم الإسعافات الأولية للضحايا إن وجدوا.
وقال الرائد محمود حمدي، بأن مصالح الحماية المدنية تضع برنامجا خاصا للتدخلات في حالات تسجيل نداءات الاختناق، للتنقل إلى مواقع الحوادث في أسرع وقت ممكن، وذلك للتقليل من الخطر الكبير الناجم عن استنشاق أحادي أكسيد الكربون، القادر على قتل الإنسان في غضون دقائق.
وأوضح، أن ذات المصالح تسخر إمكانياتها عند التدخل وفقا لعدد الأفراد الذين تعرضوا للاختناق، كما تتجهز بكل المعدات اللازمة للإسعاف و الإنعاش الفوري، بداية بأجهزة التنفس العازلة للغازات السامة، ومستشعر غاز أحادي أكسيد الكربون، والذي يستشعر وجود التسرب بمجرد ولوج العناصر إلى البيت المعني بالحادث، حيث يطلق هذا الجهاز حسبه، إنذارا صوتيا تزيد حدته حسب مستوى معدل الغاز المتسرب، كما يقيس كمية أحادي أكسيد الكربون وتقدمه بدقة.
وتتكفل الفرقة عموما في مثل هذه الحوادث، بإجلاء الضحايا فيما تقوم بقية العناصر بفتح منافذ التهوية، كما يتدخل طبيب الحماية المدنية لمعاينة الضحايا بشكل آني، من خلال قياس نسبة الأكسيجين في الدم، وتزويدهم بالأكسيجين في حال كان معدله في الجسم أقل من 94 بالمائة، للقضاء على جزيئات co1. يتم بعدها التكفل بالأشخاص الذين يكونون في حالة هلع.
وأضاف الرائد، أن عملية إسعاف المصابين بالاختناق تستمر طوال الطريق نحو مصلحة الإنعاش بالمستشفى الجامعي أين ينقل الضحايا مباشرة.