صنعت صور تخرج طلبة كلية الطب بقسنطينة، ضجة على مواقع التواصل في اليومين الماضيين، و تم تداول مقاطع فيديو لتكريم النجباء والخريجين الأوائل على دفعة 2024، حيث احتفل طلبة الدفعة 50 في أجواء جميلة كان الفخر عنوانها، بعد مشوار طويل من الاجتهاد تكلل بنجاح بذلوا لأجله الكثير كما كشفوا عنه للنصر، التي حضرت الاحتفالية، ونقلت أصداء التخرج.
« الالتزام والجدية، الصبر والاجتهاد، وتنظيم الوقت و التركيز على الهدف منذ المرحلة الثانوية»، هي بعض النصائح التي وجهها خريجون من كلية الطلب بقسنطينة، لتلاميذ المدارس الحاليين للراغبين في الالتحاق بالتكوين في مجال الطب مستقبلا، فأهم أسرار النجاح تكمن حسبهم، في التحضير المسبق الذي يجب أن ينطلق من مرحلة الثانوية ليستمر الالتزام والاجتهاد كما قالوا، طوال سنوات الدراسة وإلى غاية لحظة أداء القسم.
أجواء احتفالية وفخر بأداء القسم
وسط حضور كبير لعائلات المتخرجين و الطلبة، احتفلت أول أمس، كلية الطب بتخرج الدفعة 50 من طلبتها في حفل بهيج أقيم بقاعة العروض الكبرى أحمد باي، أين تألق الطلبة بعباءة التخرج التي زينتها أوشحة ملونة عليها عبارات تهنئة وفخر، وقد غلبت ملامح الفرح على وجوه الحضور وكانت الابتسامة هي اللغة الأكثر استخداما بين الجميع.
بدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، تلاها النشيد الوطني الذي شارك الجميع في أدائه بحماس واعتزاز، لينصتوا بعدها إلى كلمة عميد الكلية الدكتور محجوب بوزيتونة، الذي أشاد بالجهود التي بذلها طلبة الطب على مدار 7سنوات، مؤكدا بأن هذا التخرج ليس نهاية المطاف، بل هو بداية لحياة مليئة بالتحديات والمسؤوليات تجاه المجتمع.
ووسط حماس كبير، ترقب الحضور لحظة وقوف المشرف على مراسم القسم على المنصة، لتنطلق عملية الأداء وسط تصفيق من رافقوا الطلبة من أولياء وأساتذة.
بمجرد أن وقف أول طالب أمام المشرف لأداء القسم، عاد الهدوء مجددا إلى القاعة احتراما للحظة ولقدسية اليمين التي يلتزم الخريجون من خلالها بحماية الأرواح وممارسة مهنة الطب بكل أمانة ومسؤولية، حيث ترددت كلمات القسم بروح جادة وعميقة، و تعهد الأطباء الجدد بخدمة الإنسانية بنزاهة ومزاولة المهنة بضمير و شرف و اعتبار صحة المريض انشغالا أولا، ناهيك عن احترام أسرار المهنة.
دموع ورقصات وأعلام وطنية
امتزجت مشاعر الفرح بدموع الفخر طوال مراسم القسم، قبل أن تدوي التصفيقات و الهتافات عليا في مشهد بهيج، يعكس أهمية المناسبة بالنسبة للخريجين وذويهم وأسرة الكلية أيضا.
ثاني فقرات الحفل، كانت تكريم الخريجين العشرة الأوائل على دفعة 2017/2024 ، وقد تداولوا على صعود المنصة الشرفية الواحد تلوى الآخر لاستلام شهاداتهم وجوائزهم وسط تفاعل الحضور، وقد بدت الفرحة واضحة عليهم، خصوصا وأن الشهادات تتويج لسنوات طويلة من التفاني والالتزام، ولذلك فقد غلبت الدموع بعضهم. وعبر طلبة متفوقون للنصر، عن سعادتهم الكبيرة بالتخرج والتكريم وقالوا، بأن هذه اللحظة تمثل بالنسبة إليهم تتويجا لرحلة مليئة بالتحديات والإنجازات، وأنهم كانوا يحلمون باليوم الذي سيقفون فيه على منصة التكريم لاستلام شهاداتهم.
شملت قائمة المتخرجين طلبة من بلدان أجنبية كفلسطين والأردن و اليمن وزمبيا، إضافة إلى غانا، و بوروندي، وغينيا الاستوائية، قاسموا زملاءهم الجزائريين لحظة التخرج السعيدة، وعبروا عنها كل بطريقته الخاصة، فاختار الطلبة الأردنيون الدبكة، كما حمل آخرون أعلامهم الوطنية ورقصوا على أنغام موسيقى بلدانهم، فخورين بتمثيلها.
rأمينة نور دالية حناشي الأولى على الدفعة
سألتزم باحترام أخلاقيات مهنتنا النبيلة
عبرت أمينة نور داليا حناشي، المتفوقة على الدفعة وصاحبة المرتبة الأولى، عن سعادتها الكبيرة بالإنجاز الذي حققته بعد سهر وتعب، كما توجهت بالشكر لأساتذتها قائلة:»شكرا لكم أيها المعلمون الأعزاء على تفانيكم المتواصل وتعليماتكم الثمينة، وعلى صبركم وحكمتكم في مواجهة قلة خبرتنا وصراحتنا، واليوم، نفهم بشكل أفضل أهمية الصرامة والاحترام والاحترافية، وهي المهارات التي يجب أن نتسلح بها لتنفيذ مهمتنا النبيلة، والتي يجب أن نتقنها طوال ممارستنا».
كما توجهت بالشكر الكبير إلى عائلتها التي ساندتها طيلة مشوارها، مؤكدة بأن كل كلمات العالم لا تستطيع أن تعبر على امتنانها. وقالت الخريجة، إن الطب مهنة إنسانية أساسها احترام الحياة البشرية والتعاطف مع المرضى، وروح الفريق وروابط الأخوة الطيبة، والقيم التي تكفلها مدونة الأخلاقيات الطبية، وهي دائما هذه المهمة الصادقة التي تتعهد بها وتؤكد استعدادها لاحترام قواعدها الأخلاقية، مع الحرص على تطبيقها بعناية، و الدفاع من خلالها عن القيم الإنسانية العالمية.
rزكريا بولحفة صاحب المرتبة الثانية
كللت مشواري الصعب بالنجاح
اعتبر الدكتور زكريا بولحفة، ابن ولاية سكيكدة، تتويجه بالمرتبة الثانية على دفعته، إنجازا مهما لم يكن سهلا، حيث جاء بتوفيق من الله أولا وبعد الكثير من العمل الجاد والالتزام منذ أول يوم له في الكلية.
وقال، بأن رحلته في كلية الطب لم تخل من التحديات في بعض الأحيان وقد حدث أن شعر بضغط هائل في عديد المرات خصوصا في فترة الامتحانات، إلا أنه كان يذكر نفسه دائما بسبب اختياره الطب في المقام الأول.وأضاف، أن النجاح ليس مجرد درجات عالية، بل هو تعلم الاستمتاع بالتجربة ككل وفهم كيف يمكن توظيف العلم بإيجابية في الحياة المهنية المستقبلية، متابعا بالقول: « أشعر بالفخر، لكنني أعلم أن الرحلة لا تزال طويلة، ويجب أن أظل ملتزما ومتفانيا حتى أتمكن من تقديم أفضل ما لدي للمرضى في المستقبل.»
وفي رسالة منه إلى الطلبة الجدد بكلية الطلب، قال إن الشعور مميز لكنه مخيف أيضا،لأن المشوار طويل وحافل والرحلة مضنية، وكل ما يحتاجه الطالب حسبه، هو التفاني والعمل الجاد والقوة والصبر، داعيا إياهم لمواجهة الصعوبات والتحديات بعزم حتى يكلل تعبهم بالتشريف في نهاية المطاف.
rيسرى قطاش صاحبة المرتبة السادسة
طريق طويل لكنه مجز
بدموع الفرح وملامح التأثر بلحظة التخرج، عبرت يسرى قطاش صاحبة المرتبة السادسة في الدفعة، قائلة:» لقد كانت رحلتي مليئة بالتحديات واللحظات الصعبة، ولكنها أيضا مليئة بالإنجازات التي تشعرني بالفخر، وذلك بفضل الله وتوفيقه». مؤكدة أنها تعي المسؤولية التي ستقع على عاتقها مستقبلا.
وأضافت، أنها أدركت منذ أول يوم في الكلية، أن النجاح في هذا المجال لا يعتمد فقط على الذكاء بل على القدرة على التحمل والتفاني والرغبة في التعلم المستمر، معبرة بأن حبها لمجال الطب من الأمور التي ساعدتها على النجاح.
وأضافت يسرى، بأنه وعلى الرغم من الضغط الكبير الذي شعرت به في بعض الأحيان، فقد كانت تذكر نفسها في كل مرة بأن هذه التضحيات تستحق كل الجهد، مؤكدة أنها شعرت بالفخر في كل مرة كانت تحقق فيها نتائج جيدة. وأشارت الشابة، إلى أن نجاحها في كلية الطب لم يكن سهلا، لكنه كان مستحقا، متابعة بالقول :»أنا ممتنة لكل من دعمني وساعدني في هذه الرحلة».
rطه بن قدوار صاحب المرتبة العاشرة
لا أفكر في تخصص
طبي معين
من جهته، قال طه بن قدوار، صاحب المرتبة العاشرة في الدفعة، بأن شعوره لا يوصف لأنه نتاج سبع سنوات من الجد والتعب والسهر خصوصا وأن امتحانات الطب صعبة جدا وتتطلب الكثير من العمل.
وتوجه الخريج، بالشكر والعرفان لكل من سانده في مشواره العلمي من أصدقاء وأهل وأساتذة، وقال بأنه لولاهم ولولا توفيق الله، لما وقف على المنصة ليكرم أمام الحضور. وبحسب الطالب، فإنه لا يفكر في تخصص معين، لأن اختيار التخصص الطبي ليس مهما كثيرا ولا يلعب دورا كبيرا في مسيرة الطبيب المهنية، فالأهم، هي القناعة التامة بضرورة مواصلة الاجتهاد والسعي لتقديم إضافة للمجتمع وخدمة الإنسانية.
rخديجة بيريرا
من غينيا بيساو
الجزائر احتضنت حلمي
أكدت خديجة بيريرا، القادمة من غينيا الإستيوائية، أنها قدمت إلى الجزائر لتحقيق حلمها في أن تصبح طبيبة، وقد عاشت تجربة مهمة لمدة 7 سنوات، كانت مليئة بالتحديات والصعاب، لكنها كانت ثرية ومثمرة أيضا. وقالت، بأنها تشعر بفخر كبير بدراسة الطب في الجزائر بالنظر إلى مستوى التكوين، وهي سعيدة لأن هذا البلد احتضن حلمها، فلم تكن السنوات الماضية مجرد رحلة تعليمية، بل كانت رحلة شخصية جعلتها أقوى وأكثر استقلالية كما عبرت. وأضافت خديجة، بأن الدراسة في الجزائر منحتها فرصة فريدة للتعرف على أشخاص من مختلف الثقافات ومن بلدان عربية وإفريقية تحديدا، أين تبادلت معهم التجارب والأفكار، كما وجدت في البلد دافئا وحضنا يسع الجميع.
rخالد خالدي من فلسطين
الجزائر كانت ملجأ لي في رحلتي العلمية والإنسانية
وأكد الطالب خالد خالدي من فلسطين، بأن الجزائر كانت ملجأ له في رحلته العلمية والإنسانية، حيث وجد فيها روح الأخوة والكرم بعيدا عن أهله واستطاع بفضل الترحيب أن ينصهر بسهولة في النسيج الاجتماعي.
متابعا بالقول:» شكرا جزائر العز على كل شيء، لقد كنت ملاذا آمنا لي، ومنارة للمعرفة والعلم، تضحياتك وتاريخك العريق ألهمني، ودعمك كان دائما حاضرا في مسيرتي، أعدك بأن ابقي مخلصا لك، وأعمل بجد من أجل مستقبل مشرق، شكرا من أعماق قلبي».
rرئيس مجلس أخلاقيات مهنة الطب البروفيسور
رشيد جنان
على الأطباء الجدد احترام أخلاقيات المهنة
عبر رئيس مجلس أخلاقيات مهنة الطب، البروفيسور رشيد جنان، عن مشاعر الفخر والاعتزاز التي شعر بها لمشاركته في الاحتفال التكريمي الخاص بأجدد دفعات كلية الطب بقسنطينة، ومشاركتهم الفرحة ومقاسمتهم الفخر.وقال جنان، إن عدد المتخرجين بلغ ألف طبيب، ينحدرون من مختلف ولايات الوطن درسوا بجامعة صالح بوبنيدر، من بينهم أطباء أتوا من بلدان شقيقة عربية وإفريقية، متوجها إليهم بالشكر والامتنان على حسن اختيارهم الجزائر كوجهة للدراسة.
وأضاف المتحدث، بأنه رغم التحديات والتضحيات التي واجهت طلبة الطب لسنوات من الدراسة الطويلة، إلا أن الطريق لا يزال طويلا أمامهم للحصول على فرص للتطوير، عن طريق اكتساب المهارات اللازمة لممارسة المهنة بطريقة مسؤولة. وأوضح، بأن هذه المهنة إنسانية بدرجة عالية لأن التعامل فيها يكون مباشر مع فئات هشة من البشر، واعتبر بأن المعيار الذي يحكم التعامل بين الطبيب و مرضاه الضعفاء هي أخلاقيات المهنة التي وجب على الأطباء الجدد احترامها والالتزام بها، مشيرا من جهة ثانية إلى أن الطب ممارسة مهنية تقع على حدود الممنوع، لذلك قد يسمح للطبيب بفعل أمور تمنع على غيره وذلك بحسب مقتضيات الموقف.
وأضاف المتحدث، أنه يتعين على الخريجين المقبلين على ممارسة المهنة، الانتباه إلى المخاطر المحتملة، والتي ترتبط أساسا بالإهمال واللامبالاة لبعض الممارسات في حدود الممنوع، مؤكدا أنه إذا كان اختيار الطلبة لمهنة الطب من أجل كسب المال، فيمكنهم النجاح ولكن على حساب الخدمة التي يقدمونها، في حين أن من اختاروا المهنة عن قناعة سيكتشفون يوما بعد يوم كنوز لا تقدر بثمن، ستغذي معارفهم العلمية والإنسانية.
وبحسب جنان، فإن ممارسة مهنة الطب تستدعي التحلي بقيم عالية تتعدى مجرد الالتزام بالقوانين، بل تستوجب احترام الأخلاقيات و النزاهة والإخلاص و التحلي بروح المسؤولية.
لينة دلول
يعرف موسم الخريف بعودة قوية لالتهابات الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، فمع انخفاض درجات الحرارة وتغير العادات اليومية، تجد الفيروسات أرضا خصبة للانتشار، وللوقاية من العدوى الفيروسية الخريفية، من الضروري الحفاظ على جهاز مناعة قوي، وحسب المختصين فإن إتباع نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة ضروري جدا لهذا الغرض، كما يلعب الحفاظ على النشاط البدني المنتظم دورا حاسما في تحفيز دفاعاتنا المناعية.
تؤكد أخصائية التغذية العلاجية هاجر بوسالية، أن جهاز المناعة لدى الإنسان له دور كبير في مواجهة الأمراض وحماية الجسم منها، وهو يحتاج إلى عناصر غذائية مختلفة كغيره من أجهزة الجسم الأخرى حتى يقوم بدوره على أفضل حال، لاسيما خلال فصلي الخريف والشتاء، حيث تنتشر العدوى الفيروسية التي تسبب الأنفلونزا والزكام وما إلى ذلك.
ويشكل النظام الغذائي الصحي والمتوازن الغني بالفواكه والخضروات والأطعمة المغذية خط الدفاع الأول لتعزيز نظام المناعة، مؤكدة أن اختيار هذه الأغذية، يزود الجسم بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة اللازمة لتقوية جهاز المناعة لدى الإنسان.
ومن بين الخضروات والفواكه الغنية جدا بمضادات الأكسدة والفيتامينات، ذكرت المختصة الفلفل الحلو والسبانخ والبروكلي والليمون والبرتقال واليوسفي، مشيرة إلى أن هذه الأطعمة تحتوي على نسبة عالية جدا من فيتامين "سي" الضروري لتقوية الجهاز المناعي، كما يحتوي الجزر والبطاطا الحلوة والقرع العسلي أو اليقطين على فيتامين" أ" المهم والضروري للجسم و المهم لتنظيم عمل جهاز المناعة و الحماية من الالتهابات، مؤكدة أن هذه العناصر الغذائية تسمح للصحة المناعية بالعمل كما ينبغي.
وبالإضافة إلى الخضار والفواكه، فإن اللحوم والدجاج والكبد والبقوليات توفر الاحتياجات الضرورية للجسم من الزنك الذي يلعب دورا مهما في تطوير الخلايا الدفاعية وعملها بشكل سليم، كما يساهم في الأداء الطبيعي لجهاز المناعة.
وأكدت المتحدثة، على أهمية تناول الأسماك الذهنية لأنها غنية جدا بالاوميغا3، كما توفر للجسم احتياجاته من البروتينات عالية الجودة، وتتضمن كافة الأحماض الأمينية الأساسية الضرورية لصحة الإنسان، وتلعب دورا في جهاز المناعة، وأضافت أن البقوليات غنية جدا بالألياف الغذائية ولذلك يجب إدراجها في النظام الغذائي، وهي عامرة بعنصر الزنك و تحتوي أيضا على نسبة كبيرة على حمض الفوليك الضروري للوقاية من الأنيميا.
وأضافت، أن المكسرات تساهم في وظيفة المناعة الطبيعية بفضل غناها بالدهون غير المشبعة، كما أن بعض الأعشاب والتوابل مفيدة جدا في تقوية الدفاعات المناعية الطبيعية، مثل الزنجبيل والزعتر والكركم والفلفل الأسود والكمون بالإضافة إلى أوراق الزيتون، مشيرة إلى أن معظم هذه الأعشاب عبارة عن مضادات للالتهاب وتمنع إنتاج المخاط وتزيل الاحتقان وتنظف الجسم من السموم، كما تساهم في مقاومة الأنفلونزا، ولذلك يجب إدراجها في النظام الغذائي للاستفادة من مكوناتها وفوائدها العامة على الجسم لحمايته من أمراض الخريف.
سامية إخليف
تتمتع مشروبات الطاقة الطبيعية بمجموعة متنوعة من المزايا الصحية، فبالمقارنة مع مشروبات الطاقة الجاهزة تحتوي هذه المشروبات على كمية أقل من السكريات والكربوهيدرات، ما يساعد على تزويد الجسم بالطاقة وتحفيز خسارة الوزن الزائد في ذات الوقت، كما تتوفر على كمية صوديوم أقل، تجعلها أكثر أمانا لفئات مثل مرضى ضغط الدم المرتفع.
كما قد يساعد تناول مشروبات الطاقة الطبيعية على تجنب المخاطر والمضاعفات الصحية المتعلقة باستهلاك مشروبات الطاقة الجاهزة، مثل القلق ومشكلات القلب والأرق والجفاف.
ولأن الإقلاع عن تناول مشروبات الطاقة الجاهزة يكون صعبا بالنسبة للبعض بسبب أعراض الانسحاب، فإنه من المهم تعويضها بمشروبات طبيعية تسمح للجسم بالتعود تدريجيا دون التعرض لصدمة الانقطاع المفاجئ، والتي تكون مناسبة جدا للجسم ومفيدة خصوصا في فصل الخريف أين تزيد الحاجة إلى تعزيز جهاز المناعة و اكتساب مزيد من الطاقة طوال اليوم.
وللحصول على طاقة أكبر وتركيز أفضل بشكل طبيعي وبعيدا عن مشروبات الطاقة التجارية، توصي أخصائية التغذية آسيا آغا، بأهمية الاعتماد على الطبيعة، و الحرص على نظام حياة صحي يشمل التغذية والحصول على ساعات نوم كافية لا تقبل عن 7 إلى 8 ساعات.
تحمي صحة القلب و تضبط ضغط الدم
وتؤكد أخصائية التغذية العلاجية، أن المشروبات الطبيعية تعتبر حلا مثاليا لحماية صحة القلب و الضبط ضغط الدم، كما أنها وسيلة فعالة للتخلص من إدمان مشروبات الطاقة الجاهزة التي تحتوي على نسب عالية من التورين والسكر والمحليات، إلى جانب بعض المكونات الأخرى مثل الكافيين، الذي يسبب إخراج المغنيسيوم من جسم الإنسان، فتحدث تقلصات في العضلات، كما يعمل الكافيين أيضا على تضييق الشرايين ويسبب تقلصات في عضلات القلب ويزيد من ضرباته، فتتضاعف احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
تخفف معدل التوتر واضطرابات النوم
وقالت الأخصائية، إن المشروبات الطبيعية على اختلافها تغذي الجسم بصفة منتظمة، و هي فعالة جدا لتخفيف معدل التوتر و تحسين نظام النوم، بعكس مشروبات الطاقة الجاهزة التي تزيد من احتمال تسجيل مشاكل قلبية كاضطراب ضربات القلب، و تسبب القلق والتوتر بالنسبة لمن يدمنونها، إلى جانب الأرق والصعوبة في النوم.
ومن بين مشروبات الطاقة الطبيعية والبسيطة والمفيدة، التي يمكن تحضيرها في البيت ما يلي:
مشروب الزنجبيل والهيل: كلاهما بهارات لها فوائد صحية عديدة. يحتوي الزنجبيل على الجينجيرول، الذي يخفف الشعور بالغثيان ويساعد أيضًا في إنقاص الوزن وحرق الدهون وعلاج عسر الهضم. ويتميز مشروب الزنجبيل والهيل، بأنه غني بمضادات الأكسدة وله خصائص مدرة للبول، ويمنع رائحة الفم الكريهة وتسوس الأسنان، بالإضافة إلى تحسين مستويات الطاقة.
عصير الموز والحليب: يساعد الجسم على التخلص من الشعور بالإعياء ويدعم إنتاج الجسم للإنزيمات وتعزيز الطاقة، علاوة على أنه مشروب غني بالفيتامينات والمعادن مثل البوتاسيوم والفوسفور.
ماء العسل: يستخدم العسل كدواء وغذاء، يحتوي على نسبة عالية جدا من المركبات النباتية المفيدة ويقدم العديد من الفوائد الصحية. يمتص الجسم الغلوكوز الموجود في العسل بسرعة، مما يعطي دفعة فورية للطاقة.
ماء الشعير: تساعد الأحماض الأمينية في الشعير على تعزيز مستويات طاقة الجسم، وبما أن الشعير من الألياف القابلة للذوبان، فإنه يذوب في الماء ويمد الجسم بالطاقة المفيدة.
عصير الجزر: ينظف الجسم ويحارب التعب، و يعتبر الجزر أيضا أفضل غذاء صديق لفقدان الوزن ويمكن أن يساعد في تحسين صحة العين.
ماء الليمون: يحتوي على البوتاسيوم الذي يساعد عند تناوله على زيادة مستويات الطاقة في الجسم، بالإضافة إلى الخصائص المتعددة المفيدة للصحة بشكل عام.
اللبن: غني بفيتامين "بي2 " والبروتين، وبالتالي فهو أحد أفضل معززات الطاقة الطبيعية التغذية بتناول كوب من اللبن للتزود بالطاقة اللازمة في حال الشعور بالتعب أثناء العمل أو ممارسة التمرينات الرياضية.
مخفوق البطاطا الحلوة: تحتوي البطاطا الحلوة التي تعتبر من محاصيل الخريف المهمة، على النشويات والألياف التي تمد الإنسان بالطاقة، كما تحتوي أيضا على فيتامين ج وفيتامين أ.
يمكن استخدام البطاطا الحلوة لعمل مخفوق لذيذ يمد الإنسان بالطاقة خصوصا في الصباح الباكر، عن طريق مزيج صحي ولذيذ مكون من نصف حبة من البطاطا الحلوة، و نصف كوب من اللبن،و نصف كوب من حليب اللوز، ونصف حبة من الموز، إضافة إلى ملعقة من الكاكاو الخام، وملعقة من بذور الشيا، و ثلاثة مكعبات من الثلج.
عصير الطماطم: مشروب يوفر المعادن والمواد الغذائية التي تعزز مستويات الطاقة في الجسم ويمكنك خلط عصير الطماطم مع الخضروات الأخرى حسب رغبتك.
مغلي الزنجبيل مع القرفة: مغلي القرفة والزنجبيل مع السكر يعطي طاقة يلحظها الشخص مع أول رشفة من المشروب، كما ينشط الدورة الدموية ويحرق دهون البطن.
الجرجير: شرب كوب من عصير الجرجير قبل التمرينات الرياضية يعطي طاقة هائلة، كما أنه منشط دائم للجسم مع الاستمرار في تناوله، وهو غني بالفيتامينات ومضادات الأكسدة التي تحمي الحمض النووي من التلف الذي يتعرض له بعد القيام بمجهود بدني شاق.
إيمان زياري
يعد الخجل من التواصل بلغات أجنبية من العراقيل التي تواجه متعلميها، ما يجعلهم غير قادرين على توظيفها في حياتهم اليومية خوفا من الوقوع في الخطأ، ولتفادي هذا النوع من الإحراج ابتكر شباب من ولاية عنابة، نموذجا تعليميا أطلقوا عليه «لعبة الهروب من الغرفة»، يساعد على إتقان اللغة الإنجليزية من خلال فك الألغاز، فضلا عن أنها لعبة تضفي على العملية التعليمية متعة، وتجعلها أكثر سهولة.
داخل غرفة مظلمة ديكورها مستوحى من أفلام الرعب، يجتمع عدد من الشباب يبحثون عن مؤشرات موزعة على رفوف الخزائن وبين صفحات الكتب، وإن فشلوا سيكون مصيرهم تغلب الذئب عليهم، وحرمانهم من فرصة الحصول على دورة مجانية لتعلم اللغة الإنجليزية. هو أول نموذج تعليمي من نوعه في ولاية عنابة، استحدث بمقر مركز الابتكار البوني، ابتكره شباب من الولاية، بهدف التجديد في استراتيجيات تعلم اللغة الإنجليزية وجعل العملية أكثر إمتاعا، هي طريقة مبتكرة ومختلفة تعد حديثة وتندرج ضمن الاستراتيجيات الجديدة التي يمكن أن يتبعها في تعلم اللغة حتى لا يشعر بالملل، وكذا تسريع إتقان التحدث بها واكتساب المهارة اللغوية التي باتت مهمة جدا في الوقت الحالي.
تجربة تفاعلية لتسهيل التعلم
وقد شرحت ريهام صاحبة الفكرة، أن المجموعة المشاركة تتكون من خمسة إلى ستة أفراد يُغلق عليهم داخل غرفة، ويكلفون بمهمة البحث عن مؤشرات لحل لغز، حتى يتمكنوا من الخروج، بينما يكون معهم ذئب من الفريق يخبئها عنهم، محاولا صدهم عن إتمام العملية في مدة ساعة من الوقت.
وتوضح الشابة، بأنهم نوعوا في لغات الألغاز، إذ تتوفر باللغة العربية وبالإنجليزية كذلك، أما المشاركون الذين لا يفهمون اللغة الثانية، فبإمكانهم الاستعانة بشخص معهم يطلق عليه «جوكر» ليترجم لهم اللغز.
وقد اختيرت ألغاز لعبة «الهروب من الغرفة» لتناسب مستوى استيعاب كل مشارك، وعلقت ريهام على الأمر قائلة:»يكفي أن يكون له رصيد ثقافي ويتقن عملية البحث عن المؤشرات»، وأتبعت بأنهم يغيرون أسلوب اللعبة في كل مر، حتى لا يشعر المشاركون بالملل وكذا لتطبيق أفكار جديدة، أما بخصوص الأطفال، فأوضحت بأنه، يمكنهم المشاركة أيضا شرط أن يحضروا معهم شخصا راشدا.
وفي آخر اللعبة يتحصل الفائز على حصة مجانية لتعلم اللغة الإنجليزية، وأشارت صاحبة الفكرة، إلى أن الفائزين يتعلمون إجراء محادثات باللغة حيث تكون الحوارات مقتبسة من المواقف اليومية داخل مطعم مثلا، أو في الشارع، ويتغير الموضوع في كل مرة حسب طبيعة الموقف.
وقالت محدثتنا، إن هذا النشاط يحفز مهارات عديدة لاسيما تخطي الخجل في التحدث باللغة الإنجليزية، وهو مشكل يعرقل حسبها مراحل تعلمها لدى كثيرين، فضلا عن تعلم التفاعل مع الآخر، ومساعدة المشاركين على العمل ضمن فريق، والتعرف على أشخاص جدد وتعزيز التواصل بينهم، خصوصا، وأن فكرة اللعبة تفرض عليهم تقاسم مهام من أجل التغلب على الوقت وحل اللغز في مدة قصيرة، فضلا عن تحفيز الذاكرة، واكتسابهم معلومات ثقافية.
وأكدت ريهام، بأن المشاركين أعجبوا كثيرا باللعبة خصوصا وأنها الأولى من نوعها في ولاية عنابة، وهي تجربة مميزة تجمع بين أجواء أفلام الرعب، والتعليم التفاعلي، وعلقت «لقد تحمس المشاركون للعبة، ويمكن أن نطورها مستقبلا لتصل إلى كل ولايات الوطن».
uأشراف جغار أستاذة تعليمية اللغات الأجنبية وعلوم اللغة
الأنشطة الممتعة تقلل من قلق التحدث بلغة أجنبية
وحول تغيير استراتيجيات تعلم اللغات، واعتماد أخرى أكثر متعة على غرار لعبة الهروب من الغرفة، ذكرت البروفيسور، أشراف جغار، أستاذة تعليم العالي، تخصص تعليمية اللغات الأجنبية وعلوم اللغة، بجامعة الإخوة منتوري قسنطينة 01، مزايا عديدة للتعلم من خلال الأنشطة الممتعة سواء للأطفال أو البالغين، قائلة إنه أسلوب يساعد على تحفيز المتعلمين، من خلال ألعاب تفاعلية، وبالتالي تصبح العملية خالية من التوتر التقليدي المرتبط باكتساب مهارات جديدة، كما أنه يقلل من القلق المرتبط غالبًا بالتحدث بلغة أجنبية، مما يوجد بيئة مواتية للتعبير عن الذات.
وتسهل الألعاب والأنشطة عملية الحفظ، وفقا لها، خصوصا وأنها تسمح بلعب الأدوار، أو أداء الأغاني، ما يساعد على مراجعة المفردات الجديدة والتراكيب النحوية بواسطة التكرار، دون أن يبدو الأمر مملا.
ويصبح تعلم اللغة ذو جدوة من خلال الأنشطة، بحسب الأستاذة، عند التشجيع على تواصل المتعلمين، سواء في مجموعات أو عبر الإنترنت حيث يتعلمون من أخطاء بعضهم، وهي هفوات تصبح في نظر الأفراد مجرد مواقف بسيطة عكس ما كانت عليه سابقا، ما يزيد الثقة في النفس لدى المتعلم فيتحلى بجرأة أكبر في التعبير عن نفسه باستخدام اللغة الأجنبية فضلا عن الحديث بها.
متعلم اللغات يجب أن يجدد أساليب التعليم
وذكرت جغار من جهة أخرى، بأن الاستراتيجيات الجديدة في تعلم اللغات أصبحت تركز على التخصيص والتفاعلية، حيث أصبح بإمكان المتعلمين الوصول إلى تطبيقات الهاتف المحمول والمنصات الإلكترونية، مثل روبوتات الدردشة أو دورات عقد المؤتمرات عبر الفيديو، مما يتيح لهم الانغماس في اللغة عن بُعد، فضلا عن تشجيع الأساليب التواصلية من خلال الممارسة الشفوية مع متحدثين أصليين. كما أكدت المتحدثة، على ضرورة تغيير المتعلم والمعلم على حد سواء، لطريقة تلقي اللغة لتحقيق أقصى قدر من الفعالية، معتبرة بأن الطرق التقليدية التي تركز غالبا على القواعد والحفظ، أصبحت لا تلبي احتياجاتهم، وتقول إن لكل متعلم نمط خاص مختلف يساعده على الاستيعاب، وذكرت أسلوب السمع، أو الحفظ والتعلم عن طريق البصر أوالحركة والتفاعل.
وينطوي تغيير أساليب تعلم اللغات، على فوائد عديدة وفقا لجغار، مشيرة إلى تطوير المهارات العملية، من خلال الانتقال من الأساليب النظرية إلى الأساليب القائمة على التواصل والتفاعل، واكتساب مهارات قابلة للتطبيق مباشرة في الحياة الواقعية، وهو ما يشجع المتعلمين على مواصلة تطوير لغتهم وتعزيز الرغبة في اكتساب أخرى، كما تشجع الأساليب الحديثة على الانضباط الذاتي وتُكسب قدرة على التعلم مدى الحياة.
إ.ك
يتميز فصل الخريف بنضج مجموعة من المحاصيل الموسمية المتنوعة و التي تتميز بقيمتها الغذائية العالية وفوائدها الصحية، ولذلك يعتبر خبراء الصحة الموسم فرصة لتعديل نظام التغذية الذي يختل عادة في الصيف بالنظر إلى زيادة استهلاك الأطعمة و الوجبات السريعة والجاهزة، داعين إلى الاستفادة قدر الإمكان مما يوفره الفصل من منتجات طازجة و مفيدة.
وتؤكد أخصائية التغذية هاجر بوسالية، أن الطعام خلال فصل الخريف يلعب دورا كبيرا في الحفاظ على الصحة وحماية الجسم من الأمراض خصوصا مع بداية التقلبات الجوية، ولعل من أهم هذه الأطعمة الفواكه الخريفية التي تعد غنية جدا بمضادات الأكسدة، مشيرة في ذلك إلى العنب المشبع بالبوتاسيوم و الماء والفوسفور والحديد.
وذكرت الأخصائية التين أيضا، وبحسبها فإنها فاكهة غنية بالكالسيوم والبوتاسيوم إضافة لاحتوائها على كربوهيدرات مرتفعة، كما تحدثت الأخصائية عن الرمان الغني جدا كما عبرت، بمضادات الالتهاب كحمض الطنطاليك والذي يحتوي كذلك على مضادات أكسدة قوية تساعد كما أوضحت في مكافحة الالتهابات والتقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
ومن المحاصيل المهمة أيضا في هذا الفصل، الإجاص الغني جدا بالألياف ومضادات الأكسدة، التي تساهم في تحسين عملية الهضم كما تحافظ هي الأخرى على صحة القلب.
ويعتبر التفاح، أحد أبرز الفواكه التي تكثر خلال هذا الفصل، إذ تقول هاجر بوسالية، بأنه يحتوي على العديد من الفيتامينات مثل الفيتامين "سي" ومضادات الأكسدة المهمة و المفيدة جدا لتعزيز جهاز المناعة مؤكدة، أنه بالإمكان تناوله كوجبة خفيفة أو استخدامه في إعداد فطائر صحية أو حتى إضافته للسلطات.
والخضر الورقية أيضا، من المنتجات الموسمية المفيدة، على غرار البقدونس و السبانخ والخس، حيث تساعد على تنظيف الجسم من السموم. إلى جانب اليقطين، الذي يمثل رمزا لفصل الخريف، والذي تقول إنه غني جدا بالأمويغا 3 وبالألياف، ويمكن الاستفادة منه في إعداد الحساء والفطائر الحلوة والمالحة، كما تتحدث عن الفوائد الكبيرة لبذوره التي تعد وجبة خفيفة مغذية تحتوي على البروتين المغنيسيوم.
وتعتبر محدثتنا، الجزر من الخضر التي تنتج في هذا الفصل بكثرة وتعتبر بمثابة صيدلية غذائية، لغناها بالبيتاكارويتن الذي يتحول إلى فيتامين "أ"، وهو مكون يساعد على تحسين صحة العين والبشرة، ويمكن استخدام الجزر في كل الوصفات كما يمكن الاستمتاع بتناوله كمقبلات أو حتى تحضيره بطريقة مختلفة في شكل عصير، بإضافته إلى مكونات أخرى كالتفاح مثلا
وتنصح المختصة أيضا، بالحرص على تناول البنجر الذي يبدأ موسمه مع أواخر الصيف وبداية فصل الخريف، وهو منتج تقول إنه يساعد على تحسين تدفق الدم في الجسم، مضيفة أنه يلعب أيضا دورا مهما في صحة الدماغ من خلال تحسين وظائفه الإدراكية، إلى جانب أنه جيد في عملية الهضم، ومن المفضل حسبها،طبخه للحفاظ على فوائده الصحية أحسن من سلقه.
كما يعد الفلفل بجميع أنواعه من الخضر الخريفية المفيدة أيضا، حيث تقول الأخصائية، إنه يحتوي على الفيتامين "سي" الذي يحمي من نزلات البرد، إلى جانب البطاطا الحلوة التي يكون موسمها فصل الخريف، وهي منتج لذيذ غني بالألياف والفيتامينات، خاصة الفيتامينين "أ" و"سي"، ويمكن استخدامها كبديل صحي للبطاطا التقليدية، سواء كانت مشوية أو مطهوة على البخار، كما يمكن إضافتها إلى العديد من الأطباء كالحساء أو تقديمها كوجبة خفيفة.
ولتحقيق نظام غذائي صحي في فصل الخريف، توصي محدثتنا، بأهمية إضافة منتجات الفصل إلى مختلف الوجبات، بما في ذلك وجبة الإفطار بإعداد عصائر طازجة مثل التفاح والرمان، وفي وجبة الغذاء يمكن تناول سلطات أو حساء يحتوي على الجزر أو اليقطين، أو سلطات يضاف إليها القليل من زيت الزيتون والجوز، للحصول على قيمة غذائية أعلى.
وتؤكد الأخصائية، على أن فصل الخريف يعد فرصة مثالية للاستمتاع بالمحاصيل الموسمية الغنية بالعناصر الغذائية و الطازجة، من خلال دمج هذه المنتجات في النظام الغذائي بما يساعد على تعزيز الصحة الإنسان.
إ.زياري
دفع تحول العالم نحو الذكاء الاصطناعي، إلى مزج التعليم النظامي بتعلم مهارات التعامل مع التكنولوجيا وتوظيفها في مختلف جوانب الحياة، من جهة أخرى يفضل أولياء أمور وضع استخدام أبنائهم للتقنية الحديثة في مساره الصحيح، لجني فوائد عديدة على المستوى الفردي وكذا المجتمعي مستقبلا.
أخرجت القدرات التي يتمتع بها « جيل التكنولوجيا» في مجال التقنية والأفكار الابتكارية، نوعا جديدا من التعليم يعتمد على الإلمام بمهارات الذكاء الاصطناعي و»الروبوتيك»، خصوصا وأن هناك من يتمتعون بمستوى ذكاء في التعامل مع الآلة يفوق قدراتهم العمرية بكثير.
وتعمل مؤسسات جزائرية ناشئة على دعم الأطفال في هذا الجانب عن طريق توفير معدات وبرامج تطبيقية تلائم ميولاتهم، كما يعد التعليم المتخصص داعما للتعليم النظامي من خلال تأهيلهم لمختلف الأطوار من الابتدائي إلى غاية الدراسة الأكاديمية.
وبحسب المدرب عبد الرحمان بوسمغون، من مؤسسة الجزري «للروبوتيك»، المتواجدة على مستوى هضبة قسنطينة أو»تكنوبول» جامعة صالح بوبنيدر قسنطينة 03، فإن الطفل يستفيد علميا بشكل كبير، حيث يمكنه أن يطلع بفضل موارد المؤسسة على كل جديد وأن يحصل على معارف ومعلومات حديثة تواكب الابتكارات والاختراعات في العالم، وكلها معارف ومهارات تساعد التلميذ في حياته اليومية خصوصا في مسار التعلم، كما يمكن أن يتعلم بفضلها حل المشاكل التي تواجهه، فضلا عن إنجاز مهام منزلية تغنيه عن الحاجة إلى أشخاص آخرين، متحدثا أيضا، عن صغار منخرطين في المؤسسة تمكنوا من جعل منازلهم ذكية بفضل ابتكارات خاصة و توظيفهم لجوانب مما تعلموه عن الاستغلال الأمثل للتكنولوجيا.
تحفيز للتلميذ للاجتهاد في دراسته
وتقدم مؤسسة الجزري للروبوتيك برنامجا يتضمن كل ما يتعلق بالتقنية والذكاء الاصطناعي، وهي مجالات تتماشى مع المواهب والمهارات التي يتمتع بها الجيل الجديد، على غرار فك وتركيب الآلات، وكذا استخدام وسائل التواصل الجديدة.
ويرى المدرب في مؤسسة الجزري للروبوتيك، عبد الرحمان بوسمغون، بأن أسلوب التعليم في المؤسسة يأتي تحفيزا للتلاميذ ليجتهدوا في دراستهم، وليتعلموا الاعتماد على أنفسهم في البحث عن المعلومات وفهم الدروس خلال مختلف الأطوار التعليمية.
ويضيف المدرب، بأن الطفل يتحصل على عموميات أيضا في ميادين علمية تجعله قادرا على استيعاب المنهاج الدراسي، فضلا عن ترتيب أولوياته وتحديدها وضبط أهداف يسعى للوصول إليها وتحقيقها.
كما تحدث بوسمغون، عن دور التعليم المتخصص في تأهيل الطفل لما سيجده في التعليم الأكاديمي، خصوصا وأنه يفتح آفاقا عديدة، فعلى سبيل المثال تمنح مؤسسة الجزري فرصا للأطفال للسفر إلى عدة دول للمشاركة في مسابقات وطنية ودولية، وذكر ، بأنهم تحصلوا على المراتب الخمس الأولى في مسابقة أقيمت في دولة عربية، أين شاركوا بمشاريع تطويرية في الذكاء الصناعي، وكلهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 8 سنوات إلى 15 سنة، كما أفاد بأن آخر مشاركة ستكون بدولة قطر قريبا.
ويقول المدرب، إن هذه الفرص تمكن الأطفال من الاحتكاك بأساتذة وخبراء من دول مختلفة يتعرفون من خلالهم على مناهج تعليمية جديدة، وهو ما يساعدهم على تعلم التواصل مع الآخرين، فضلا عن التمكن من الإلقاء بطلاقة وسلاسة، وذكر، بأنه يوجد أطفال في عمر الثماني سنوات يصعدون إلى المنصة ويقدمون مشاريعهم بكل ثقة ودون خجل، وهو ما سيحضرهم كما قال لمراحل مهمة في المستقبل على غرار المرحلة الجامعية، أين سيمكنهم العمل بسهولة على إعداد و تقديم البحوث ومشاريع التخرج.
و حسب المدرب، فإن المشرفين على التكوين يصطحبون الأطفال التابعين لورشاتهم إلى المعارض التي تشارك فيها المؤسسة، ويكلفونهم بمهمة التحدث مع الزوار وتعريفهم بالمؤسسة، وإقناعهم بأنشطتها وبهذا يتعلم الطفل مهارات أكبر من سنه.
كما يدعم برنامج المؤسسة التعليمي بحسب محدثنا، التوجه الجديد الذي تتبناه الحكومة الجزائرية، والرامي إلى دعم المؤسسات الناشئة و اقتصاد المعرفة، وأتبع بأن الأطفال يصبحون قادرين في سن صغيرة على تقديم مشاريع مشابهة لتلك التي تُنجز عند التخرج، كما يمكن أن يواصلوا العمل عليها بما يناسب ميولاتهم، وما يجعلها مستقبلا صالحة لأن تتحول إلى مؤسسة ناشئة أو مشروع تطويري في مجال الذكاء الاصطناعي.
التعامل الذكي للأطفال مع الآلة استحدث تعليما متخصصا
وأتاح التطور التقني والحاجة إلى توظيفه في الحياة اليومية بشكل عام، ظهور التعليم المتخصص في مجال التكنولوجيا و»الروبوتيك»، كما دفع شبابا إلى التفكير في إنشاء مشاريع من هذا النوع، فضلا عن مستوى الذكاء الذي وصل إليه الجيل الجديد، وقدرات بعض أفراده العالية في التحكم في الأجهزة الإلكترونية، وهو حسب بوسمغون، ما عزز رغبة لدى آبائهم لتطوير هذه المهارات وتنظيمها.
وقد علق المتحدث قائلا: «الأجيال السابقة لم تحاول مواكبة التكنولوجيا، في مراحلها الأولى، لم يتعلم الناس أبسط مهاراتها مثل استخدام الهاتف أو الكومبيوتر، عكس الجيل الحالي حيث نجد طفل بعمر السادسة يملك مهارات عالية في التعامل مع الآلة، تفوق التي لدى والديه».
وفي هذا السياق، يرى المتحدث، بأن الآباء أيضا يجب أن يتحصلوا على تأهيل لزيادة النضج التقني لديهم، أو ليكتسبوا على الأقل خلفية عن البرمجة والذكاء الاصطناعي، وذكر بأن مؤسسة الجزري، تقدم دورات تعليمية للراشدين الذين يفوق سنهم 20 سنة، وعبر قائلا :»وجدنا فئة لا بأس بها من الآباء الذين يحبون التعرف على المجالات التقنية، وتطوير مستواهم فيها»، مؤكدا أن هناك من يتصلون بالمؤسسة للاستعلام عن الدورات التعليمية المبرمجة قصد المشاركة فيها.
مبتكرون صغار حولوا منازلهم إلى بيوت ذكية
ويساعد البرنامج التكويني لمؤسسة الجزري للروبوتيك، الصغير على القيام بالأشغال المنزلية أيضا، دون الحاجة إلى مساعدة مختصين في الصيانة لحل مشاكلهم، وذكر المدرب بالمؤسسة، ابتكارات لأطفال منخرطين، أدخلوا من خلالها تقنية الري الذكي إلى حدائق منازلهم، عبر برمجة برنامج يتلقى إشعارات عن جفاف التربة، ويعطي تعليمات لخادم إلكتروني يقوم بسقيها أوتوماتيكيا.
و يضيف، بأن طالبا يدعى محمد قندوز، قام بحل مشكلة كان يعاني منها في المنزل، حيث تمكن باستخدام برنامج «بيكتو بلوكس» من برمجة درج ذكي يفتح أوتوماتيكيا باستخدام الوجه.
وتوفر المؤسسة الناشئة الجزري للروبوتيك، التي تأسست سنة 2018، معدات للأطفال المنخرطين بها، كما يتعلمون فيها أساسيات البرمجة والذكاء الاصطناعي وفق برنامج وطني خاص، يضم أربعة مستويات تطبيقية ونظرية، حيث يتعلمون البرمجة من خلال برنامج «بيكتو بلوكس» الموجه للفئة العمرية الصغيرة، وهو عبارة عن مدخل للذكاء الاصطناعي كما يتعلمون توظيف البرمجة في مختلف المجالات، يجمعون معلومات حول مختلف القطع الإلكترونية.
كما ينتقلون في مرحلة موالية، إلى تعلم طريقة تركيب المعدات بحسب ما أوضحه المتحدث، إذ يباشرون عملية تركيب البطاقات الإلكترونية كنشاط أول، وتمنحهم المؤسسة كذلك حقيبة تحتوي على حوالي خمسة قطع، يستطيعون توظيفها في أي مجال على غرار مشاريع المنازل الذكية، مثل فتح وغلق الأبواب أوتوماتيكيا، إلى أن يصل الطفل إلى المستوى الأخير أين يصبح قادرا على إنشاء مشروع خاص به أو «روبوت».
وتملك المؤسسة بالإضافة إلى ذلك، منتوجا وهو عبارة عن «روبوت تعليمي»، يستطيع الطفل بفضله تعلم اللغات الثلاث، فضلا عن كتاب بعنوان «البرمجة والذكاء الاصطناعي للأولاد الصغار» يشرح كيفية تعلم البرمجة والذكاء الاصطناعي، كما توفر لهم حقيبة علمية يستخدمونها في المنزل تساعدهم في الاعتماد على أنفسهم في البحث للوصول إلى معلومات وأفكار مختلفة. إ.ك
اختارت وزارة التربية الوطنية موضوع السلامة المرورية، كدرس افتتاحي للسنة الدراسية الجارية، وقد جاء ذلك كنهج تربوي يهدف إلى تكوين الوعي المروري لدى النشء من خلال تزويده بالمعارف والقيم والاتجاهات والمهارات التي تنظم سلوكه، ويرتبط الاهتمام بالموضوع بواقع الطرقات في الجزائر، وتراجع الوعي بمخاطر الطريق، الأمر الذي يستدعي إعادة النظر في كيفية تنشئة الفرد منذ الصغر، وغرس المبادئ الأساسية وتعزيز روح المسؤولية لديه في مرحلة مبكرة.
تجندت المدرسة للقيام بدورها التحسيسي في جانب السلامة المرورية، خصوصا بعد المجازر التي أصبحت تتسبب فيها حوادث المرور بشكل يومي تقريبا، ما ضاعف حصيلة الخسائر في الأرواح وضخم فاتورة الأعباء الاقتصادية، وتفعيلا للدور التربوي التوعوي، كان من المهم أن تولي وزارة التربية الوطنية أهمية لموضوع السلامة المرورية، فكان أول ما تلقاه التلاميذ في المراحل التعليمية الثلاث.
وأشارت الوزارة الوصية، إلى أنه تم اختيار الموضوع بالنظر إلى تزايد حوادث المرور في السنوات الأخيرة والخسائر البشرية التي تخلفها من وفيات وجرحى ناهيك عن الخسائر المادية، وآثارها الجانبية على الأسرة والمجتمع.
ولذلك فإن تأهيل الطفل في هذا الجانب وتعزيز شعوره بالمسؤولية اتجاه الآخر في الطريق يعد سبيلا مهما لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة، بحسب بيداغوجيون وأخصائيين نفسانيين.
ويأتي ترسيخ الثقافة المرورية كما يرون، من خلال التأكيد على تعلم احترام اللافتات الموجودة في الطريق والإشارات الضوئية وتعلم استقرائها، فضلا عن إشراك الأسرة أيضا في العملية، وحث الآباء ليكونوا قدوة لأطفالهم عبر احترام قوانين المرور، وقيادة السيارة بحذر وتجنب السرعة.
uأستاذ التعليم الابتدائي رابح كموش
التلاميذ تجاوبوا مع درس السلامة المرورية
أفاد رابح كموش، أستاذ التعليم الابتدائي، بمدرسة زاوي سعيد بسطيف، بأنهم لمسوا تجاوبا من قبل التلاميذ مع الدرس الافتتاحي للسنة الدراسية الجديدة، وقد ركز الأساتذة داخل القسم، على تعريف الصغار بمفهوم اللافتات المهمة التي يرصدونها بها في الطريق عادة، على غرار «لافتة مفترق الطرق، ولافتة الدوران، وقف و انتبه».
مضيفا، بأن الدرس شمل كذلك بعض الأنشطة المهمة لتبسيط الفكرة، مثل شرح الإرشادات من خلال عرض صور حقيقية، بواسطة جهاز العرض الضوئي، وقال الأستاذ، بأنهم اختاروها لتكون متطابقة مع ما هو موجود في الشارع لأجل ضمان الواقعية، كما استخدموا أيضا مجسمات مثل السيارات في تقديم الدرس. وتحدث كموش أيضا، عن تفاعل التلاميذ مع الدرس ومشاركة تجاربهم الشخصية على الطريق، مؤكدا، على أن الإجابات أظهرت بأن أغلبيتهم يحترمون قواعد المرور، ويتحلون بسلوك منضبط في الشارع، كما أتبع بأن عددا كبيرا من التلاميذ يعرفون إشارات المرور.
تذكير يومي بقواعد السلامة المرورية
ويرى الأستاذ، بأن تخصيص حصة واحدة للحديث عن السلامة المرورية غير كاف، بل يجب إدراجها في مواضيع الحصص المختلفة، لغرس هذه الثقافة لدى التلاميذ ولتكون بمثابة تذكير يومي لهم، مثل اقتباس درس من حوادث المرور، وشرح أسبابها كعدم احترام قوانين الطريق، ما ينجر عنه التسبب في عاهات وإعاقات للآخرين.
ويقترح الأستاذ كذلك، تضمينها في نصوص للقراءة، فيتعلم التلاميذ بذلك عن طريق الملاحظة والسؤال ويدركون أنواع التجاوزات و يحددون المخاطر.
كما أشار المتحدث، إلى أهمية الربط بين دروس التربية المرورية والتربية الإسلامية، كأن يحصص درس أو أكثر للحديث عن الموضوع من منظور ديني مبسط، وقال إن المنهاج يحتوي على دروس لها علاقة بهذا الجانب، حيث يمكن للأساتذة استغلال المواقف التي تحصل مع التلاميذ خارج المدرسة وبناء دروس عليها، مثلما ما قام به هو، خلال حصة التربية الإسلامية بعد أن حدثه الصغار عن مشاهدتهم لأطفال لم يعطوا الطريق حقه وقاموا برمي الحجارة فيه، مضيفا بأنه غير الموضوع مباشرة وكتب على السبورة عنوان «إماطة الأذى عن الطريق»، وتحدث طيلة الحصة عن السلوك الحسن على الطريق.
وأفاد الأستاذ بمدرسة زاوي سعيد بسطيف، في هذا السياق، بأنه قدم مقترحا، يتعلق بتخصيص جزء من ساحة المدرسة للقيام بأنشطة تطبيقية حول السلامة المرورية، تكون وفق أسلوب محاكاة سلوك الفرد في الطريق، مثل خروج التلاميذ خلال الاستراحة لتطبيق بعض الإرشادات، و ركوب الدراجة وتعلم أسس القيادة السليمة، فضلا عن احترام إشارات المرور، ليتحصل التلميذ بذلك على رصيد معلوماتي في هذا الجانب يكون تطبيقيا و مطابقا للواقع.
وأوضح الأستاذ، بأن الطفل سواء كان لوحده أو مع والديه يجب أن يتعلم المشي على الرصيف بمحاذاة الحائط، وعدم الإفلات من أيدي والديه، وكذا احترام القواعد عند عبور الطريق، والمشي على ممر الراجلين، مع تذكيره بالاستعانة بشرطي المرور، أو أحد المارة الراشدين من أجل عبور الطريق، ويرى المتحدث، بأن تكريس الأولياء لهذه السلوكيات بشكل يومي يرسخها لدى الطفل.
uالأخصائية النفسانية جهاد ذيب
البداية تكون بتجاوز المخاوف من عبور الطريق
من جهتها اعتبرت الأخصائية النفسانية، جهاد ذيب، بأن موضوع التربية المرورية، مهم جدا خصوصا في الجانب المتعلق بتعليم الأطفال التغلب على مخاوف اجتياز الطريق والتعامل الصحيح مع المركبات.
وأوضحت، بأن العوامل النفسية وشخصية الأطفال عموما، فضلا عن التجارب التي تحدث معهم في الطريق، من شأنها أن تؤثر عليهم، وذكرت الأطفال الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي الذي يسبب لهم خوفا من الأصوات العالية والطرق الواسعة.
واعتبرت الأخصائية، بأن هذه العوامل تؤثر أيضا على استيعاب التلميذ للتعليمات التي يتلقاها في الدروس الخاصة بالسلامة المرورية، وأوضحت بأنه يجب اعتماد أسلوب تعليمي خاص في هذه المواضيع، يراعي الحالة النفسية للطفل ويكون التلقي فيه تدريجيا، مع التشديد على أهمية مرافقة الأولياء، الذين يعنون بمهمة تعليم الطفل طريقة عبور الطرقات الصغيرة، ومن ثم اصطحابه إلى أماكن مزدحمة وتشجيعه على السير فيها مع مراقبته وتحفيزه على الاستمرار.
وأشارت الأخصائية النفسانية أيضا، إلى أن الصغار الذين يعانون من فرط النشاط ونقص الانتباه، قد يكونون أكثر عرضة للحوادث، لأنهم يخرجون بطريقة متهورة من بوابة المدرسة وبحماس زائد، وقالت، إن الخطورة تزيد عندما تكون البوابة محاذية للطريق العام.
ولذلك نبهت السائقين، إلى ضرورة احترام المناطق التي يتواجد بها الراجلون أو التي تتواجد بها مدارس، لأن مسؤولية الحفاظ على أمن وسلامة الصغير مشتركة بين الأسرة والسائق والمدرسة.
هكذا نرسخ التربية المرورية لدى الطفل
واعتبرت ذيب، بأن التعليم بالمحاكاة يعد أفضل أسلوب لترسيخ الثقافة المرورية لدى التلاميذ، فالطفل حسبها، يرى والديه نموذجا يحب أن يقتدي به، موضحة:» إذا رأى الطفل مرافقه يعبر الطريق بتأن محترما قوانين المرور والإشارات فسيقلد هذا السلوك حتى ولو كان لوحده في الشارع».
مضيفة، بأن الأولياء بإمكانهم جعل وقت خروجهم مع أطفالهم ممتعا وتعليميا في الوقت نفسه، كتعليمهم الالتفات يمينا ويسارا قبل قطع الطريق، وقراءة الإشارة الضوئية، فضلا عن تعريفهم على مختلف اللافتات وممر الراجلين.
ونوهت من جانب آخر،عن بعض التصرفات غير المسؤولة والمتهورة التي تبدر من راشدين لا يحترمون قانون المرور ولا يتصرفون بمسؤولية على الطريق، كأن يمسك الشخص البالغ بيد الطفل ويعبر الطريق جريا بالرغم من أن الإشارة الضوئية حمراء والسير ممنوع.
وأفادت الأخصائية، بأن هذا السلوك يعلم الطفل المجازفة بحياته وفي حال كان لوحده في الطريق، فإنه يترجم السلوك وكأنه يعيش مغامرة مع المركبات، فتحول هذا التصرف إلى عادة، ستسبب للصغير المشاكل مستقبلا سواء كان راجلا أو سائقا.
ولرفع الوعي بالسلامة المرورية لدى الطفل، دعت الأخصائية النفسانية، أفراد المجتمع إلى الالتزام بقوانين المرور، والحرص على تجنب ارتكاب الحوادث على الطريقات، والتحلي بسلوكيات سوية تجنب حدوث مشاكل أو التسبب في الخطر لأنفسهم وللآخرين، حتى يكونوا قدوة جيدة للطفل، فضلا عن التركيز على تعريفه بكل ما يتعلق بالأمن أثناء السير في الشارع.
إ.ك