تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي صفحات رسمية مختصة في نشر الثقافة الرقمية، لمختصين في مجال الإعلام الآلي وتطوير البرامج والذكاء الاصطناعي، تقدم محتوى تعليميا رقميا يلقن طرق استخدام التطبيقات والبرمجيات، وتقنيات التصميم الجرافيكي والمونتاج، وتفصّل في كيفية استخدام أحدث أدوات الذكاء الاصطناعي، كتقنيات تسهيل عملية تركيب الصوّر ومزج الصوت، فضلا عن مشاركة متابعيها مواقع وقنوات تعليمية في اختصاصات مختلفة، فهي بمثابة نافذة على العالم الرقمي، تروّج للثقافة الرقمية في ظل الثورة التكنولوجية.

أسماء بوقرن

صناعة المحتوى الرقمي، غذت شغف الراغبين في التحكم الأمثل في تقنيات التكنولوجيا وأدوات الذكاء الاصطناعي، فنجد صفحات كثيرة تحظى بمعدل متابعة قياسي، يفوق المليونين لما تقدمه من محتوى هام وهادف، يتابعه ويتفاعل معه نشطاء من مختلف الأعمار، يرغبون في تكوين ثقافة رقمية في خضم الزخم التكنولوجي والثورة الرقمية، التي أصبحت تتحكم في تسيير ميادين عدة، وتهدد وظائف إنسانية، ما جعل الاهتمام بتعلم أبجدياتها ضرورة، للتحكم الأمثل في أدواتها لتسهيل وتبسيط الأداء الوظيفي، وربح الوقت، وحتى في بعث مشاريع مهنية.         
صفحات بشعارات تحفيزية ولغة مبسّطة
ألجيرين ديفلوبر أو "The Algerian developer" واحدة من بين الصفحات التي تقدم معلومات ذات قيمة علمية وتحولت إلى مرجع لاكتساب ثقافة رقمية، تسهل إلى حد بعيد استخدام التكنولوجيات الحديثة وتعرف بمختلف الأدوات الرقمية وكيفية توظيفها بما يعود بالفائدة على الفرد، من خلال منشورات وفيديوهات مفصلة تشرح بدقة كيفية الاستخدام، وتهتم بالتعريف بالتقنيات الحديثة وتبسيطها، عن طريق منشورات وفيديوهات، فضلا عن تصحيح الأخطاء الشائعة في عوالم الإلكترونيك، حيث تخصص الصفحة مساحة واسعة لصحيح المفاهيم الخاطئة، مثل مشكل تطوير قاعدة برامج " nodejs" لتحضير واجهة أنظمة الكومبيوتر " backend "، فـ" nodejs " هو عبارة عن  runtime أي مدة عرض وتنفيذ برامج الكومبيوتر المكتوبة بلغة برمجة  معينة، يسمح باستخدام الشيفرة خارج المتصفح، وفصل صاحب المنشور في شرح كيفية الاستخدام، ورد من خلال التعليقات على استفسارات المتابعين، ناهيك عن تعليم أمور تقنية أخرى، خاصة المستخدمة بكثرة، كطرق تحليل ملف " بي دي أف"، واستخراج المعلومات المهمة التي يحتاجها المستخدم و حتى تلخيصه في لحظات، حيث يتيح أفضل الخدمات التي تدعم اللغة العربية.  وتعد هذه التوجيهات من بين المواضيع التي تلقى تفاعلا        واهتماما كبيرين، إلى جانب تصميم وإنشاء مواقع إلكترونية وكيفية إرسال الملفات الضخمة في ظرف وجيز.
تقديم محتوى رقمي متخصص
تتيح الصفحة كذلك خدمات أخرى، تفيد المتصفح، كتقديم المصادر المهمة والمفيدة الخاصة بالبرمجة، على غرار " Traversy Media" ، " Freecodecamp " " Codezilla" " Elzero web schoo "، فضلا عن تقديم صفحات رقمية متخصصة، تسهل عملية التعلم وتبسط اختصاص الأنظمة والبرامج الإلكترونية التي تفيده في مجالات معينة.
تقترح الصفحة أيضا، باقة صفحات متخصصة تهتم بالتاريخ وعلم الفلك واللغة العربية والكتب والعلوم والثقافة والتعليق الصوتي، وهي من الصفحات الناشطة، حيث تساهم في التعريف بالبرمجيات والتطبيقات المساعدة على ولوج عالم التعليق وتحسين جودة الصوت.  و تحظى صفحات أخرى بالمتابعة وتعد اليوم، مرجعا في عالم التعلم الرقمي و تسهيل مناحي الحياة، وحيل ربح الوقت والاستفادة من الخدمات المجانية غير معروفة، و من بين ما يقدمه صناع المحتوى الرقمي، كل ما يتعلق بكيفية استخدام الموزع الآلي وكيف يمكن سحب المبلغ المطلوب في أول استخدام بالنسبة للأشخاص في وضع طارئ،  إلى جانب عرض تجارب في عالم المونتاج باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي باعتماد برنامج Adobe Premiere Pro، مما سيسهل العمل و يقلص الوقت.
«التقنية بأعين جزائرية»

صفحة "1001 night Tech"، هي أيضا من بين الأشهر في الجزائر، وقد  توجت بجائزة أفضل منصة على مواقع التواصل الاجتماعي، شعارها "التقنية بأعين جزائرية"، تبرز مدى تحكم الكفاءات الجزائرية في التقنيات الرقمية ومدى إطلاعها على أحدث التكنولوجيات، كما تقدم أبرز الابتكارات والتطبيقات الحديثة في شتى المجالات، تحظى بأكثر من مليون و200 ألف متابع، وهي من الصفحات التي يشترك في تسييرها عدد من المختصين في مجال الميديا. توجد كذلك، حسابات خاصة لصانعي محتوى رقمي، لكل من أيمن بودراع، الذي يقدم فيديوهات تطبيقية بالصوت والصورة تفصل في كيفية استعمال التقنية، وهو محتوى مشابه تقريبا لما يقدمه، الشاب عبد المالك مسعودي الناشط على أنستغرام.
* لقمان صحراوي صاحب صفحة "locopic" للنصر
أهتم بتلقين التكنولوجيا وزيادة الوعي باستخداماتها

يقول لقمان صحراوي، مختص في هندسة البرمجيات وصاحب صفحة "locopic"، إنه من المهم توفير محتوى هادف في ظل الزخم التكنولوجي والتطور المتسارع في عالم الملتيميديا موضحا، بأنه يهدف من خلال صفحته، إلى تمكين الأفراد من اكتساب المهارات اللازمة للتفاعل مع التكنولوجيا الحديثة والاستفادة القصوى منها، لرفع مستوى الوعي التقني و تسهيل الاستفادة من الأدوات الرقمية بشكل أفضل.
درس الشاب هندسة البرمجيات بجامعة البليدة، ويعمل كمطور واجهات أمامية للمواقع، وقد أخبرنا أن فكرة صناعة المحتوى كانت دائما تجول بباله لرغبته في مشاركة معلومات تتعلق أولا بالجانب التاريخي للتطبيقات وشركات التكنولوجيا التي نستخدمها يوميا ونجهل قصتها، وذلك بطريقة بسيطة لتعم الفائدة على الجميع، و لدعم المحتوى الهادف، ولذلك قرر تصوير فيديوهات توجيهية مع التركيز على الإلقاء الجيد.
وبين بأن الأهمية تتمثل في تمكين الأفراد من اكتساب المهارات اللازمة للتفاعل مع التكنولوجيا الحديثة والاستفادة القصوى منها، بما يساهم في رفع مستوى الوعي التقني لأفراد المجتمع وتمكينهم من الاستفادة من الأدوات الرقمية بشكل أفضل.وقال، إن متابعيه من فئة عمرية تتراوح بين 18 إلى 54 سنة مؤكدا أن الشباب هم الأكثر إقبالا على هذا المحتوى لتطوير مهاراتهم في مجال التكنولوجيا، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يبحثون عن تطبيقات وحلول تقنية تساعدهم في حياتهم اليومية.وأوضح، أن الإنسان ابن بيئته والذكاء الاصطناعي سيشكل عماد المستقبل ولذلك وجب علينا أن نتعلم استخدامه، وأن نتحكم ولو نسبيا في التكنولوجيا، شريطة تنظيم الوقت ومعرفة ما نحتاجه منها لتفادي أضرارها و الاستفادة من التسهيلات التي يتيحها الذكاء الاصطناعي، مضيفا أن الفرد يمكنه كذلك توظيف الذكاء الاصطناعي لتسهيل مهامه تماما كالشركات.
وحسب محدثنا، فإن الجهل بالتقنيات الرقمية يعني ببساطة أنك تقف على هامش التطور التكنولوجي، وتترك نفسك معرضًا للتخلف مع فقدان الفرص، في عصر يتسارع فيه تطور التقنية، ويمكن أن يؤدي تجاهل الأمر إلى فقدان الاتصال بالعالم من حولك والابتعاد عن فرص النمو والتطور الشخصي والمهني، لذلك فإن تعلم استخدام التقنيات الرقمية أمر لا بد منه للبقاء على اتصال مع العالم المتغير والمساهمة فيه بشكل فعال.      
أ ب

الرجوع إلى الأعلى