أعلنت سلطات ولاية قالمة، عن مشروع هام لدعم قدرات التموين بالحوض السكاني الشمالي الشرقي، الذي يعرف نقصا كبيرا في مياه الشرب ولم تعد الموارد المتاحة قادرة على تلبية الطلب المتزايد من سنة لأخرى.
وفي هذا الإطار، سيتم ربط 8 بلديات بمحطة لتحلية مياه البحر يجري إنجازها بالساحل الشمالي الغربي لولاية الطارف المجاورة، حيث يتوقع انطلاق العمل بالمشروع قريبا لإنهاء المعاناة برواق العطش الذي يعيش سكانه ندرة في المياه العذبة تحت تأثير الجفاف و ملوحة المصادر الجوفية بالمنطقة.
البلديات المعنية بالمشروع هي مجاز الصفاء، بوشقوف، وادي فراغة، عين بن بيضاء، نشماية، قلعة بوصبع، الفجوج و بوعاتي محمود التي تعد من البلديات الأكثر تضررا من ندرة مياه الشرب.
و سيتم مد قنوات جر و توزيع  المياه المحلاة على مسافة 130 كلم  انطلاقا من محطة التحلية التي ستمون سكان ولايتي الطارف و عنابة.
و يتكون المشروع من 14 خزانا بسعة 100 ألف متر مكعب و 8 محطات ضخ و شبكة طويلة من أنابيب الجر و التوزيع.
و نظرا للطبيعة الجغرافية التي تميز الحوض السكاني المستهدف فإن نظام الضخ سيكون الحل الوحيد لإيصال مياه البحر المحلاة إلى أقصى تجمع سكاني ببلديتي مجاز الصفاء و بوعاتي محمود، بينما تعد بلدية عين بن بيضاء الأقرب إلى محطة التحلية التي تقرر بناؤها في إطار الجهد الوطني الرامي الى مواجهة الإجهاد المائي الذي تعرفه الجزائر في السنوات الأخيرة.
و ستكون حصة ولاية قالمة من محطة التحلية بالطارف نحو 40 ألف متر مكعب من المياه يوميا، و هي كمية هامة ستحسن من قدرات التوزيع و تلبية الاستهلاك المتزايد من مياه الشرب.
و يتوقع إنهاء المشروع في غضون 12 شهرا، حيث تم اتخاذ كل الإجراءات التقنية و الإدارية حتى لا يواجه المشروع مشاكل ميدانية معيقة.
والمسافة بين عين بن بيضاء، أقرب بلدية بقالمة إلى محطة التحلية، 44 كلم بينما تبعد بوعاتي محمود 74 كلم وستصلها مياه البحر عبر نظام نشماية، قلعة بوصبع و الفجوج التي تبعد 5 كلم عن مدينة قالمة.
وعندما تصل مياه البحر المحلاة إلى البلديات المذكورة سينفرج الوضع أكثر وتوجه الموارد المائية المحلية العذبة إلى باقي البلديات غير المعنية بمشروع محطة التحلية الذي سيخفف من الإجهاد الذي يعرفه سد بوحمدان ومصادر المياه الجوفية المعارضة للتناقص باستمرار، بسبب موجات الجفاف المتعاقبة على المنطقة.
فعالية إنجاز المشروع ستعتمد على قدرات الشركات الحائزة و تحرير مسار القنوات، و تحديد مواقع الخزانات و محطات الضخ، والربط بالطاقة الكهربائية ومولدات الديزل تحسبا للانقطاعات المتوقعة عندما يبدأ نظام الضخ في الاشتغال بعد نحو عام، منهيا أزمة عطش استمرت سنوات طويلة بعدة بلديات شرقي ولاية قالمة التي بدأت تتأثر بالتغيرات المناخية المتسارعة و لم تعد مواردها المائية تكفي للشرب وسقي المحاصيل الزراعية العطشى.                       فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى