* دعوة لانتفاضة من المجتمع الدولي لصالح حقوق الشعب الفلسطيني * ثمن الصمت والتقاعس أمام المأساة الفلسطينية سيكون باهظاأكد رئيس الجمهورية السيد، عبد...
التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
قال الأكاديمي والباحث الجامعي محمد طيبي ، أن تسيير الأزمة في مالي من طرف الجزائر، كان تسييرا منهجيا من الناحية الاستراتيجية وكان حكيما من ناحية التحمل، وأضاف أن فرنسا لا تريد ضمنيا بأن تتحول الجزائر، إلى قوة إقليمية ضابطة للعبة الإستراتيجية في المنطقة.
واعتبر طيبي من جهة أخرى، أنه يمكن أن تكون «داعش» وسيلة في يد قوة عدوة للجزائر وقد تستعملها هنا أو هناك كفقاعات إعلامية لإظهار أن الجزائر دولة غير آمنة، وقال بخصوص الساحة السياسية الداخلية، أن ما نراه الآن من صراع بين المعارضة والموالاة ينقصه المهم وهو الرؤية الاستراتيجية لمستقبل البلد وأجياله، مضيفا في حوار مع النصر، أن الأهم بالنسبة للجزائريين بعيد عن لاعبي كرة القدم وما يهمّ الجزائر موجود في المؤسسات التي ترعى المناعة والسيادة الوطنية.
• محمد طيبي: المفاوضات امتدت زمانيا ثم مكانيا، حيث تابعت الجزائر، تطور مواقف الفرقاء في مالي، وأدركت من حيث قوتها ووزنها في المنطقة أنها يمكن أن تكون تلك القيمة الحيوية التي تضمن الموازين بالرغم من تدخل بعض أصحاب المصالح الجهوية والدولية الذين أرادوا تطوير بؤرة التوتر في مالي، وجلب الأنظار الجزائرية إلى بؤرة توتر إضافية في ليبيا لتشتيت جهودها وقوتها العسكرية. وقد اعتمدت الجزائر على عامل الوقت والصبر، و بخاصة عامل تقاطع المصالح الجهوية بين الجزائريين وبين القوى المالية الشمالية وانطلاقا من ذلك، فإن تسيير الأزمة المالية من طرف الجزائر كان تسييرا منهجيا من الناحية الاستراتيجية وكان حكيما من ناحية التحمل وهذا نتيجة عمل تمرست عليه الجزائر وهي أكثر تأهيلا من حيث المصداقية والرؤية لمستقبل المنطقة لتلعب دورا أخويا وأمنيا في ليبيا.
• المغرب أثبتت الأحداث، أنه أراد أن يجلب إليه فصيلا ليحرك به المفاوضات ويعطلها خدمة لمصالحه الاستراتيجية كما يراها، أما فرنسا فهي من جانب تريد بأي ثمن الحفاظ على النظام المركزي في مالي، وهي تحتاج إلى الجزائر من هذه الناحية وتحتاج إلى توافق، ومن جانب آخر فرنسا لا تريد ضمنيا على الأقل بأن تتحول الجزائر، إلى قوة إقليمية ضابطة للعبة الاستراتيجية في المنطقة، وتريد أن تستعمل الجزائر ضمنيا لأهداف لكنها لا تتقبل أن تدخل كقوة جهوية في الشأن الجهوي وفي النهاية قبلت، لأن بالنسبة إليها بقاء النظام المالي أمر حيوي، كما أن ارتفاع الخسائر والتحكم في الإرهاب الموجود في شمال مالي أيضا، جعلها تقبل بما جرى من مفاوضات.
• ليبيا تحولت إلى مرتع متعدد الرعاة يدخله زارعو الأوهام مثل «داعش» وحفاظ الأطماع مثل القوى الغربية، وبالنسبة للجزائر ليبيا ليست أي بلد فهي امتداد الأخوة وتواصل التاريخ وحصن الأمن، فليبيا بالنسبة للجزائر امتداد لها وفي اعتقادي أن الفرقاء في ليبيا في خضم الصراعات لم يرتبوا جيدا من هم الأصدقاء ومن هم الأعداء فتركتهم الجزائر ليجربوا الأحلاف، بما فيها الأحلاف التي أتت من المشرق والغرب، إلى أن بدأ الخيط الأبيض يظهر من الأسود والآن الليبيون مهددون بنظام «داعش» الدموي ولا مفر لهم سوى أن يمسكوا بالحبل الغليظ والمتين وهو الجزائر.
كما أن مسار تقريب المواقف بين الفرقاء الليبيين نحو تقاطعات ممكنة تجمع القوة الوطنية الليبية، قومية وإسلامية معتدلة، لإنشاء المركزية السياسية الليبية الموحدة وهي الدولة الوطنية الليبية، التي تعد الضامن الأساسي للمصالح الحيوية لليبيين وعندما تتشكل هذه القاعدة حول مبدأ الدولة الوطنية، يمكن للجزائر، أن تسهم من حيث تنظيم الجيش الليبي وشرطته وأمنه، وهذا في حدّ ذاته يمثل بداية للحلّ لتبقى المسائل السياسية تترسخ مع الوقت.
• لقد استبقت الجزائر بضرب هذا التنظيم أمنيا وعسكريا في تونس، أين كسر ظهر «داعش» التي تسعى لاختراق الجزائر من خلال تمكين أرجلها في ليبيا وفي تونس وبالتالي حرب الجزائر مع «داعش» ستكون مع هذه التخوم لأن المناطق الجنوبية الشرقية، محصنة جيدا ولن يتمكن «داعش» إطلاقا القيام بأي عمل استعراضي في الجزائر، ولا يمكن أن يغامر كما في العراق و سوريا لأن الجزائر لديها جيش موحد ومدرّب ومؤهل، لكن داعش يمكنها أن تحدث بعض الإزعاجات الظرفية على مستوى الحدود أو على أساس أفراد ضائعين في تيزي وزو أو البويرة. ويمكن أن تكون «داعش» وسيلة في يد قوة عدوة للجزائر وقد تستعملها هنا أو هناك فقط كفقاعات إعلامية لإظهار أن الجزائر دولة غير آمنة، لأن تسويق صورة الجزائر كدولة غير آمنة يدعم مصالح جهوية، سواء في مجال الاستثمار أو السياحة أو العلاقات الدولية أو الرياضة وغيرها .
•الجزائر والمغرب نظامان مختلفان جوهريا ، المغرب بلد مفتوح لاستثمارات وفق ما تريده هذه الاستثمارات وما تبتغيه الدول التي تدعهما. أما الجزائر فلها استراتيجية اقتصادية أخرى، تتحكم في موازين القوى الاقتصادية الداخلية مع الخارج وإن كلّفها ذلك أشياء، وهذه نتيجة ما يسمى المذهب الاقتصادي الاجتماعي.
أما في المغرب فيوجد منهج ليبيرالي متوحش، فنحن أمام مذهبين اقتصادين مختلفين والسؤال المطروح ماهي إسقاطات هذه الاستثمارات في المغرب على المجتمع المغربي وماهي اسقاطاتها على المجتمع الجزائري، ضف إلى ذلك فإن مسألة الاستثمارات مرتبطة بالجغرافيا السياسية وليس بالعيون السود وفي اعتقادي، فإن العالم بحاجة إلى الجزائر، وهي لا تحتاجه نسبيا، فبمجرد أن تبني نسيجها الاقتصادي الوطني وتؤهله وتجعله تنافسيا في هذه الحالة تتغير المعطيات تماما.
•تقشف الأمم منهج في الواقعية السياسية والاقتصادية و هو ضروري ولا مفر منه ، المسألة هي عدالة الدولة الوطنية في الجزائر، وكيفية توزيع الأعباء والثمار والجزائريون يتقبلون التضحيات العادلة، وعلى الحكومة أن ترى هذا الأمر بجدية وعلينا أن نغير مقاربة الحكامة في هذه البلاد، وأن ندمج القوة التي تنتج القيم المضافة في الاقتصاد، فلم يحدث في تاريخ الأمم، أن أدارت الإدارة اقتصادا والذي يجب أن يسيره الاقتصاديون وليس الإداريون. والسياسة يقوم بها السياسيون والعامة يجب أن تبقى في حدودها وهكذا نبني مجتمعا تراتبيا وهذا ما ينقص النظام الاجتماعي والاقتصادي في بلادنا .
أراه مشهدا فيه كثير من قلّة الجدية، و السياسة ليست عربدة وليست تسلق أو تملق وإنما أفكار تُبنى بها النظم، ويُسير بها الشأن العام، وما نراه الآن من صراع بين المعارضة والموالاة ينقصه المهم وهو الرؤية الاستراتيجية لمستقبل البلد وأجياله. أما هذه التموقعات المضطربة لهؤلاء وأولئك والتدخلات حسب ما اعتقد لأصحاب الحنين، ديكور زائف لأن الأهم بالنسبة للجزائريين بعيد عن لاعبي كرة القدم، وما يهم الجزائر موجود في المؤسسات التي ترعى المناعة الوطنية وتحافظ على السيادة الوطنية فالجزائر دائما نظمت شؤونها بكيفية بعيدة عن الهرج والمرج، و في الواقع يفتقد الفاعلون السياسيون إلى الوزن فهم يحتاجون إلى الوزن الفكري والقيمي ، كما أن السياسة هي مسؤولية وليست غنائم ولا نجومية ومن يريد أن يتنجّم في السياسة سيسقط بسرعة والرأي العام الجزائري يعرف كل واحد على صورته وهو متقدم بكثير على السياسيين في فهمه وصبره وتحمله، والشعب الجزائري يتحمل بعض من الخردة السياسية التي تريد أن تفرض نفسها.
•الفساد موجود ولا ريب ومنتشر بنسبة ما وسببه شبكات الإدارات التي لا تخضع للقانون وتتصرف بالمال العام بصفة غير قابلة للمراقبة، والفساد إذا تسلق في مفاصل الدولة سيدمرها وسيحدث فتنة. ونلاحظ هذه الأيام عملا جديا لمصالح الأمن والقضاء، ونتمنى أن يسير بوتيرة وبواقعية وتدبير صحيح لتفكيك بؤر الفساد، والحل الوحيد لمكافحته هو تدعيم العدالة وإعطائها الحرية الحقيقية والوسائل الضرورية.