غلق مسلك نهج زعطوط ناصر وسط مدينة عنابة: أشغال بناء مركز تجاري تتسبب في تصدع بنايات و انهيار طريق

قامت المصالح التقنية التابعة لمديرية الأشغال العمومية لولاية، عنابة،  أمس، بغلق طريق نهج زعطوط ناصر بقلب وسط المدينة، أين يتواجد تجار الجملة و فندق عقبة بن نافع، بسبب حدوث تشققات و انزلاق للتربة نتيجة لأشغال حفريات مشروع بناء مركز تجاري لأحد الخواص.
و حسب ما عاينته النصر، فقد تم غلق الشارع منذ الصباح الباكر، لمنع مرور الشاحنات ذات الوزن الثقيل و كذا السيارات النفعية التابعة للتجار، حتى لا تتسبب في الانهيار الكلي للمسلك و كذا مضاعفة الأضرار التي لحقت ببناية مجاورة، جراء نزول أشغال الحفر إلى مستوى نحو 14 مترا تحت الأرض.
و استنادا لتصريح السكان و صاحب نزل عقبة بن النافع، فقد شعر المعنيون باهتزاز للبنايات في حدود الساعة السابعة صباحا، مع بدأ أشغال الحفر، ما خلف تشققات كبيرة جدا بالجدران و الأسقف و حتى الأرضيات، منها محل تجاري انشق لنصفين و بدأت الفجوات تتوسع بشكل تدريجي، بالإضافة إلى سقوط كتل إسمنتية، مما زاد مخاوف السكان و خروجهم للشارع مطالبين بحضور السلطات المحلية لحمايتهم و إيجاد حلول سريعة تمنع وقوع كارثة انهيار البنايات، بعد إصابتها بتصدعات كبيرة، ما يتطلب البحث عن مكان بديل للإقامة، إلى غاية إيجاد تسوية مع صاحب المشروع.
و حسب ما وقفت عليه النصر، فقد حظرت المصالح التقنية للبلدية لمعاينة الأضرار و تدوين التغيرات التي وقعت على مستوى الطريق و الأرصفة و البنايات، خاصة و أن الشوارع المحيطة حيوية جدا و حساسة، تقع بها إدارات و هيئات عمومية، منها المحكمة الإدارية، مديرية مصالح الحالة المدنية التابعة للبلدية، مخبر للتشريح الطبي، بنك القرض الشعبي الجزائري و فندق عقبة ابن نافع و محلات تجارية للبيع بالجملة، حيث دخل السكان المتضررون في ملاسنات مع المصالح التقنية و حملوها مسؤولية ما يقع، من جهتها قامت المصالح المعنية بوقف عمل الآليات، حتى لا تتسبب في أضرار إضافية.
و ولجت النصر إلى داخل الورشة للتقرب من المسؤولين عنها، إلا أننا لم نجد أحدا سوى بعض العمال الأجانب، للاستفسار عن الإجراءات المتخذة لحماية البنايات المجاورة و حسب المعاينة الميدانية، فقد اتضح قيام صاحب المشروع بإنجاز حزام إسمنتي بعمق نحو متر واحد، لمنع انهيار التربة، مع تواصل الحفر لأزيد من 10 أمتار و تسجيل صعود مياه جوفية غزيرة، يقوم العمال برفعها بالمضخات، مع تكدس للأتربة و وجود طبقات ذات طبيعة صخرية يصعب تفتتيها و هي السبب الرئيسي في اللجوء لاستخدام آليات ثقيلة و وقوع تشققات في البنايات المجاورة.
و حسب تصريح سكان للنصر، فإنه و مع انطلاق الأشغال شهر جوان 2020، بدأت تظهر تشققات خفيفة لتطور مع مرور الوقت و تصل الى حد الانهيارات.
من جهتها المصالح التقنية للبلدية، كشفت للنصر أن صاحب المشروع يحوز على رخصة بناء لإنجاز مركز تجاري، يحتوي على طابقين أرضيين، يستغلان كموقف للسيارات، غير أن أشغال الحفر تواجه صعوبات تقنية، ما استدعى في البداية وقفها لمدة شهر بقرار من العدالة، مع التكفل ببعض العائلات و كراء سكنات لها، إلى غاية انتهاء الأشغال الأرضية، فيما تجري متابعة التطورات و تبليغ السلطات المعنية.          حسين دريدح