أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
ينفرد مسجد سيدي عبد الرحمن القروي وعمر الوزاني ، المعروف بمسجد رحبة الجمال الكائن بوسط مدينة قسنطينة، وهو في الأصل زاوية تحمل اسم سيدي عبد الرحمن، بتشبثه بإحياء ليالي رمضان على الطريقة القسنطينية القديمة التي يتخللها ذكر ودعاء و تسبيح على وقع الطبوع المحلية الأندلسية ما أضفى على المدينة العتيقة أجواء روحانية صوفية امتزج فيها الحاضر بعبق تاريخ الزوايا و المساجد.
هذه الأجواء أخرجت كبار السن من سكان وسط المدينة، من زوايا العزلة و النسيان، فاستعادوا فيها ذكريات الزمن الجميل، بالتسبيح و الدعاء و الذكر الذي غمر الحنايا و الأزقة، ما جعل شبابا كثر يقبلون على الصلاة و قد غمرتهم روح الحماس و الأجواء الاحتفالية التي يقيمون فيها الليل.
وبهذا الصدد يتأسف الشيخ عطوي عادل رافع ، إمام المسجد لتخلي المدينة عن الكثير مما يميزها، عكس مدن جزائرية كثيرة لا تزال تحافظ على تميزها في المناسبات الدينية وعلى رأسها طريقتها الخاصة في صلاة التراويح على غرار العاصمة و وهران وتلمسان و زوايا الصحراء الشاسعة، معتبرا ما حدث بقسنطينة نوعا من الاستسلام لموجات وافدة لا علاقة لها بالمذهب المالكي السائد في الجزائر والشمال الإفريقي وبتقاليد علماء المدينة الذين حافظوا على شخصيتها و هويتها، عبر مئات السنين منذ أن وطأ الإسلام البلاد مع أوائل الفاتحين.
و تقوم طريقة إحياء صلاة التراويح على الطريقة القديمة على التسبيح بعد الأربعة ركعات الأولى والترديد " سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم" ثلاث مرات بنغم محلي أصيل ، على طريقة مشايخ قسنطينة من أمثال الشيخ مرزوق مفتي الديار القسنطينية، الشيخ محمد الشريف بلوزان مفتي و صاحب حكمة في تفسير المنام ، والشيخ بن زقوطة وحمدان لونيسي ، والشيخ الحاسن بلعمري، إمام مسجد الشنتلي، صاحب الطريقة المميزة في الآذان وقراءة القرآن، والذي كان صوته يوقف المارة ويجعل الكثيرين ينتظرونه ليسمعوا بصوته كل طبوع المدينة ، من خلال الآذان ، و قد خلفه تلميذه الشيخ ليتيم الذي يعيش خارج الجزائر.
و أضاف محدثنا "بعد الأربع ركعات الباقية نعيد نفس التسبيح إماما و مأمومين جماعيا ، و نصلى الشفع والوتر جماعة، ونختم بالدعاء للأمة والمؤمنين المرضى منهم و الأصحاء ، الأحياء منهم و الأموات و ندعو لشيوخنا بالرحمة و للحاضر منا والغائب وكل أصحاب الحاجات عسى أن يكون بيننا مستجاب دعاء، و نتفرق في رعاية الله وحفظه وقد شحنا أنفسنا بطاقة الإيمان".
و يتأسف الشيخ على حصر إحياء ليالي رمضان على الطريقة القسنطينية القديمة في مسجد واحد هو مسجد رحبة الجمال ، ويأمل أن تعود يوما إلى الزوايا و تتشبث بها المدينة ، على غرار كل المدن العربية التي لها تقاليدها وطبوعها في القراءة والتسبيح والدعاء ، بما يميزها عن غيرها من البلدان في القاهرة ودمشق وبغداد.
وتجدر الإشارة إلى أن مسجد سيدي عبد الرحمن القروي، الكائن في مدخل المدينة القديمة ، في نهج الإخوة حصان ، وسط رحبة الجمال من أقدم معالم قسنطينة ، و لا يعرف له تاريخ بناء ، فقد وجدت جمعية البحث عن الآثار بقسنطينة وعمالتها ، في سنة 1908 م الموافق ل1327 هجري كتابة عربية فوق بابه هذا نصها " الحمد لله جدد بنيان هذا المسجد المبارك سنة 1161 هجري ، الموافق ل1738 ميلادي ، الواثق برب السماوات، علي بن حميدو بن بركات ، تقبل الله منه ". وتم تجديده مرة ثانية بعد الاستقلال من طرف المحسنين و ذلك سنة 1968 أين أخذ شكله الحالي. وكان قبل ذلك عبارة عن بناية بسيطة تتربع على مساحة تقدر ب200م، وقلصت إلى 110م ، وأصبح يتكون من طابق أرضي ، وطابق أول و آخر علوي.و قد كان مدرسة قرآنية ، آخر معلميها الشيخ الزواوي ، يحفظ فيه أبناء وسط المدينة كتاب الله خلال العطلة الصيفة. مسجد سيدي عبد الرحمن القروي ، يضم إلى جانب ضريح مؤسسه، ، ضريح الشيخ عمر الوزاني ، الذي نقلت سلطات الاستعمار رفاته إليه، بعد أن هدمت مسجده وبنت على أرضه المسرح الجهوي، أو دار الأوبرا سابقا ، و كان ضريح الشيخ الوزاني يوجد على يسار المحراب و ضريح سيدي عبد الرحمن القروي على يمينه، لكن لم يعد للقبرين أثر خلال زيارتنا للمسجد مؤخرا ، ولا لشاهديهما ، فأخذ بذلك اسم مسجد سيدي عبد الرحمن القروي وعمر الوزاني، وهو مصنف لدى إدارة الشؤون الدينية كزاوية.
ص/ رضوان