* دعوة لانتفاضة من المجتمع الدولي لصالح حقوق الشعب الفلسطيني * ثمن الصمت والتقاعس أمام المأساة الفلسطينية سيكون باهظاأكد رئيس الجمهورية السيد، عبد...
التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
يطالب مواطنون بإضفاء المزيد من الشفافية على عمليات «الصولد» و يشككون في ما يقال عنه تخفيضات معتبرة، متحدثين عن تعرضهم للتحايل من طرف فئة من التجار تستخدم المناسبة للتخلص من مخزون السلع المكدسة بأسعار مخالفة لمبدأ «الصولد»، ما جعلهم يطالبون بوضع بنود أكثر وضوحا وفرض رقابة صارمة، للتخلص من الغش، فيما لجأ مسيرو المساحات الكبرى إلى إجراءات حراسة ورقابة استثنائية لتفادي السرقات وتسريب أوراق نقدية مزورة في خضم التدفق البشري الكبير الذي تُعرف به المراكز التجارية بالعاصمة في مثل هذه الفترة من كل سنة.
روبورتـــاج: نورالدين عراب
يتحوّل الفضاء التجاري بباب الزوار بالجزائر العاصمة، إلى قبلة للمواطنين من مختلف جهات الوطن، خاصة مدن العاصمة و الولايات المجاورة، حيث أن الوصول إلى هذا المركز في نهاية الأسبوع، يتطلب الانتظار لما يقارب نصف ساعة، بسبب ازدحام حركة السير التي تبدأ من مدخل الطريق المزدوج المؤدي إلى المطار.
و أثناء الوصول ينتظر الزائر لحظات لركن سيارته في الحظائر المتواجدة بالفضاء التجاري و محيطه، والتي لم تعد كافية لركن جميع السيارات أمام الإقبال الكبير للزوار، وبالرغم من تجنيد إدارة المركز التجاري لعشرات أعوان الأمن ومساعدة الشرطة في محيط المركز و الطرقات المحاذية، إلا أن الفوضى كانت غالبة، والدخول إلى الفضاء التجاري يستغرق من الزائر وقتا طويلا.
أول ما يشد انتباه الزائر أثناء دخوله إلى الفضاء التجاري بباب الزوار، العدد الكبير من اللوحات الاشهارية والملصقات التي تتحدث عن البيع بالتخفيض الذي يصل إلى 50 بالمئة، فكل زاوية و كل رواق و محل لا يخلو من هذه الملصقات التي تكتب بألوان بارزة يطغى عليها الأحمر، وبأحجام كبيرة و أشكال مختلفة لتثير انتباه الزائر.
وبالرغم من توفير إدارة المركز لسلالم كهربائية ومصاعد هوائية للزبائن، للصعود إلى الطابقين العلويين، إلا أنها لم تكن كافية و شهدت هي الأخرى ازدحاما كبيرا، ونفس الأجواء شهدتها أكشاك الدفع التي يصل عددها إلى 20مركزا، إلا أنها تشهد طوابير طويلة، وينتظر الزبون لما يقارب 10 دقائق لدفع مستحقات سلعته، ثم الخروج.
أجنحة الملابس تستقطب أكبر نسبة من الزبائن
شهدت أجنحة الألبسة بالطابقين الأول والثاني بالفضاء التجاري بباب الزوار، إقبالا كبيرا للزبائن، مقارنة بالطابق السفلي المخصص لمختلف المواد السريعة الاستهلاك، حيث أن الحركة وسط هذه الأجنحة المخصصة للألبسة، خاصة المستوردة تتم ببطء، نظرا للتهافت الكبير للمواطنين عليها، خاصة أروقة ألبسة النساء، التي تأتي في المرتبة الأولى من حيث الإقبال ، ثم تأتي في المرتبة الثانية ألبسة الأطفال و الألبسة الرجالية، ثم الأحذية.
ومن يتابع التهافت الكبير على هذه الأجنحة، قد يتصور بأنها تباع بأسعار رمزية، أو ذات نوعية مفقودة، و يلاحظ بأن الإقبال أكبر على الألبسة الشتوية وبدرجة أقل الألبسة الصيفية لجميع الفئات.
وبالطابق الأرضي لاحظنا التفاف أعداد كبيرة من الزوار حول الأواني المنزلية التي مستها هي الأخرى عملية التخفيض، لكن الإقبال عليها كان بدرجة أقل مقارنة مع أجنحة الألبسة، حيث لم تكن السلالم الكهربائية و المصاعد كافية لنقل الزوار إلى الطوابق العليا.
و لم تستثن إدارة المركز التجاري بباب الزوار، من عمليات البيع بالتخفيض المواد السريعة الاستهلاك، بما فيها بعض المواد الغذائية، الحبوب الجافة، الطماطم المصبرة، الأجبان بمختلف أنواعها، مواد التنظيف، حفاظات وألعاب الأطفال وغيرها، في حين كانت التخفيضات التي مستها ضئيلة ، قد لا تتعدى دينارين، ومن صيغ التخفيضات التي طبقت بمركز باب الزوار اقتناء نوعين من سلعة واحدة ليسلم الثالث مجانا للزبون، وشملت هذه الطريقة بعض الألبسة، لكنها ذات نوعية رديئة، وفي نفس الإطار شملت عملية البيع بالتخفيض تجهيزات العرائس المختلفة، التي شهدت إقبالا محدودا من طرف النساء.
أكثر من 30 ألف زائر يوميا
تشير الإحصائيات التي قدمها أحد مسؤولي القسم التجاري للنصر، بأن عدد زوار الفضاء التجاري بباب الزوار، يصل إلى 30 ألف زائر يوميا في عطل نهاية الأسبوع، منذ انطلاق عملية البيع بالتخفيض في 18 جانفي الجاري، والتي تتواصل إلى غاية 28 فيفري القادم، مشيرا إلى أن معدل الزوار اليومي خارج إطار البيع بالتخفيض، يتراوح ما بين 05 إلى 10آلاف زائر، لكن مع إطلاق هذه العملية، تضاعف عدد الزوار ، لاستغلال الفرصة لاقتناء السلع المختلفة بأسعار منخفضة.
لاحظنا من جهة أخرى بأن الإقبال على المركز التجاري « آرديس» أقل مقارنة بمركز باب الزوار، حيث لم يشهد ازدحاما ، و حظائر السيارات لم تكن مكتظة بالمركبات، كما أن أكشاك الدفع لم تكن جلها مفتوحة أمام الزبائن، وذلك لقلة الإقبال.
لكن نفس المظاهر التي عرفها المركز التجاري بباب الزوار كانت موجودة بمركز « آرديس»، فأول ما يصادف الزائر، تلك الملصقات واللوحات الإشهارية ذات الألوان البارزة للترويج لعملية البيع بالتخفيض، حيث تنتشر هذه الملصقات في كل أركان المركز وأروقته، و الملفت بالنسبة للمركز التجاري « آرديس» هو أن التخفيضات تتراوح بين 10 إلى 70بالمئة، في حين بمركز باب الزوار تراوح بين 10 و50 بالمئة.
وذكر في هذا الإطار مسؤول قسم التسويق، بأن إقبال الزبائن بعد إطلاق عمليات التخفيض، ارتفع بحوالي 30بالمئة، حيث وصل إلى 10 آلاف زائر يوميا في عطل نهاية الأسبوع، وأشار إلى أن عملية التخفيض شملت بدرجة أكبر الألبسة، وبعض المنتجات الأخرى ذات الصنع الجزائري ، في حين أن أغلب المنتجات المستوردة، باستثناء الألبسة والأحذية، لم تشملها عملية البيع بالتخفيض، وذلك بسبب قلتها ، نتيجة الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها وزارة التجارة لحماية الاقتصاد الوطني، من خلال منع استيراد عدد كبير من المنتجات.
و لاحظنا أيضا أن الإقبال كان كبيرا على جناح الألبسة ، ثم الأواني لتأتي بعدها المواد الأخرى المختلفة. وتجدر الإشارة إلى أن تزايد الإقبال على المركز التجاري بباب الزوار، مقارنة بمركز « آرديس « خلال فترة البيع بالتخفيض، يعود إلى الكمية الكبيرة من الألبسة المعروضة بالمركز الأول، حيث يتوفر مركز باب الزوار على طابقين كاملين مخصصين للألبسة المختلفة، في حين أن مركز « آرديس» يتوفر على جناح واحد بالطابق الأرضي.
المنتجات الكهرومنزلية ومواد التجميل غير معنية
ما يمكن ملاحظته أيضا خلال عمليات البيع بالتخفيض بالفضاءات التجارية الكبرى، أن المنتجات الكهرومنزلية المتمثلة في أجهزة التلفزيون بمختلف علاماتها، أجهزة الاستقبال، و تجهيزات الطهي المختلفة، لم تمسها عمليات البيع بالتخفيض، حيث بقيت الأجنحة المخصصة لهذه المنتجات بكل من مركز باب الزوار و» آرديس»، شبه فارغة من الزبائن، كما لم تشملها حملة الملصقات الخاصة بالبيع بالتخفيض.
و يبرر التجار كون هذه التجهيزات لم تمسها عملية التخفيض لأن أسعار بعض المنتجات ارتفعت مع حلول السنة الجديدة بنسبة تصل إلى 05 بالمئة، كما أن هذه المنتجات ثابتة، ولا تتعرض للتلف أو التغير بمرور الوقت، حتى ولو تجاوز تواجدها بالمحل فترة ثلاثة أشهر التي يحددها القانون للتجار، لعرض السلع للبيع بالتخفيض، عكس باقي المعروضات، كالألبسة مثلا، التي يحتاج التاجر لتغييرها و تجديدها باستمرار، وفق فصول السنة الأربعة، لهذا قصد التخلص من سلع معينة ببيعها بالتخفيض ومن ثمة استبدالها بسلع أخرى تتناسب مع الفصل.
مستحضرات التجميل هي الأخرى لم تشملها عملية البيع بالتخفيض، باستثناء بعض العطور المصنعة محليا، والتي يتم وضعها في زوايا معينة، بعيدا عن أجنحة مواد التجميل، ويبرر التجار استثناء مواد التجميل من هذه العملية، بالإجراءات المتخذة من طرف وزارة التجارة القاضية بمنع استيراد بعض المنتجات لحماية الاقتصاد الوطني.
زبائن ينتقدون التخفيضات
بالرغم من التهافت الكبير على الفضاءات التجارية الكبرى من طرف المواطنين، بعد إطلاق عملية البيع بالتخفيض، لكن العديد من الزبائن الذين تحدثنا إليهم بالمركز التجاري بباب الزوار أو « آرديس»، انتقدوا العملية وطالبوا بشفافية أكثر و تنظيم أفضل .
ولعل ما أثار انتباه الزبائن مع حملة البيع بالتخفيض بالمركز التجاري بباب الزوار، هو عدم وضع السعر القديم للسلع المختلفة التي شملتها العملية، ففي مدخل كل رواق، توضع لافتة مكتوب عليها « تخفيض « باللغة الفرنسية في أغلب الأحيان، مع سعرها الجديد بلون أحمر و حجم كبير، في حين أن الزبون يجهل سعرها القديم، لكي يتسنى له المقارنة بين السعرين القديم و الجديد، وفي نفس الوقت، فإن الأسعار كانت تثبت بطريقة فوضوية، ففي مدخل الرواق توضع إشارة» تخفيض» مع سعر معين، في حين توجد عدة مواد، وبذلك يجهل الزبون السلعة المعنية بالتخفيض بدقة وسعرها الحقيقي.
وفي هذا السياق قال محمد ب، بأن عملية «الصولد» ما هي إلا نوع من الاحتيال يمارسه التجار على الزبائن، و أكد بأنه تجول بأغلب أروقة المركز التجاري بباب الزوار، لكنه لم يقتن أي سلعة، باستثناء بعض المواد البسيطة، مضيفا بأنه تفاجأ بأسعار بعض السلع كالألبسة و الأحذية القريبة بعد عملية التخفيض، مع الأسعار المتداولة في المحلات الأخرى، التي لم تلجأ للبيع بالتخفيض، ويرى بأن البيع بالتخفيض، حتى وإن طبق فعلا من طرف التجار، إلا أنه لم يتم إلا بعد رفع أسعار هذه المنتجات بشكل خيالي، و بعد تطبيق « الصولد» يجد التاجر نفسه يسوق سلعته بنفس السعر، ودعا محدثنا مصالح وزارة التجارة إلى مراقبة الأسعار قبل أسابيع من بداية البيع بالتخفيض، والتدقيق في التخفيضات المطبقة قائلا «البيع بالتخفيض ما هو إلا مجرد «أكذوبة» فقط.
و قالت من جهتها السيدة مريم. ح بأنها قصدت المركز التجاري بباب الزوار مع إطلاق فترة البيع بالتخفيض، لاقتناء بعض الحاجيات بأسعار منخفضة، لكنها تأكدت بأن العملية تحتاج إلى شفافية أكثر، خاصة في ما يتعلق بإشهار الأسعار القديمة، حيث أن كل أجنحة المركز التجاري تغزوها الملصقات والإعلانات الخاصة بالبيع بالتخفيض، والأسعار الجديدة ، في حين الزبون، حسبها، يجهل السعر القديم، وذكرت بأن العملية تتم في فوضى و تحتاج إلى تنظيم، وبالرغم من ذلك، فهي فضلت اقتناء بعض المواد، خاصة الألبسة، على أمل أن تكون قد اقتنها بأسعار منخفضة، لكنها ليست متأكدة من ذلك، كما أخبرتنا.
و يشاطرها الرأي أغلب الزبائن مطالبين وزارة التجارة بتنظيم العملية وإعطائها شفافية أكثر، حتى يستفيد المواطن من تخفيضات فعلية، ولا يكون ضحية للتجار.
من جانب آخر في المركز التجاري « آرديس» كانت عملية التنظيم وإشهار الأسعار القديمة أفضل من مركز باب الزوار، بحيث في كل رواق يتم وضع السعر القديم في أعلى اللافتة والسعر الجديد في أسفلها على كل المنتجات التي شملتها عملية البيع بالتخفيض، وهو ما استحسنه الزبائن، في حين شكك بعضهم في مصداقية الأسعار القديمة التي يبدو بأنها مرتفعة، مقارنة مع تلك المتواجدة في المحلات الأخرى التي لم تعمل بالبيع بالتخفيض.
إجراءات أمنية مشدّدة لمواجهة اللصوصية
يشهد الفضاء التجاري بباب الزوار إجراءات أمينة مشددة ، مع انطلاق عملية البيع بالتخفيض ، وذلك تحسبا للتوافد الكبير للمواطنين، ويستغل في الكثير من الأحيان اللصوص الازدحام والتدافع للسرقة، وذلك إما بسرقة أغراض الزبائن أو منتجات المركز التجاري، و لم تكف كاميرات المراقبة من متابعة حركة الوافدين، بل جندت إدارة المركز العشرات من أعوان الأمن الذين انتشروا في كل الأروقة والمداخل والمخارج، لمراقبة الوافدين والتصدي لعمليات السرقة التي قد تحدث. و أشار في هذا الإطار مسؤول فوج أمني بالمركز التجاري بباب الزوار، بأنه لم يتم التبليغ خلال الأيام الماضية عن حالات سرقة، وذلك نتيجة الإجراءات المشددة، وكذا تواجد مصالح الأمن بمحيط المركز التجاري.
نفس الإجراءات تقريبا يشهدها الفضاء التجاري « آرديس»، لكنها بدت أقل حدة، وذلك للتباين في أعداد الزوار، في حين ما يميز مركز « آرديس» تزويد أعوان التحصيل بجهاز سكانير صغير الحجم للكشف عن الأوراق النقدية المزورة، فقبل أن يضع العون المبلغ في الصندوق، يمرره عبر الجهاز للتأكد من كونه غير مزوّر .
ن. ع