الأربعاء 12 مارس 2025 الموافق لـ 12 رمضان 1446
Accueil Top Pub

بن جامين ستورا يؤكد وجود تضييق على الباحثين في فرنسا ويصرح: الجرائـم التي تحـدث عنـها جـون ميشـال أبـاتي حقائـق تاريخيـة


قال المؤرخ بن جامين ستورا إن الصحافي جون ميشال أباتي الذي صرح بأن الجرائم الفرنسية في الجزائر ألهمت النازيين، قد رفع الستار عن حقائق تاريخية، مسجلا أن عنف الغزو الاستعماري لطالما مرّ تحت الصّمت وأن جون ميشال أباتي صاحب استحقاق رفع الستار عن حقيقة تاريخية مجهولة لدى الجمهور الواسع.
و أشار المؤرخ المختص في تاريخ الجزائر في حوار لجريدة «ليبيراسيون» الفرنسية إلى أن إبعاد الصحفي من إذاعة «أر تي ال»، محاولة جديدة لتضييق حقل النقد التاريخي، حيث إن الصحافي تحدث عن حقيقة تاريخية، الأمر الذي أثار موجة من السبّ والشتم تجاهه، ما يعكس بوضوح، كما يقول، الخطر الذي يواجهه الباحثون المشتغلون على مواضيع الكولونيالية والعبودية.
هذه الوضعية تبرز المخاطر الحالية التي تجعل العمل على كشف الحقائق مستحيلا، ومكمن الخطر كما يوضح في وجود ضغط لعدم كشف حقائق تاريخية ، مؤكدا أن حريّة البحث أصبحت مهددة.
وفي تحليله لأسباب تلكؤ فرنسا في الاعتراف بماضيها الاستعماري، قال إن الحملة الاستعمارية الفرنسية جرى تبريرها بالمهمة الحضارية، ولذلك تم استخدام القوة لتحقيق الأهداف التي اعتبرت «أهدافا نبيلة»، وهو السبب ذاته لعدم وجود مشاعر ذنب، مشيرا إلى أن السينما الفرنسية تجاهلت الغزو الدموي للجزائر، عكس السينما الأمريكية، ما تسبب في محو ذاكرة الفرنسيين.
كما أكد بأن العمل التاريخي الذي يتناول الممارسات الاستعمارية توقف بعد الاستقلال، حيث فضلت فرنسا غلق القوس بمجرد تفكيك الامبراطورية الاستعمارية، ولم تسجل عودة الذاكرة إلا في سنوات 2000 مع فتح الأرشيف.
وفي سرده للجرائم الجماعية التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في الجزائر، ذكر مجزرة الدهرة سنة 1845 حيث تم قتل مئات الأطفال والنساء في مغارة خنقا بالدخان، وكذا المجزرة التي وقعت في حق المدنيين لدى غزو قسنطينة سنة 1837 ومجزرة الأغواط سنة 1852 التي خلفت 2500 قتيل، فضلا عن القمع الدموي لانتفاضة سكان بمنطقة القبائل سنة 1871 حيث تم تجريدهم من 500 ألف هكتار من الأراضي وطردهم وسقط في العدوان آلاف السكان، ويقر ستورا بأن ذلك يشكل «حرب إبادة كولونيالية».
ويعترف بالمناسبة بأن اعتراف الرئيس الفرنسي باقتراف بعض الجرائم، كقتل موريس أودان والعربي بن مهيدي خطوة غير كافية ، وأن على فرنسا أن تذهب أبعد من ذلك.
وعن سؤال حول إمكانية القيام بعمل ذاكرة مشترك بين الجزائر وفرنسا رغم الأزمة الدبلوماسية الحالية، قال بأن ذلك غير ممكن في الوقت الراهن، وأن اللجنة المشتركة التي اجتمعت خمس مرات بين 2023 و2024 لم تعد تشتغل.
وحتى و إن لم يشر ستورا صراحة إلى الجهات التي تمنع إبراز «الحقائق التاريخية»، فإن قضية الصحافي جون ميشال أباتي الذي استبعد بسبب تطرقه لمجازر ارتكبتها فرنسا الاستعمارية في الجزائر والتي قال إنها سبقت الممارسات النازية في فرنسا، وأن فرنسا هي التي ألهمت النازيين، تكشف بوضوح هيجان الطبقتين السياسية والإعلامية في فرنسا، واضطر الصحافي للانسحاب من الإذاعة التي أعلنت استبعاده مؤقتا حيث أوضح في منشور على صفحته بمنصة «إكس» أن عودته إلى العمل تعني إقرارا بالخطأ، وهو ما يرفضه، مشيرا إلى أن اهتمامه بالتاريخ الاستعماري للجزائر، نابع من عمل أكاديمي جعله يقف على حجم الظلم الذي تعرض له الجزائريون طيلة 132 سنة من مجازر وتمييز وسلب للأراضي وحرمان من الحقوق الأساسية.
للتتذكير فقد بدأت العاصفة التي استهدفت أباتي، حين تحدث عن إحياء واقعة «أورادو سير غلان» التي استهدف فيها الجيش الألماني سكان المنطقة، و إغفال المجازر التي حدثت في الجزائر، فحذرته متدخلة من تشبيه ما قام به الجيش الفرنسي بالممارسة النازية، فرد بأن الفرنسيين سبقوا النازيين في هذه الممارسات.
وبقدر ما يحيل ما تعرض له الصحافي إلى جهل و محاولات إنكار التاريخ بين مشتغلين في الإعلام والسياسة بفرنسا، بقدر ما يكشف بأن معاداة الجزائر تحولت إلى قاعدة في هذا البلد، يُنبذ كل خارج عنها، في صورة هذا الصحفي الذي تعرّض إلى نهش إعلامي وسياسي، لا لشيء سوى لأنّه جاهر بما يريد الجميع إنكاره.
س-ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com