عبد القادر مرباح يدعو إلى الكف عن الإساءة إلى مؤسسات الدولة
دعا عبد القادر مرباح، رئيس حزب التجمع الوطني الجمهوري، أول أمس، فرنسا إلى الاعتراف بجرائمها المرتبكة في الجزائر و تقديم اعتذار صريح و شجاع للشعب الجزائري الذي يحتفل بالذكرى السبعين لمجازر 8 ماي 45 بسطيف قالمة و خراطة، مخاطبا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في ندوة تاريخية نظمها الحزب بقالمة « لو كانت لديكم الشجاعة و اعترفتم بمجازركم في الجزائر لكنتم اليوم محترمين بيننا، لكنكم لم تفعلوا و أراكم اليوم أكثر حزنا لأنكم لم تعودوا ترون الجزائريين محتلين، مضطهدين و أنديجان».
و أخرج عبد القادر مرباح كمية تراب كانت في كيس بلاستيكي و قبلها قائلا «هذه من أرض قالمة عاصمة الشرف و الحرية و البطولة، نحن هنا في مكة التاريخ نسترجع الذكرى الأليمة و صور الطائرات و هي تقصف و تقتل، وعلى منظمات حقوق الإنسان في فرنسا أن تسكت اليوم و تحني رأسها حياء و ندما على العار».
و وجّه مرباح نداء لكل الأحزاب و طالبها بحشد مناضليها في مسيرة شعبية صامتة بشوارع مدينة قالمة يوم الذكرى الأليمة و «توجيه رسالة للعالم بأن الجزائريين أمة واحدة متضامنة و متماسكة عندما يتعلق الأمر بالكرامة و السيادة و مواجهة الاستفزازات و الضغوط الأجنبية كما يحدث اليوم مع المغرب و موريتانيا».
و قال مرباح بأن ما وصفها بالأزمة السياسية التي تعيشها الجزائر بدأت تضعف مواقفها و مكانتها الخارجية و تأثيرها في صناعة القرار الدولي، مضيفا «نحن اليوم أحرار في الوطن و الجغرافيا فقط، نحن نعيش أزمة سياسية ناتجة عن دستور معطل من طرف الأفلان و انتخابات غير حرة، أخرجنا الاستعمار لكننا منذ 62 لم نبن الدولة العصرية التي تستمد قوتها من الديمقراطية و الشرعية الشعبية، مازلنا نعيش على الشرعية التاريخية بلا اقتصاد قوي و كرامة يشعر بها كل الموطنين، حتى يسكت المغرب و موريتانيا و تعتذر لنا فرنسا و يحترمنا العالم لابد من حل الأزمة السياسية و بناء دولة الحريات و الديمقراطية».
و حذّر المتحدث من انهيار القيم الاجتماعية في الجزائر في ظل العنف المتصاعد و هروب الأدمغة للخارج و تعلق الشباب الجزائري بالدول الأوروبية حتى وصل الأمر إلى حد مناصرة الفرق الرياضية هناك و تقديسها دون أن يتحرك المشرفون على شؤون الرياضة و الشباب في الجزائر لدراسة الظاهرة الغريبة و إيجاد الحلول اللازمة
لها كما قال.
و أبدى مرباح استعداده للمساهمة في إنجاح عملية الانتقال من الشرعية التاريخية إلى الشرعية الشعبية مناشدا رئيس الجمهورية اتخاذ القرار الشجاع لتحقيق هذا الانتقال خدمة للأمة و المصلحة العليا للوطن و دعاه إلى تقديم دستور شامل يضع حدا لكل المشاكل التي تعرفها الجزائر منذ سنوات طويلة، مشددا على ضرورة مصارحة الشعب بخصوص قضية الغاز الصخري لوضع حد للاحتجاجات الناتجة عن سوء الفهم و الغموض الذي يكتنف هذا الملف الشائك.
و حسب مرباح، فإن الجزائر لن تكون في حاجة لا للغاز الصخري و لا للبترول إذا طورت الزراعة وبنت اقتصادا قويا و حققت الاستقرار و السعادة لمواطنيها و أوقفت الحرقة و هجرة الأدمغة و تصدت لانهيار القيم الاجتماعية.
و طالب رئيس التجمع الوطني الجمهوري بوقف ما وصفها بالإساءة لرئيس الجمهورية و الانتقاد المفرط له، و قال بأن الرئيس في حاجة إلى من يأخذ بيده و يساعده على تحقيق الانتقال إلى الشرعية الشعبية و تجديد نظام الحكم في الجزائر.
فريد.غ