كعوان يشدّد على ضرورة تمكين المواطن من حقه في الإعلام
أفاد وزير الاتصال جمال كعوان بأن المطابع العمومية تعيش أزمة مالية، من بينها مطابع الجنوب، جراء الظرف الاقتصادي الصعب الذي تعيشه البلاد، مما دفع بهيئته للتدخل وضمان طباعة العناوين العمومية على مستوى هذه المؤسسات لضمان حق المواطن في الإعلام.
وأكد جمال كعوان أن مطبعة بشار التي كانت محور السؤال الشفهي بمجلس الأمة، هي فرع تابع لشركة الطباعة للوسط، أنجزت عام 2013 في إطار سياسة القطاع المستمد من برنامج رئيس الجمهورية، الذي يهدف إلى تجسيد حق المواطن في الإعلام، وكذا لمعالجة المصاعب المطروحة في مجال توزيع الصحف الوطنية، حيث تقرر استحداث مطابع بالجنوب لطبع عناوين الصحافة الوطنية بعين المكان، حتى يتسنى توزيعها وإيصالها للقراء.
وأضاف الوزير أن هذا الاستثمار تم على أساس عاملين، وهما دراسة الجدوى الاقتصادية، وتقديم خدمة عمومية للمواطن، مذكرا بأن الظرف الاقتصادي الذي تم فيه إنشاء مطابع عمومية بالجنوب كان يتميز بعوامل مواتية لازدهار سوق طباعة الجرائد، وتطوير فرص الطبع التجاري، في حين تتميز هذه السوق اليوم بالكساد مما أثر سلبا على الصحافة الوطنية التي لم تعد تجد ربحا في نشاطها بهذه المنطقة.
وأضاف أنه رغم صعوبة الوضع المالي للمطابع العمومية، إلا أن قطاعه التزم بطباعة الصحف الوطنية بمطابع الجنوب، إذ تم تغليب مصلحة المواطن وجعلها فوق كل اعتبار، رغم أن ذلك يتنافى مع المصلحة الاقتصادية، مذكرا بأن كافة المطابع العمومية معنية بهذه الوضعية المالية المتأزمة، خاصة مطبعتي الجنوب لورقلة وبشار، اللتين تتكبدان حاليا خسائر كبيرة جراء وتوقف العديد من العناوين الخاصة عن السحب بالجنوب، وذلك كنتيجة حتمية عن الأزمة الناتجة عن تراجع سوق الإشهار، وتأثيرها المباشر على الصحف، إلى جانب محدودية سوق المطبوعات الكتابية.
وأفاد وزير الاتصال بأن المطابع العمومية في ظل اعتمادها الأسعار المطبقة حاليا لا يمكنها تحقيق أرباح، ولا حتى ضمان مصاريف سحب الجرائد، في حين أن النشاط المصاحب المتعلق بطباعة الكتب والمنشورات الأخرى، يبقى هو الضامن الأساسي لمردودية هذه المؤسسات، التي توقفت مؤخرا عن اقتناء الأجهزة الخاصة بالطباعة بسبب الأزمة المالية التي عرفتها البلاد، وأثرت على قطاع الإعلام كباقي القطاعات، مما أدى إلى تجميد مشاريع عدة، من بينها مشروع استكمال تجهيز مطبعة بشار.
وبشأن مطبعة بشار قال جمال كعوان إنه رغم عدم توفر هذه المؤسسة على تجهيزات الطباعة التجارية، إلا أنها استطاعت القيام بعديد الأعمال الخاصة بولاية بشار، على سبيل المثال التقرير المالي للولاية وطبع كتب ومجلات لجامعة بشار، ومنشورات أخرى، موضحا أن مسيري المؤسسة يدركون جيدا طبيعة المهام الموكلة لهذا الفرع، ويعملون على ضمان الحد الأدنى من الخدمة العمومية، لضمان ديمومة هذه المطبعة الجوارية والصحة الاقتصادية لها.
ل/ب