خرج عشرات الآلاف من المواطنين أمس في كامل ولايات القطر في مسيرات سلمية للجمعة الخامسة على التوالي للمطالبة بالتغيير الجدري والإصلاحات ورفضا لتمديد العهدة الرابعة وأيضا رفضا لأي تدخل أجنبي
في شؤون الجزائر الداخلية.
على الرغم من الأحوال الجوية المتقلبة والبرودة وزخات المطر التي تساقطت من حين لآخر عبر العديد من الولايات خاصة في الشرق والوسط إلا أن ذلك لم يمنع المواطنين من الحفاظ على نفس درجة التعبئة والخروج إلى الشوارع بعد صلاة الجمعة من أجل مواصلة التظاهر الاحتجاج على تمديد العهدة الرابعة ، والمطالبة بالتغيير الجذري والإصلاحات العميقة في كل المجالات.
وكالعادة انطلقت المسيرات السلمية في مختلف الولايات بعد صلاة الجمعة مباشرة وجابت الشوارع الرئيسة للمدن التي دأبت على السير فيها منذ 22 فبراير، قبل أن يتفرق الجميع في هدوء تام، وقد رفع المتظاهرون العشرات بل المئات من الشعارات واللافتات التي تطالب بالتغيير وترفض تمديد العهدة الرئاسية الرابعة لبوتفليقة، والمقترحات الخاصة التي جاء بها قرار تأجيل الانتخابات قبل أيام، كما سجلت مسيرة جمعة أمس لافتات أخرى ضد الموالاة ممثلة في حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وتجمع أمل الجزائر والحركة الشعبية الجزائرية، حيث رفض المتظاهرون رفضا مطلقا التحاق هذه الأخيرة بالحراك الشعبي وتغيير مواقفها في آخر لحظة واصفين تلك المواقف بالنفاق.
وكما وقع في الجمعات السابقة فقد ظلت الجزائر العاصمة على عهدها مع المسيرات، حيث حافظت على درجة التجند، وبدأ المئات من الشباب الحاملين للرايات الوطنية في الوصول إلى ساحة البريد المركزي منذ بداية الصباح، وما إن بلغت الساعة منتصف النهار حتى كانت ساحة البريد المركزي وساحة أودان قد اكتظتا عن آخرهما بالمتظاهرين.
وبعد صلاة الجمعة مباشرة وعلى الرغم من تساقط الأمطار من حين لآخر فقد غزت أمواج بشرية الساحات و الشوارع الرئيسة للمدينة التي أعتاد المواطنون السير بها، على غرار ساحة أول ماي، وشارع حسيبة بن بوعلي، والعقيد عميروش، وساحة البريد المركزي، وشارع باستور وديديوش مراد وساحة أودان التي امتلأت بالمواطنين من كل الفئات، شباب نساء، فتيات شيوخ وكهول، كلهم يحملون الراية الوطنية والعشرات من الشعارات المنددة بتمديد العهدة الرابعة ، وأيضا الشعارات المنددة والرافضة لأي تدخل خارجي في شؤون الجزائر الداخلية.
وتخلل هذا الجو ظهور المحامي والناشط مصطفي بوشاشي وشقيقة الشهيد العربي بن مهيدي ونشطاء آخرين في الشارع من حين لآخر، وما أن وصلت الساعة الثالثة بعد الزوال حتى كانت ساحة موريس أودان قد امتلأت عن آخرها بالمتظاهرين .
واللافت أمس في شوارع العاصمة حضور الراية الوطنية بقوة، حيث لا يكاد يمر كهل، أو طفل، أو فتاة أو امرأة دون أن يكون العلم الوطني في يدهم أو متلحفين إياه، إلى درجة أن بعض التجار استغلوا هذا الجو لبيع الرايات الوطنية على حافة الشوارع.
ولم تمنع الأمطار المتهاطلة على ولاية تيزي وزو ولا البرودة ٱلاف العائلات من الخروج في مسيرات سلمية جابت مختلف شوارع مدينة جرجرة للمطالبة بالتغيير الجذري للنظام وتأسيس جمهورية ثانية.
المسيرة الأولى انطلقت من أمام جامعة مولود معمري مباشرة بعد صلاة الجمعة باتجاه وسط المدينة، وانطلقت المسيرة الثانية من المدينة الجديدة باتجاه حي أنار أملال والمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية ثم نهج ستيتي وصولا إلى ساحة الزيتونة ومبارك ٱيت منقلات أين التقت المسيرتان، وانطلق الجميع باتجاه ساحة المتحف بوسط مدينة تيزي وزو وعادوا إلى نقطة الانطلاق أمام جامعة مولود معمري والمدينة الجديدة قبل أن يفترقوا دون تجاوزات تذكر.
نفس الجو عاشته مدينة الورود، البلدية- حيث لم تمنع الأمطار الغزيرة المتساقطة بعد صلاة الجمعة اليوم آلاف البليديين من الخروج في مسيرات حاشدة مطالبة بتغيير النظام ، وانطلقت المسيرة بعد صلاة الجمعة مباشرة من ساحة الحرية بباب السبت نحو مقر الولاية وشارع 20 مترا، ورفع المشاركون في المسيرات شعار تؤكد على الوحدة الوطنية بين كل أبناء الوطن، إلى جانب شعارات تطالب برحيل النظام وكل رموزه الحالية.
وبعاصمة غرب البلاد، وهران، خرج أمس مئات الآلاف إلى الشوارع في مسيرة امتدت من ساحة أول نوفمبر إلى غاية مقر الولاية عبر شارع العربي بن مهيدي والعودة عبر واجهة البحر إلى أول نوفمبر، و حتى الشوارع المحاذية لهذا المسار امتلأت بالمتظاهرين، وتميزت الهتافات هذه المرة بمزاوجة الشعارات السياسية بالاجتماعية القطاعية، وسط تنظيم محكم اشرف عليه الشباب، و كانت الشعارات تطالب بحلول في إطار الدستور وهذا لأول مرة منذ بداية الحراك، كما رفع المتظاهرون شعارات ضد تمثيل أو تاطير الحراك، وطغت أمس الشعارات الرافضة للتدخل الأجنبي ولجولات التشاور مع الغرب، وكذا التنديد بتصريحات ماكرون .
ومن جهة أخرى رفع المتظاهرون رايات بعض الدول الأجنبية كرد واضح لرفض النداءات التي نشرتها مواقع التواصل الاجتماعي الداعية إلى حرق أعلام دول أجنبية، وانتهت المسيرة التي شهدت مشاركة كبيرة للنخب، في جو سلمي وهادئ.
إ-ب/ المراسلون