حقق المنتخب الوطني فوزا معنويا على حساب نظيره التونسي، ولو بعد عناء كبير في مباراة ودية احتضنها سهرة أمس ملعب تشاكير بالبليدة في اختتام التربص الذي أقامه الخضر منذ أسبوع استعدادا لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 ، حيث شكلت المقابلة فرصة للناخب الوطني لاختبار لاعبيه، سيما الركائز، ومن ثمة الوقوف على مدى جاهزيتهم.
بلماضي الذي كان قد اعتمد على تشكيلة مغايرة أمام «العقارب» الغامبية في المواجهة الأخيرة لحساب الجولة السادسة من تصفيات « كان 2019 «، والتعادل المخيب، فضل في لقاء أمس الودي، المراهنة على الكوادر والعناصر الأساسية لمجابهة «نسور قرطاج»، على غرار الحارس أوكيجة في أول ظهور له بالألوان الوطنية، ومحرز وماندي وفغولي وبونجاح، والذين أراحهم في لقاء يوم الجمعة، وذلك لتصحيح الأوضاع، مع تسريح بلايلي لفائدة فريقه الترجي التونسي، ووضع بوداوي تحت تصرف المنتخب الأولمبي.
مردود التشكيلة الوطنية فوق المستطيل الأخضر، كان مغايرا هذه المرة، سيما على مستوى التنظيم في اللعب و الانضباط التكتيكي، وحتى الروح الجماعية، رغم بقاء بعض النقائص، إضافة إلى الأخطاء الدفاعية.
المباراة ورغم طابعها الودي، عرفت دخولا قويا من جانب الخضر، الذين أبانوا عن مهارات فنية، وقدرات هجومية سيما في الشوط الأول كثيرا ما أربكت دفاع التوانسة الذين استعملوا الخشونة للحد من خطورة المهاجمين الجزائريين، وهو ما دفع ثمنه لكحل الذي خرج اضطراريا وعوضه عبيد(د13). رفقاء تايدر الذين حملوا مبكرا مشعل المبادرات، وجدوا صعوبات كبيرة في اختراق دفاع النسور، بفعل الرقابة اللصيقة المفروضة عليهم، ما جعلهم يعتمدون على الجناحين لإرباك الدفاع، حيث كاد عطال هز شباك الحارس بن مصطفى لو لا نقص التركيز(د10). ومع ذلك، لم يفقد الضيوف ثقتهم في النفس، موازاة مع ارتفاع نسق اللعب، إذ حاول الفرجاني مخادعة الحارس الجزائري بقذفة قوية عند الدقيقة (12). بعدها استعاد الأفناك حيويتهم ومواصلة إقلاق سكينة الحارس بن مصطفى بالاعتماد على المرتدات التي كادت أن تثمر لولا تسرع بونجاح في مناسبتين(د23 و 24)، ليهدر ذات اللاعب أخطر فرصة بتسديدة قوية تصدى لها بن مصطفى(د31). ومع مرور الوقت عمد التوانسة إلى تحصين خطهم الخلفي وتوزيعه على جدارين، ما أبقى بونجاح في عزلة، وأدى برفقائه إلى اللجوء إلى المبادرات الفردية في صورة ماندي الذي كادت كرته أن تخادع الحارس(د40)، فيما جانب الزوار التهديف عن طريق البديل مساكني بقذفة من على بعد 20م (د44).
المرحلة الثانية، جاءت كسابقتها في ظل مواصلة إهدار الفرص من جانب الخضر، ما جعل بلماضي يسارع إلى تفعيل القاطرة الأمامية التي ظلت دون فعالية ومن ثمة لم تشكل خطرا على دفاع المنتخب التونسي الذي صعد من حملاته التي كادت أن تحبس أنفاس الجمهور الحاضر بعد أن كان المساكني قاب قوسين أو أدنى من التهديف (د49 و 50). وبمرور الدقائق، خرج أشبال بلماضي من قوقعتهم، باللجوء إلى السرعة وقوة الاختراق، لتأتي الدقيقة (70) التي استفاد خلالها المنتخب من ضربة جزاء بعد عرقلة محرز داخل المنطقة، نفذها بونجاح بإحكام، ملهبا بذلك المدرجات. ورغم الحملات المتتالية لكتيبة جيراس، إلا أن الأمور ظلت على حالها حتى نهاية المقابلة بانتصار مستحق للخضر.
ملعب تشاكير ـ طقس ممطر ـ جمهور قليل ـ إنارة جيدة ـ أرضية صالحة ـ تنظيم جيد ـ تحكيم للثلاثي المغربي سمير الكزاز ومامي هشام وبوعزة أيكن.
الإنذارات: بونجاح(الجزائر)
خاوي والفرجاني(تونس)
الهدف: بونجاح(د70 ض.ج)
التشكيلتان
الجزائر: أوكيجة ـ عطال ـ بن سبعيني ـ ماندي ـ بلعمري ـ تايدر ـ لكحل(عبيد ثم وناس) ـ فغولي ـ محرز ـ بونجاح ـ بن رحمة(بن خماسة).
المدرب: بلماضي
تونس: بن مصطفى ـ الحدادي ـ مرياح ـ بن يوسف ـ البدوي ـ السعيداني ـ الفرجاني ـ السليتي(مساكني) ـ خاوي(معلول) ـ دراق(لازوني) ـ شواط(شماخي).
المدرب: جيراس
م ـ مداني