بلغ عدد المعتمرين الجزائريين خلال هذا الموسم أزيد من 364 ألف معتمر، واحتلت الجزائر المرتبة الخامسة من حيث العدد الإجمالي للمعتمرين، رغم الأزمة المالية التي مست البلاد في السنوات الأخيرة، وأثرت على القدرة الشرائية للأسر.
كشفت وزارة الحج السعودية عن آخر الإحصاءات المتعلقة بموسم العمرة لهذه السنة، الذي سجل أزيد من 7.5 مليون معتمر قدموا من مختلف البلدان، من بينهم أكثر من 364 ألف معتمر جزائري، لتحتل الجزائر بذلك المرتبة الخامسة من حيث عدد الوافدين إلى البقاع المقدسة لأداء هذه المناسك، بعد كل من الباكستان التي فاق عدد معتمريها 1 مليون معتمر، وأندونيسيا التي سجلت نفس العدد تقريبا ثم الهند بحوالي 643 ألف معتمر، وتليها مصر بـ 535 ألف معتمر، وبعدها الجزائر بما يفوق 364 ألف معتمر سافروا عن طريق الوكالات السياحية الخاصة المعتمدة لتنظيم الموسم، تحت إشراف الديوان الوطني للحج والعمرة.
ورغم تراجع عدد المعتمرين الجزائريين مقارنة بالموسم الماضي، حيث فاق العدد 400 ألف معتمر، إلا أن حجم الطلب على تأشيرات العمرة ما يزال يسجل أعلى المستويات، دون أن يتأثر ذلك بارتفاع مصاريف العمرة لا سيما تذاكر السفر، وكذا الأزمة المالية التي تمر بها البلاد وغلاء المعيشة، ويزداد الطلب على العمرة تزامنا مع المناسبات الدينية، من بينها المولد النبوي وخلال شهر شعبان وخاصة عمرة النصف الثاني من شهر رمضان، نظرا لما لها من فضل.
علما أن مؤشر العمرة الذي تعتمده وزارة الحج والعمرة السعودية، يأخذ بعين الاعتبار خمسة جوانب رئيسية، وهي عدد تأشيرات العمرة الصادرة طيلة الموسم، وإجمالي عدد المعتمرين القادمين إلى المملكة عبر المنافذ الجوية والبرية والبحرية، وأعدادهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة، إضافة إلى أعداد المعتمرين المغادرين بعد إنهاء المناسك.
ويعود إقبال الجزائريين على العمرة لأسباب عدة، من بينها صعوبة الظفر بتأشيرة الحج لأداء الركن الخامس، بسبب محدودية عدد التأشيرات المخصصة سنويا للجزائر، التي تحظى بحوالي 38 ألف تأشيرة، وهو ما يجعل الفوز في قرعة الحج التي تجريها البلديات خلال شهر أفريل من كل سنة بمثابة الحلم صعب المنال، بالنظر إلى العدد المعتبر للمشاركين في العمرة، مقابل العدد الضئيل للتأشيرات المخصصة لكل بلدية، قد لا يتجاوز عددها ال 20 تأشيرة حج.
كما يفسر العدد الهام للمعتمرين الجزائريين بارتفاع تكاليف الحج التي بلغت الموسم المنصرم 55 مليون سنتيم لدى الديوان الوطني للحج والعمرة، ووصلت إلى أزيد من 60 مليون لدى الوكالات السياحية المعتمدة، التي تبرر إضافة مصاريف أخرى للتكلفة الإجمالية التي يحددها الديوان، بتوفير خدمات ذات نوعية، بتحسين ظروف النقل والإطعام والإيواء، والتأطير الجيد أثناء أداء المناسك.
ويعود أيضا توافد المعتمرين الجزائريين على المملكة العربية السعودية خلال شهر رمضان، لا سيما النصف الثاني منه، إلى منزلته في الإسلام فهو يعادل أداء حجة، وتواجه الوكالات السياحية خلال هذه الفترة صعوبات كثيرة في التكفل بعدد الطلبات رغم ارتفاع تكاليف عمرة رمضان مقارنة بالأيام العادية، إذ تتجاوز مصاريفها الإجمالية 18 مليون سنتيم.
وتهدف إحصاءات وزارة الحج السعودية بشأن عدد المعتمرين الذين يؤدون هذه المناسك، إلى تقييم مستوى أداء القائمين على تنظيم الموسم، وتحسين ظروف المعتمرين، لتحقيق هدف بلوغ 30 مليون معتمر في آفاق سنة 2030. لطيفة/ب
