الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

عادوا بكأس افريقيا إلى أرض الوطن أمس: استقبـــال أسطــوري للأبطـال

حافلة مكشوفة حملت الخضر من المطار إلى قصر الشعب وسط عشرات الآلاف من المواطنين
حظي الفريق الوطني لكرة القدم، الذي عاد أمس إلى أرض الوطن متوجا بالكأس الإفريقية، باستقبال شعبي وجماهيري تاريخي وكبير انطلاقا من مطار هواري بومدين الدولي وإلى غاية قصر الشعب، حيث استقبل عناصر الفريق من قبل رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح.
عاشت الجزائر العاصمة أمس يوما تاريخيا ومميزا وهي التي استقبلت أبطال إفريقيا العائدين من  القاهرة متوجين بالكأس الإفريقية للأمم في كرة القدم، الكأس الثانية في تاريخ الكرة الجزائرية.
 وعلى الرغم من حرارة الجو وارتفاع نسبة الرطوبة أمس، فإن ذلك لم يثن عشرات الآلاف من الجزائريين، من العاصمة ومن ولايات أخرى، عن الخروج لاستقبال أبناء جمال بلماضي استقبالا يليق بأبطال أفرحوا وأسعدوا  الجزائيين في الداخل والخارج.
ومنذ الصباح شرع المئات بل الآلاف من الشبان والشابات والأطفال والنساء والكبار، في الخروج إلى الشوارع حاملين الراية الوطنية، استعدادا لاستقبال رفقاء رياض محرز، فمنهم من تنقل إلى محيط ا مطار هواري بومدين، ومنهم من اصطف على حافة الشوارع التي ستمر بها حافلة الفريق الوطني، والكثير حجز مكانا بساحة أول ماي حيث مرت وتوقفت الحافلة هناك.
 وقد حطت الطائرة التي كانت تقل عناصر الفريق الوطني والطاقم التقني والطبي بمطار هواري بومدين في حدود الثانية إلى عشر دقائق زوالا، وهناك كان في استقبالهم أمام القاعة الشرفية الرئاسية، الوزير الأول نور الدين بدوي، ووزير الداخلية والجماعات المحلية كمال الدين دحمون، ووزير الشباب والرياضة سليم برناوي  وبعض المسؤولين.
 وبعد مراسم الاستقبال التي لم تدم طويلا امتطى محاربو الصحراء وهم يرتدون الألوان الوطنية، والكأس الإفريقية بيدهم حافلة مكشوفة صممت لههم خصيصا كتب فوقها" فخورون بكم"،  " أبطال إفريقيا"، وعليها صور كل أبطال الفريق وصورة الراية الوطنية، ووسط تعزيزات ومرافقة أمنية  كبيرة سارت هذه الحافلة انطلاقا من القاعة الشرفية عبر شوارع الدار البيضاء باب الزوار، وحي الموز وصولا إلى شارع جيش التحرير الوطني على واجهة البحر ثم إلى ساحة أول ماي وسط العاصمة قبل أن تنهي رحلتها بقصر الشعب.
وعبر كل شبر في كل الطرق التي سارت بها حافلة الفريق الوطني لكرة القدم كان الآلاف من الجزائريين والجزائريين يحيونهم  ويسيرون إلى جنبهم ويهتفون باسمهم وهم يحلمون الراية الوطنية، ويقدمون لهم كل أنواع الشكر والامتنان على ما بدلوه من جهود كللت في النهاية بالتتويج بالكأس الإفريقية الثانية للأمم.
وهكذا فقد تغلبت الروح الوطنية والفرحة العارمة والحماس  الذي حرك الآلاف على حرارة الجو خاصة وأن جولة محاربي الصحراء عبر بعض شوارع العاصمة انطلاقا من المطار تزامنت و ذروة الحرارة بين الثانية زوالا والسادسة بعد الزوال، لكن ذلك لم يمنع عشرات الآلاف من السير جنبا إلى جنب مع الحافلة التي كانت تقل أبناء بلماضي لعدة كيلومترات عبر الطريق السريع من المطار وحتى ساحة أول ماي.
و في بعض الأحيان كان موكب الفريق الوطني يضطر للتوقف لبعض الوقت بسبب غزو المواطنين للشوارع، والتصاقهم بالحافلة،  كسلوك لإيصال تحية خاصة لرفقاء رايس مبولحي وأخذ صور معهم، في مشهد فريد، ربما لم تعشه الجزائر كثيرا، وأعاد للأذهان صور ملحمة أم درمان في سنة 2009 عندما تأهل الفريق الوطني لنهائيات كأس العالم بالطريقة التي يعرفها الجميع، وأيضا أعاد أجواء عودة الخضر سنة 2014 من البرازيل والاستقبال الذي خصّوا به في ذلك الوقت، وقد حققوا التأهل لأول مرة إلى الدور الثاني من نهائي كاس العالم.
وفي حدود السادسة إلا عشرين دقيقة وصلت حافلة الفريق الوطني إلى ساحة أول ماي التي كانت مكتظة بالآلاف من المواطنين الذين ظل بعضهم لساعات في انتظار  أبطال إفريقيا، وهناك  رسم المواطنون والأنصار لوحة فريدة من نوعها، حيث بدت حافلة الخضر وكأنها باخرة صغيرة وسط أمواج بشرية، تحييها من كل صوب واتجاه، وسط هتافات الآلاف من الحناجر التي كانت تشكر تشيد بحياة  عناصر الفريق الوطني وبما حققوه في القاهرة قبل يومين وتردد " وان تو ثري فيفا لالجيري".

وبساحة أول ماي كانت الصورة رائعة ومعبرة، الآلاف يحيطون بحافلة الخضر ويسيرون معها عبر الشارع وسط الزغاريد والهتافات والتلويح بالراية الوطنية وإشعال الشماريخ، ومن لم يجد مكانا في الأرض تعلق بالأعمدة والشرفات وفوق الأسطح، فرسمت أحسن صورة عن تعلق شعب بكامله بفريقه الوطني الذي حقق انتصارا كبيرا في  نهائيات كاس إفريقيا.
وقد تفاعل لاعبو الفريق الوطني من فوق حافلتهم كثيرا مع الجماهير التي ظلت تحييهم عبر المسار الذي قطعوه من مطار هواري بومدين بالدار البيضاء إلى غاية قصر الشعب، وهم يوجهون أيضا تحيتهم الخاصة للجمهور والأنصار الذين لم يفرطوا في الفريق الذي أحبوه وتنقلوا بالآلاف إلى غاية القاهرة من أجل مناصرته و دفعه إلى تحقيق الفوز بالكأس الثانية في تاريخه، وهم يلتقطون بدورهم صورا للمواطنين الذين كانوا في استقبالهم.
والمؤكد أن الفريق الوطني لكرة القدم العائد أمس إلى أرض الوطن متوجا بالكأس قد حظي  بالاستقبال الذي يليق به وبمشواره في هذه الدورة، والأكيد أيضا أن عبارات" تحيا الجزائر" و " وان تو ثري فيفا لاجيري" قد دوت عاليا، و كانت السيدة والسائدة على الألسن و في الحناجر، والأكثر من ذلك أن الراية الوطنية رفرفت كثيرا أمس في كل مكان.
 و الجدير بالذكر أن الاستقبال الذي حظي به محاربو الصحراء أمس كان وسط تنظيم جد محكم من طرف الشرطة التي تحكمت في الأمر جيدا ولم تسجل أي حوادث تذكر.         
إلياس -ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com