شهدت تسعيرة الرحلات التي توفرها شركة الخطوط الجوية الجزائرية مؤخرا تراجعا محسوسا قدر بنسبة 60 بالمائة مقارنة بما كانت عليه بداية الصائفة، بفعل استقرار الطلب الذي اقتصر مؤخرا على المغتربين الذين يعتزمون مغادرة أرض الوطن خلال هذه الأيام.
كشف المكلف بالإعلام بشركة الخطوط الجوية الجزائرية أمين الأندلسي في اتصال مع «النصر» أمس، تسجيل تراجع ملحوظ في أسعار التذاكر على مستوى مختلف الخطوط الخارجية التي تضمنها الشركة، بلغ نسبة 60 بالمائة، لا سيما بالنسبة للرحلات من وإلى فرنسا حيث يتواجد أكبر عدد من أفراد الجالية الجزائرية.
وفسر أمين أندلسي هذا الانخفاض المحسوس في أسعار تذاكر الشركة، بتراجع الطلب على الرحلات مقارنة ببداية الصائفة الحالية، التي شهدت توافدا كبيرا على مختلف وكالات الشركة بالداخل والخارج، سواء بالنسبة لأفراد الجالية لقضاء العطلة ومناسبتي العيد بأرض الوطن، أو بالنسبة للمواطنين الذين يفضلون تمضية العطلة الصيفية في الخارج.
ونفى المصدر صحة ما يشاع عن شركة الخطوط الجوية الجزائرية فيما يخص ارتفاع الأسعار التي تطبقها مقارنة بشركات أجنبية، مذكرا بأن الشركة لم تراجع التسعيرات المعتمدة منذ سنوات، كما كذب أيضا ما تم ترويجه بشأن عدم تجاوز ثمن التذكرة لدى مؤسسات أخرى 80 أورو، قائلا إن ذلك غير صحيح ولا يمت بصلة للواقع، وأن الأسعار المطبقة من قبل الجوية الجزائرية تعد جد معقولة، وتخضع للعرض والطلب، لذلك تبدو في بعض الأحيان مرتفعة وغير معقولة، بسبب كثرة الطلب على الرحلات الذي يتجاوز في فترات الذروة بكثير حجم العرض، خاصة بالنسبة للرحلات ما بين الجزائر وفرنسا، وهو ما شهدته الشركة مع بداية موسم الصيف.
وانتقد المتحدث بشدة من يقارنون سعر تذكرة السفر التي يتم اقتناؤها في الخارج بسعرها بالعملة الوطنية، وذكر على سبيل المثال من يقتني التذكرة ب 400 أورو لدى وكالات الشركة في الخارج، ثم يأتي إلى الجزائر ويقول إنه اشتراها بقيمة 12 مليون سنتيم، معتمدا في ذلك على سعر الصرف في السوق السوداء، أو ما يعرف «بالسكوار» بالعاصمة، معتبرا ذلك تغليطا للرأي العام، واتهامات باطلة في حق الشركة، التي تطبق وفق المصدر نفس التسعيرات المعتمدة لدى شركات أخرى، لأن سعر التذكرة بالأورو لا يمكن مقارنته بالعملة الوطنية.
وبرر أمين أندلسي انخفاض ثمن تذكرة السفر من فرنسا إلى الولايات المتحدة مقارنة بالسفر نحو الجزائر، وهي القضية التي أثارها زبائن الشركة، باعتماد هذه الرحلات طويلة المسافة على طائرات من الحجم الكبير تتسع الواحدة منها ل 527 مسافر، مقابل تخفيض التسعيرة، نظرا لارتفاع عدد المسافرين في الرحلة الواحدة، بما يضمن مداخيل لا بأس بها للشركة.
علما أن الجوية الجزائرية توفر خلال المناسبات والأعياد والعطل السنوية عروضا مغرية يستغلها الكثير من زبائنها لاقتناء تذاكر بأسعار منخفضة، وهو ما مكن الكثير من الأسر، خصوصا أفراد الجالية الجزائرية من ضمان رحلات بأقل التكاليف، وفي ظروف مريحة، ويستفيد عادة من هذه العروض زبائن المؤسسة الذين يحرصون على متابعة كل جديد لدى الشركة.
وبشأن الإجراءات المتخذة لضمان عودة المغتربين إلى الخارج بعد انقضاء العطلة الصيفية، لاستئناف العمل والدراسة، أكد المكلف بالإعلام لدى الجوية الجزائرية اتخاذ كافة التدابير لتسهيل رحلات العودة، موضحا بأن هذه المهمة ليست بجديدة على الشركة، التي تسعى حاليا لمساعدة الكثير من المغتربين على اقتناء تذاكر العودة، بعد أن اكتفوا باقتناء تذاكر الدخول إلى أرض الوطن.
وبحسب المصدر فإن الظروف السياسية التي تعيشها البلاد، والحراك الشعبي الذي لم يتوقف منذ 22 فيفري الماضي لم يؤثر على نشاط الجوية الجزائرية، ولم يقلص عدد المغتربين الذين يتوافدون سنويا على أرض الوطن، كما أكد عدم تسجيل أي تذبذب في رحلات الشركة، أو أي مشاكل تذكر في التكفل بطلبات زبائن الجوية الجزائرية.
لطيفة بلحاج