دعت المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ أمس وزارة التربية الوطنية باستحداث أقسام خاصة لإدماج التلاميذ الذين اخفقوا في اجتياز شهادة البكالوريا، مع تمكين الراسبين في باقي المستويات الذين تتوفر فيهم الشروط من الإعادة، عوض إحالتهم على الحياة العملية وفق ما تم تدوينه على كشوف النقاط.
وأبدت المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ قلقها للمصير الغامض الذي ينتظر عددا معتبرا من الطلبة الراسبين في شهادة البكالوريا، بعد أن تم تدوين عبارة «يحال على الحياة العملية» على الوثائق التي استلموها من المؤسسات التعليمية، وهو ما تسبب في حالة من الإحباط لدى التلاميذ المعنيين، الذين يطمح الكثير منهم في إعادة التجربة مرة أخرى، على أمل تحقيق النجاح ودخول الجامعة والتخصص في المجالات التي تناسب مؤهلاتهم وميولهم.
وأفاد في هذا الصدد رئيس المنظمة «علي بن زينة» في تصريح للنصر، بأن هذا الملف سيكون على رأس الانشغالات المزمع طرحها أمام وزير القطاع عبد الحكيم بلعابد في لقاء سينعقد نهاية هذا الأسبوع تحضيرا للدخول المدرسي الذي سيكون يوم 4 سبتمبر المقبل، لإيجاد مخرج لمئات الراسبين في شهادة البكالوريا، وكذا شهادة التعليم المتوسط ومستويات تعليمية أخرى.
واقترح التنظيم على الوصاية استحداث أقسام خاصة لفائدة الراسبين في شهادة البكالوريا، مع التزام وزارة التربية الوطنية بالتكفل التام بهم، على غرار الأقسام العادية، بتجنيد العدد الكافي من الأساتذة وتخصيص هياكل لاستيعاب المعيدين، قصد منحهم فرصة ثانية، مع العمل على إدماج الراسبين في باقي المستويات التعليمية الذين يستجيبون للشروط التي حددتها الوزارة عوض إحالتهم على الحياة العملية، وأصر المتحدث على ضرورة استبدال عبارة «يحال على الحياة العملية»، ب»يحال إلى مراكز التكوين المهني» بالنسبة للطلبة الذين استنفدوا كافة الفرص التي تتيحها الوزارة، بهدف تقليص نسبة التسرب المدرسي، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص.
ويتم إعادة إدماج التلاميذ الراسبين في البكالوريا بعد انطلاق الموسم الدراسي بناء على عدد المقاعد البيداغوجية المتوفرة، وبحسب السيد بن زينة فإن هذا الإشكال لن يطرح بتاتا هذه السنة، بفضل استلام أزيد من 600 مؤسسة تعليمية جديدة من طرف الوزارة على المستوى الوطني، ويمثل هذا العدد نسبة 4 في المائة من مجموع المرافق التي يضمها قطاع التربية الوطنية المقدر عددها ب حوالي 27 ألف مؤسسة تعليمية، وستحظى العاصمة التي شهدت مؤخرا عمليات ترحيل إلى أحياء سكنية جديدة، بنسبة هامة من المجمعات المدرسية المستلمة، لاستيعاب العدد الزائد للتلاميذ.
وأيد المقترح المتضمن استحداث أقسام خاصة لفائدة المعيدين، رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني مزيان مريان، مذكرا في تصريح «للنصر» بتجارب سابقة كان يعتمدها قطاع التربية لصالح الطلبة الذين يخفقون في اجتياز شهادة البكالوريا، لكنه دعا الوزارة لتنظيم العملية بشكل افضل بتكوين أفواج للمعيدين على مستوى عدد معين من الثانويات وفي كل مقاطعة تربوية، وأن توزع الأفواج حسب التخصصات على المؤسسات المعنية بالأقسام الخاصة.
وبرر مزيان مريان اقتراح الفصل ما بين الطلبة الذين يجتازون شهادة البكالوريا لأول مرة والمعيدين، وعدم ضمهم في أقسام واحدة، بتمكين الطلبة الذين لم يسبق لهم اجتياز هذه الامتحانات من فرصة دراسة كافة المواد بطريقة مفصلة وموسعة، لتعزيز حظوظهم في تحقيق النجاح والتفوق، لأن وضعهم مع المعيدين يمكن أن يشتت تركيزهم ويؤثر على أدائهم داخل القسم.
وبحسب المتحدث فإن قطاع التربية بفضل اعتماده في الماضي على الأقسام الخاصة، ساعد عددا هاما من التلاميذ على النجاح والانتقال إلى الطور الجامعي، كما ساهم الإجراء في تقليص عدد التلاميذ المتسربين سنويا من القطاع، علما ان بعض التقديرات تفيد بأن عدد التلاميذ الذين تلفظهم المدارس سنويا يقدر بآلاف تلميذ.
ل/ب