يرتقب أن تشهد الانتخابات الرئاسية المقبلة سباقا ساخنا بين عدد من المرشحين، في ظل بوادر بقرب إعلان أسماء توصف بالثقيلة نيتها الترشح، مقابل اختيار أحزاب أخرى المشاركة بطريقة غير مباشرة عبر تحالفات ومساندة مرشح على آخر.
وتوقّع مصدر في السلطة الوطنية للانتخابات أن تشهد عملية سحب استمارات اكتتاب الترشح لرئاسيات 12 ديسمبر وفود «أسماء ثقيلة» خلال الساعات القليلة القادمة، ما يجعل السباق نحو قصر المرادية ساخنا، على عكس ما عرفته العمليات الانتخابية من قبل، حيث كان السباق محسوما من البداية لمرشّح السلطة الذي هو رئيس الجمهورية المنتهية ولايته، يأتي ذلك عقب الإعلان الرسمي لترشح رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس والوزير الأول السابق عبد المجيد تبون، اللذان يعدّان أحد أبرز المرشحين إلى حد الآن، في انتظار القرار النهائي للتجمع الوطني الديمقراطي بعد عقد لقاء لمجلسه الوطني يوم 4 أكتوبر المقبل، سيما وأن أمينه العام بالنيابة والوزير السابق عز الدين ميهوبي قد كلّف إطارات من الحزب بسحب استمارات الاكتتاب تمهيدا لإعلان الترشح الرسمي، وترقب أسماء أخرى دفعها الرئيس السابق ومحيطه إلى الاختفاء والصمت.
وبالمقابل يبدو أن حزب جبهة العدالة والتنمية قد شرع في رسم خططه المستقبلية لما بعد ديسمبر وقرّر عدم ترشيح الشيخ عبد الله جاب الله للانتخابات الرئاسية مع عدم مقاطعتها وإبقاء الباب مفتوحا أمام أي تحالفات سياسية من شأنها ترجح كفة مرشح على آخر، وهو ما سيجعل حزبه محلّ أطماع بين مختلف المرشحين ومحاولة الفوز بدعم القواعد النضالية لحزب جاب الله خصوصا على مستوى بعض الولايات التقليدية.
ويرى متتبعون أن بداية توافد بعض الأسماء ذات الوزن الثقيل لسحب استمارات الترشح خلال الساعات القليلة القادمة، من شأنه رفع الحاجز النفسي عن بعض الراغبين في دخول معترك الرئاسيات، وفتح العملية الانتخابية على احتمالات كثيرة يصعُب من خلالها التكهن بالنتائج، عكس ما كان عليه الحال في السابق من غلق للعملية الانتخابية لصالح مرشح السلطة، ما تسبّب بحسب المختصين في عزوف سياسيين وأحزاب عن المشاركة في السباق، وعدم اهتمام الهيئة الناخبة في التصويت.
وما يرجّح هذا التوجه، أن المؤسسة العسكرية، أعلنت أنها ستحترم اختيار الشعب وأن عهد «صناعة الرؤساء» قد ولى، وهو ما قد يفتح مجددا شهية بعض «الطامحين» الذين عزفوا في السابق، قهرا أو طواعية.
عبد الله.ب