انتقلت المجاهدة جميلة بوعزة إحدى الشخصيات البارزة للثورة الجزائرية إلى رحمة الله فجر أمس الجمعة بعيادة الأزهر (الجزائر العاصمة) عن عمر يناهز 78 سنة حسبما علم لدى عائلتها.
و أكد زوج المجاهدة الراحلة بوصوف عبود أن الفقيدة التي أدخلت إلى المستشفى السبت الفارط عند منتصف الليل ، قد توفيت صباح اليوم .
و للتذكير ففي 1957 كانت المجاهدة جميلة بوعزة أول امرأة جزائرية حكم عليها بالإعدام بمعية رفيقة دربها جميلة بوحيدر من قبل المحكمة العسكرية الفرنسية.
و أكد رئيس الجمهورية, السيد عبد العزيز بوتفليقة, في رسالة تعزية بعث بها الى أسرة المجاهدة جميلة بوعزة التي وافتها المنية يوم الجمعة, أن الجزائر فقدت “قامة من رموز الجهاد والصمود”.
وقال الرئيس بوتفليقة في رسالة التعزية أن الجزائر “فقدت اليوم قامة من رموز الجهاد والصمود, هي الأخت العزيزة جميلة بوعزة طهر المولى ثراها, وغمر روحها بأنعام مغفرته ورضوانه وألحقها بعليين في جنات الخلد والنعيم”.
وأضاف رئيس الجمهورية قائلا أن جميلة كانت “شامة على جبين الوطن, وظلت في تواضعها وكبريائها قدوة إلى أن دعاها المولى إلى كريم جواره”.
وأبرز الرئيس بوتفليقة خصال الفقيدة بقوله أنها كانت من “جيل كبار الهمم, إذ رغم حداثة سنها, ركبت خطوب الحرب وأهوال الثورة, تقدمت الصفوف إلى جانب كل جميلات الجزائر في الصحاري والجبال والمدن والقرى, تؤازر الرجال وتقاسمهم قر الشتاء وحر الصيف, على خطوط النار, مؤثرات الموت بعزة على القعود بذلة”.
واستطرد رئيس الجمهورية قائلا: “كذلك كانت جميلة بوعزة, وهي في فجر الشباب وفي عمر الزهور, ممهورة الروح بالثورة على الظلم, مؤمنة بالله وبحق شعبها في الحرية والكرامة والانعتاق. فقد آثرت الخروج في سبيل الله ونصرة الوطن, على الدراسة والتحصيل ضمن مواكب تلاميذ وطلبة الجزائر ممن هبوا كالعاصف المشتعل والتحموا بجيش التحرير وجبهته, يدرؤون عنها الطغاة المحتلين, فأبلت إلى جوار أخواتها الشهيدات والمجاهدات أقدس المهمات وأنبل الأعمال, كابرت على آلامها واستصغرت القوة الغاشمة أمام فضيلة الحق. كما لاقت فلول الاحتلال وجيوشه الجرارة بثبات, وواجهت السجون وأحكام العسف برباطة جأش وإيمان”.
“وبعد أن كتب لها المولى أن تشهد الاستقلال والحرية وتنعم بحصاد جهادها المؤزر بالثواب” --يضيف رئيس الجمهورية-- ظلت بوعزة مثالا للقناعة والعزة والكرامة, ومدادا لقيم لا تنضب وعبر لا تفنى, وقدوة للأجيال تهتدي بهديها”.