كشف مدير الوقاية وترقية الصحة بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات يوسف طرفاني أمس، عن استيراد أزيد من مليوني جرعة عن طريق معهد باستور لتلقيح المتمدرسين في الأطوار التعليمية الثلاثة، على أن تنطلق العملية بداية شهر نوفمبر المقبل، بالتنسيق مع مديريات الصحة.
وأفاد يوسف طرفاني في تصريح خص به «النصر» بأن وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات وفرت عن طريق معهد باستور المخول قانونا باستيراد اللقاحات، أكثر من 2 مليون جرعة لتلقيح تلاميذ السنة الأولى ابتدائي البالغين ست سنوات، وكذا طلبة السنة الأولى متوسط والأولى ثانوي، وذلك في إطار الصحة المدرسية التي تعد ركنا اساسيا من السياسة الاجتماعية التي تعتمدها الدولة وتصر على التمسك بها مهما كانت الظروف الاقتصادي للبلاد.
وسيستفيد تلاميذ السنة الأولى ابتدائي من 1 مليون جرعة من اللقاحات المضادة للبوحمرون والدفتيريا والتيتانوس وشلل الأطفال، وسيتم تعميم لقاح الحصبة على كافة التلاميذ هذا الطور دون استثناء، لضمان التغطية الصحية الشاملة للأطفال في سن 6 سنوات وتفادي تسجيل حالات من الحصبة وسط المحيط المدرسي، ووقوع عدوى قد تضر بصحة الأطفال وتؤثر على السير العادي للموسم الدراسي، وتثير قلق الأولياء وفق المصدر علما أن البوحمرون كان سببا في سنوات ماضية في وفاة أطفال وبالغين بسبب عدم إخضاعهم إلى البرنامج العادي للتلقيحات الذي تعتمده وزارة الصحة.
كما وفرت ذات الهيئة عن طريق معهد باستور حوالي 600 ألف جرعة من اللقاحات لفائدة طلبة الأولى متوسط البالغين 11 سنة، مع تخصيص نفس الكميات لطلبة الأولى ثانوي، وسيخضع طلبة السنة الأولى إكمالي للتلقيح ضد الدفتيريا وشلل الأطفال، في حين سيتم تلقيح طلبة الأولى ثانوي ضد الدفتيريا فقط، وبحسب البروفيسور طرفاني فإن كل الظروف تمت تهيئتها لأطلاق الحملة العادية لتلقيح المتمدرسين بالتنسيق مع مديريات الصحة، التي تم إعلامها بإمكانية استلام الجرعات الكافية من معهد باستور استعدادا لبدأ العملية خلال شهر نوفمبر المقبل.
ويجري حاليا معاينة الدفاتر الصحية الخاصة بالتلاميذ الجدد الذين التحقوا لأول مرة بالمدرسة مع بداية هذا الموسم، لتفحص مدى التزام الآباء ببرنامج التلقيحات المدون على الدفاتر والمعتمد من قبل الوزارة، علما انه على مستوى المناطق البعيدة والمعزولة تطرح بحدة إشكالية التلقيحات، بسبب بعد المراكز الصحية، لذلك تساهم الحملة التي تنظم كل سنة في تدارك التأخر وتوسيع التغطية الصحية لتشمل كافة الأطفال دون استثناء، لأن الأمر يتعلق بالصحة العمومية التي تسخر لها الدولة الوسائل والإمكانيات المادية للحفاظ على صحة الأفراد ومكافحة الأمراض التي تهدد صحة الطفل ومنع عدوة الامراض المنقرضة أو البائدة.
واكد في هذا الصدد البروفيسور يوسف طرفاني أن برنامج اللقاحات سواء تعلق الأمر بالحملات العادية او الاستثنائية سيظل مستمرا ولن يتوقف مهما كانت الأوضاع الاقتصادية أو السياسية التي تعرفها البلاد، مطمئنا بتسخير الموارد البشرية والهياكل وتوفير الكميات الكافية من اللقاحات، تحسبا للشروع في تنفيذ هذا البرنامج بالتنسيق مع الأولياء، الذين يساهمون بفعالية في تجسيد أهداف وزارة الصحة، علما أن إجراء التلقيحات سيتم على ستور المؤسسات التعليمية بما سيسمح بتلقيح كافة التلاميذ المعنيين، دون إلزامهم إلى التنقلهم رفقة آبائهم إلى الوحدات الصحية.
وسيلي إنهاء الحملة العادية للتلقيح التي تخص فئة المتمدرسين، سيتم إطلاق الحملة الاستثنائية التي ستستهدف ككل سنة مكافحة الانفلونزا الموسمية، إذ يعتزم معهد باستور استيراد 2.5 مليون جرعة، ستوجه بالدرجة الأولى إلى الفئات الهشة، أي النساء الحوامل والمصابين بالأمراض المزمنة والمسنين، وستنطلق الحملة خلال الأيام القليلة المقبلة وتستمر إلى نهاية شهر ديسمبر المقبل على مستوى المستشفيات والوحدات الصحية، والغرض منها حماية هذه الشريحة من المضاعفات الصحية الناتجة عن الإصابة بالزكام الموسمي التي أفضت في بعض الحالات إلى الوفاة. لطيفة بلحاج