قال وزير المجاهدين الطيب زيتوني، أمس الأحد، أن الانتخابات الرئاسية المقبلة، هي الركيزة الأساسية لبناء مستقبل البلاد، و دعا المواطنين للذهاب لصناديق الاقتراع يوم 12 ديسمبر، و الاختيار بكل ديمقراطية و حرية، من يكون رئيسا للجمهورية، مثمنا دور الأسلاك الأمنية المختلفة في السهر على حماية الوطن، و ضمان الأمن و الاستقرار.
و أكد الوزير، خلال الكلمة التي ألقاها، خلال الندوة السنوية للمنظمة الوطنية لمعطوبي حرب التحرير بوهران، على ضرورة تلقين الأجيال القادمة تاريخ بلادها، من أجل بناء جزائر جديدة، وضمان مستقبل أكثر وعيا لأبنائها، مبرزا أنه لا يمكن بناء مستقبل الوطن إذا لم تعط الأولوية للتاريخ، في المؤسسات التربوية والجامعات والمراكز العلمية وغيرها، منتقدا وجود بعض الحواجز لتحقيق هذا المبتغى.
و ذكر أن وزارته، تجاوزت عدة مشاكل كانت تطرحها الأسرة الثورية، وتم تحسين التكفل بالجميع، نافيا أن تكون المنح التي يتلقاها المجاهدون وذوي الشهداء وذوي الحقوق، عبارة عن «صدقة»، بل هي من حقهم لتعويض الضرر الذي لحق بهم، مشيرا أنها منحة معمول بها في عدة دول، وليست فقط الجزائر، وأن الوزارة تسعى من خلال القوانين التي صدرت، أو التي هي قيد الصدور، لحماية هذه الفئة من المجتمع وتحصينها من العوز والتسول.
من جهة أخرى، دعا وزير المجاهدين لضرورة ربط كل الاتفاقيات مع فرنسا، بملف الذاكرة الوطنية وتسوية الملفات العالقة من سنوات، حتى تصبح العلاقات بين البلدين طبيعية، فعلى فرنسا حسبه، أن تحل مشكل الاعتراف بجرائمها، التي ارتكبتها في الجزائر خلال الفترة الاستعمارية، منها ملف 3 آلاف مفقود إبان الثورة، والذين تم إحصاؤهم وضبط القائمة وتقديمها للطرف الفرنسي، كي يكشف عن ما آل إليه مصيرهم، ولكن لحد الأن لم تتلقى وزارة المجاهدين، حسبه، أية إجابة أو توضيح، و كذلك الأمر بالنسبة لملف الجماجم المرصوصة في المتحف الفرنسي، وملف التجارب النووية في الصحراء التي هي رهن الإرجاء.
و ذكر زيتوني الحضور بأنه تم إحصاء 208 مقبرة للشهداء، و 3487 معلم يؤرخ للثورة ويحفظ الذاكرة، وكذا 1461 مركز للتعذيب و الاستنطاق والتنكيل بالمجاهدين والشهداء، و 43 متحف به مجالس علمية يشرف عليها إطارات شباب، كما أوضح أيضا أن الوزارة تحرص على وجود مركز لراحة المجاهدين والمعطوبين في كل ولاية، وكشف في هذا الإطار أن مركز عين تيموشنت سيفتح قريبا وكذا مركز بجاية.
وفي المجال الثقافي، أعلن وزير المجاهدين أنه تم رفع التجميد عن الفيلم الخاص بالشهيد «زيغود يوسف» ويجري حاليا إتمام الإجراءات الإدارية الخاصة، لانطلاق التصوير في ظل جاهزية السيناريو، وكذا تسجيل إنجاز فيلمين عن الشهيدين محمد بوقرة وسي الحواس.
بن ودان خيرة
