كشف رئيس الجمعية الوطنية لتوعية و تحسيس الشباب بمخاطر الهجرة غير شرعية سمير زوليخة، عن وجود منظمات سرية تنشط بعدة ولايات متخصصة في تهريب» الحراقة» عبر البحر إلى الضفة الأخرى، وقال بأن بعض هذه المنظمات تمارس النصب والاحتيال على الشباب الذي يفكر في الهجرة غير الشرعية.
وأوضح المتحدث على هامش يوم تحسيسي نظمته أمس الجمعية الوطنية للتوعية وتحسيس الشباب بمخاطر الهجرة غير شرعية، بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة لولاية البليدة ، أن هذه المنظمات تقتني زوارق قديمة غير صالحة في أغلبها للإبحار و محركات بمبالغ تصل إلى 100 مليون سنتيم، من أجل تهريب الشباب عبر البحر نحو أوروبا، مضيفا بأن العديد من هذه الزوارق لا تحقق هدفها و تغرق وسط البحر بركابها ، و تحدث في هذا الإطار عن حالات عاينتها الجمعية تتعلق بأربعة شبان جزائريين، اثنان منهم من ولاية المدية والآخران من باتنة، هاجروا على متن زورق قديم وغرقوا في البحر، و توفي منهم شابان من باتنة و الآخران تم إنقاذهما من طرف حراس السواحل المغربية،.
وكشف المتحدث حقائق مثيرة حول ظاهرة الحرقة، حيث قال أن بعض قادة المنظمات السرية يقومون برمي المهاجرين غير الشرعيين وسط البحر، إذا صادفوا حراس الشواطئ الجزائريين أو حراس الدول التي يقصدونها من الضفة الأخرى، قصد الهروب و الإفلات من قبضتهم، مشيرا إلى حالة عاينتها ذات الجمعية تتعلق بقائد منظمة سرية للهجرة غير شرعية، قام برمي شباب في البحر بعد أن اكتشف تواجد حراس السواحل الجزائريين، من أجل الهروب، وهي خطة تضعها عادة العصابة للإفلات من قبضة حراس السواحل، فبعد الإلقاء بالمهاجرين غير الشرعيين في البحر، يتفرغ حراس السواحل لإنقاذهم، و بالتالي يعتقد «المهرب» أنه سيتمكن من الفرار.و أضاف بأن حراس السواحل تفطنوا لهذه الحيل، و بعد طلب الدعم من زملائهم تمكنوا من القبض عليه و إنقاذ باقي المهاجرين.
شباب يدفعون 25 مليون سنتيم لعصابات الهجرة غير الشرعية
ذكر رئيس الجمعية بأن الشبان الراغبون في الهجرة غير الشرعية يدفعون مبالغ مالية تصل إلى 25 مليون سنتيم لعصابات تسهل عبورهم نحو الضفة الأخرى، وفي الكثير من الأحيان تكون هذه الرحلة فاشلة ، أو يتم القبض عليهم بعد الوصول من طرف حراس سواحل الدول الأوربية.
وأوضح المتحدث بأن من بين أسباب غرق الزوارق في البحر الحمولة الزائدة، فطاقتها الاستيعابية لا تفوق 300 كلغ، إلا أن الزورق الواحد يحمل 11 شابا، إلى جانب 400 لتر من المازوت، وهذه الحمولة الإضافية تؤدي إلى غرق الزورق بركابه.
و أضاف بأن رحلات الحراقة في البحر تستغرق مدة تصل 27 ساعة، و هي محفوفة بالمخاطر للبحث عن مصير مجهول، مؤكدا بأن أغلب رحلات «الحراقة» تنتهي إما بالموت غرقا في البحر، أو السجن في مراكز الاحتجاز بإسبانيا وإيطاليا و فرنسا، مشيرا إلى أن المهاجرين غير الشرعيين يواجهون ظروفا مأساوية في مراكز الاحتجاز و يحرمون من أدنى حقوقهم، وحتى من أفلتوا من هذا المراكز يعيشون ظروفا قاسية، ولا يجدون مأوى فيضطرون للمبيت تحت الجسور وفي مراكز جمع القمامة.
و حذر المتحدث من خطورة هذه الظاهرة التي أصبحت تهدد المجتمع و الأسر الجزائرية، مضيفا بأن كل أطياف المجتمع تتحمل مسؤولية محاربة هذه الظاهرة ومنها الأسرة، المسجد، الجمعيات وغيرها، كما دعا إلى تشكيل تحالف وطني لمحاربة الظاهرة و خدمة مصالح الشباب.
وفي السياق ذاته يدعو رئيس الجمعية الراغبين في الهجرة، إلى الابتعاد عن هذه المغامرة في البحر، و من يرغب في الهجرة حقا، عليه أن يهاجر بطرق شرعية و بجواز السفر، مضيفا بأن المستقبل الجميل لن يتحقق بمغامرات سرية مجهولة العواقب عن طريق البحر.
نورالدين-ع