يشيع اليوم جثمان الفريق الراحل، أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، إلى مثواه الأخير بمربع الشهداء بمقبرة العالية في جنازة شعبية ورسمية، بعد أن وافته المنية أول أمس الاثنين على إثر سكتة قلبية بمسكنه العائلي بالعاصمة.
وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية أمس أن مراسم جنازة الفقيد قايد صالح "ستكون اليوم بداية بإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الفقيد بقصر الشعب، ليشيع بعدها إلى مثواه الأخير بمربع الشهداء بمقبرة العالية بعد صلاة الظهر".
و حسب البرنامج فإن جثمان الفقيد سينقل صباحا إلى قصر الشعب لإلقاء النظرة الأخيرة عليه من طرف المواطنين وكل الزوار، على أن ينقل بعد ذلك عبر الشوارع الرئيسة للعاصمة نحو مقبرة العالية ليدفن في مربع الشهداء بعد صلاة الظهر مباشرة.
وكما هو مرتقب ستكون هناك جنازة شعبية مهيبة لفقيد الجزائر أحمد قايد صالح بالنظر لردود الأفعال الصادرة عن المواطنين من مختلف ولايات القطر بعد سماع خبر وفاته أول أمس، وأيضا بالنظر لما حدث أمس على مستوى القطاعات العسكرية عبر كامل ولايات الوطن التي فتحت سجلات تعازي في وفاة رئيس الأركان إذ شهدت توافد العشرات من المواطنين لتقديم وتسجيل التعازي.
وقد وضعت المئات من الحافلات في مدن وولايات الوطن تحت تصرف المواطنين الراغبين في المشاركة في تشييع جثمان الراحل قايد صالح اليوم إلى مثواه الأخير، و شرعت هذه الحافلات في نقل المواطنين إلى الجزائر العاصمة بداية من أمس الثلاثاء.
وعليه يرتقب توافد الآلاف من المواطنين على قصر الشعب اليوم حيث سيوضع جثمان الراحل قايد صالح لإلقاء النظرة الأخيرة عليه، كما من المتوقع أن تصطف حشود المواطنين على طول شارع ديدوش مراد وشارع جيش التحرير التي سيسلكها الموكب الجنائزي في اتجاه مقبرة العالية، فضلا عن حضور الآلاف منهم إلى المقبرة لتوديع الفقيد إلى مثواه الأخير.
وسينقل جثمان فقيد الجزائر من المستشفى العسكري لعين النعجة فوق عربة عسكرية مسجى بالعلم الوطني إلى قصر الشعب الذي سيفتح للشعب لإلقاء النظرة الأخيرة عليه، قبل نقله إلى مقبرة العالية، كما جرت العادة بالنسبة للجنازات التاريخية التي عرفتها البلاد في السنوات الماضية.
ويتوقع الكثير من المراقبين والمواطنين أن تكون جنازة الراحل أحمد قايد صالح فريدة من نوعها في تاريخ الجزائر بالنسبة لقائد عسكري، حيث لم يشهد تاريخ الجزائر الحديث جنازة شعبية لقائد عسكري كالتي ستقع اليوم لقايد صالح، وهذا بالنظر للظرف الذي جاءت فيه هذه الجنازة، وأيضا بالنظر للدور الذي قام به الراحل منذ بداية العام الجاري في حماية الوطن و الشعب ومرافقته في مطالبه وحراكه السلمي.
وعلى هذا الأساس يتوقع أن يرد المواطنون اليوم الجميل لهذا القائد العسكري الذي وعد ووفى في الأشهر الماضية، وتمكن من حفظ دماء الجزائريين بفضل الحكمة والبصيرة التي تميز بها في تسيير الأزمة التي دخلت فيها البلاد منذ بداية العام وما عرفته من تسارع وتطور للأحداث مرحلة بعد مرحلة، وقد تمكن بفضل تلك الحكمة من تفادي الوقوع في الفخاخ والمكائد التي أراد البعض وضع البلاد فيها والزج بها في أتون سيناريوهات الفوضى والعنف التي لا تحمد عقباها.
ومن هذا المنطلق فإن ردود أفعال المواطنين اتجاه خبر وفاته كانت عفوية في غالبيتها وفي مختلف ربوع الوطن، هؤلاء رأوا في الفقيد القائد الذي كان عند كلمته و سيّر الأزمة كما يجب إلى أن وضع البلاد على السكة بالعودة إلى المؤسسات الشرعية للبلاد والتي تمثلت أبرزها في انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل أسبوعين وتسليمه السلطة وأمانة الحفاظ على البلاد والعباد.
وقد أظهر تفاعل المواطنين مع خبر وفاة قايد صالح أنه يتمتع فعلا بشعبية لا غبار عليها وسط قسم كبير من أبناء الشعب، تمكن من كسبها في الأشهر الأخيرة بفعل طريقة تعامله مع الوضع الذي تمر به البلاد.
وهي ربما المرة الأولى التي تحصل فيها هذه العلاقة المميزة المتبادلة بين شعب وقائد عسكري يشغل أعلى المراتب في هرم قيادة الجيش الوطني الشعبي، حيث لم نكن نرى مثل هذه المواقف سوى مع رؤساء البلاد السابقين وقادتها التاريخيين.
و فضلا عن الجنازة الشعبية، فمن المتوقع أن تنظم للفقيد قايد صالح أيضا جنازة رسمية بكل ما تتطلبه من مراسم عسكرية معمول بها في هذا الشأن، بحضور رسمي مدني وعسكري رفيع، حيث سيحضر الجنازة رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، رفقة الوزير الأول بالنيابة والطاقم الحكومي، وباقي المسؤولين السامين في مختلف مؤسسات الدولة، وممثلي المنظمات الوطنية والمجتمع المدني، وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر، إضافة للمواطنين.
إلياس -ب
وزارة الشؤون الدينية والأوقاف
دعوة أئمة المساجد لإقامة صلاة الغائب على الفقيد اليوم
دعت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في بيان لها، أمس الثلاثاء، أئمة مساجد الجمهورية إلى إقامة صلاة الغائب على المرحوم الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الذي وافته المنية أول أمس الاثنين عن عمر ناهز 80 سنة.
وأوضحت الوزارة في بيانها أنه «تنفيذا لتعليمات الوزير الأول بالنيابة، صبري بوقادوم، يدعو وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، أئمة مساجد الجمهورية إلى إقامة صلاة الغائب والدعاء للمغفور له اليوم الأربعاء بعد الظهر مباشرة.
وأج