كثف معلمون من الدروس الخصوصية بمختلف المقرات التي تستغل لهذا الغرض بولاية قسنطينة، حيث استثمروا في قرار توقف الدراسة، من أجل زيادة عدد الحصص و بالتالي رفع مداخيلهم المالية، رغم أن هذا القرار جاء لمنع انتشار وباء «كورونا» من خلال عدم تجمع التلاميذ في الحجرات و تفادي الاحتكاك ببعضهم البعض.
وشرع التلاميذ بمختلف الأطوار التعليمية الثلاثة في حضور الدروس الخصوصية، مباشرة بعد إعلان وزارة التربية الوطنية عن توقيف الدراسة و استئنافها 5في أفريل المقبل، و ذلك بقرار من رئيس الجمهورية شمل أيضا الجامعات ومراكز التكوين المهني وأقسام محو الأمية و رياض الأطفال، قصد تفادي التجمعات التي من شأنها أن تساهم أكثر في انتشار الفيروس الخطير «كورونا»، ليستثمر معلمون في هذا الإجراء الوقائي من أجل جمع التلاميذ في أقسام ضيقة يسهل فيها انتقال المرض.
وكثف بعض المعلمين الحصص الخصوصية التي بدأت يوم الجمعة الماضي، حيث كانت الأجواء توحي أن الدراسة لم تنقطع نظرا للعدد الهائل من التلاميذ الذين رأيناهم يحملون محافظهم الثقيلة باتجاه أماكن تلقي الدروس، كما تكررت نفس المشاهد أمس، حيث خرج المتمدرسون من بيوتهم في أوقات مبكرة وتجمعوا بالقرب من بنايات يستغلها أساتذة في الدروس الخصوصية، على غرار ما هو مسجل بالمقاطعة الإدارية علي منجلي و حي سيدي مبروك أين استقبل أحد الأساتذة حوالي 100 تلميذ في حجرة واحدة، حسبما أكده لنا أحد الأولياء.
وقال أولياء تلاميذ كانوا بصدد إيصال أبنائهم لتلقي الدروس الخصوصية، إنهم يتخوفون من تسبب توقف الدراسة إلى إشعار آخر، في تراكم الدروس وبالتالي تكثيف المقرر في الفترة القادمة، ما قد يجعل أبناءهم عاجزين عن استيعاب المواد والرسوب في نهاية السنة، حيث عبروا في حديثهم للنصر، عن قلقهم من احتمال عدم تأجيل امتحانات الأقسام النهائية الخاصة شهادات الابتدائي والمتوسط و البكالوريا و الإبقاء على مواعيدها المحددة سابقا.
كما نظم مسؤولون بمختلف المؤسسات التربوية وخاصة الابتدائية، رحلات ترفيهية للتلاميذ نحو بعض الولايات، حيث لاحظنا أمس تجمع العشرات منهم بالقرب من فندق سيرتا بوسط مدينة قسنطينة، من أجل ركوب حافلة خاصة كانت تعج بالأطفال مرفقين بمشرفين تربويين، و هو ما أثار استغراب المارة، بالنظر إلى الاكتظاظ الكبير داخل المركبة، وكأن الجزائر غير معنية بالوقاية من فيروس كورونا الذي أدى لوفاة آلاف الأشخاص حول العالم، منهم 3 ببلادنا إلى غاية يوم أمس. حاتم/ب