تشهد مختلف نقاط بيع مادة السميد بعدة ولايات شرقية منذ أيام، إقبالا كبيرا من المواطنين ما أدى لخلق فوضى بالمخازن، كما أكد مدير فرع مجمع الصناعات الغذائية (الرياض سابقا) بقسنطينة، أن مخزون الحبوب يكفي لتغطية الطلبات لمدة 6 أشهر قادمة، وأضاف أنه لم يتم رفع الأسعار المحددة بـ 4000 دج للقنطار، فيما لجأت المؤسسة لتزويد مخازن الولاية بحوالي 200 قنطار من مصانع المسيلة وميلة والحروش لتغطية حاجيات السكان.
وعرفت مختلف وحدات بيع مادة السميد بولايات شرقية على غرار قسنطينة وميلة وسكيكدة وأم البواقي، إقبالا منقطع النظير من الزبائن منذ تسجيل أول وفاة لمصابة بفيروس كورونا المستجد، حيث تشكلت في الأيام السابقة طوابير طويلة أمام أماكن البيع ما خلف ندرة في ظرف أيام، بسبب اقتناء المواطنين لكميات كبيرة، كما سادت الفوضى مختلف المخازن بسبب الرغبة في اقتناء أكياس السميد قبل إنزالها من الشاحنات.
و قد تعرض أصحاب محلات بعلي منجلي للتهديد وفق ما صرح لنا به بعضهم ، فيما عاش رؤساء مخازن بحامة بوزيان والخروب لحظات عصيبة جراء الضغوطات الكبيرة من طرف بعض الزبائن الراغبين في اقتناء أكياس المادة مباشرة من الشاحنة وقبل تفريغها بنقاط البيع، على غرار ما حدث أمس بمحاذاة المركز الثقافي محمد العيد آل خليفة بوسط مدينة قسنطينة، فيما تفاجأ مواطنون بعدم توفر السميد بنقطة بيع بالخروب.
وأكد الرئيس المدير العام للشركة الفرعية حبوب قسنطينة و التابعة لمجمع «أغروديف»، غلاب عبد الكريم، أن مصالحه تشرف على 6 ولايات بالشرق الجزائري و تتوفر على 10 وحدات إنتاج، 3 منها في قسنطينة وأخرى تتوزع على كل من المسيلة و ميلة و سكيكدة وعنابة وقالمة وهناك 60 نقطة بيع، كاشفا أن كمية القمح المخزن تكفي لتلبية احتياجات المواطنين بهذه الولايات لمدة 6 أشهر قادمة، وذلك دون استيراد القمح، ودون احتساب ما يمكن توفيره من طرف المؤسسات الأخرى المنتجة لمادة السميد.
وأضاف المسؤول في تصريح للنصر، أنه ومباشرة بعد بداية انتشار فيروس كورونا، قامت مصالحه بتزويد مختلف نقاط البيع بأكبر كمية ممكنة، كما طمأن المواطنين بأن الكميات المتوفرة تغطي حاجياتهم وأكثر، مضيفا أن الأمر لا يقتصر فقط على مادة السميد بل يشمل أيضا كل المنتجات الأخرى والمتمثلة في الفرينة والعجائن والحبوب الجافة مثل الفاصولياء و الحمص، متعهدا بأن يتواصل الإنتاج على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع.
وعن ارتفاع أسعار أكياس السميد في الآونة الأخيرة، نفى المتحدث أن تكون شركة «أغروديف» قد راجعت الأسعار، موضحا أنها تسعى لكسر احتكار بعض التجار لهذه المادة، من خلال بيعها مباشرة للمواطن في نقاط البيع الخاصة بها، عوض التعامل مع تجار الجملة، الذين قاموا برفع الأسعار إلى الضعف بشكل عشوائي حسبه، وأكد المسؤول أن الأسعار المعتمدة تتمثل في 4000 دج للقنطار، أي أن كيس بوزن 10 كلغ يباع مقابل 400 دج، و25 كلغ مقابل 1000 دج.
كما أضاف غلاب أنه تم إنشاء خلية أزمة لمتابعة التموين بمختلف الولايات، مضيفا أن مؤسسته مستعدة لتوصيل الكميات المطلوبة إلى كل المناطق حتى وإن كانت في مناطق جبلية ، وذلك بتوفير شاحنات تتنقل إلى عين المكان وتوزع المادة مباشرة على المواطنين، ففي قسنطينة مثلا تتواصل عمليات التوزيع إلى غاية السادسة مساء ويمكن أن تمتد إلى منتصف الليل إن استدعى الأمر ذلك، مؤكدا أن المؤسسة اقتصادية ولكنها مستعدة لنزع قبعة الربح من أجل تقديم خدمات عمومية.
وقال المتحدث إنه أطلع مسؤولي الولايات المعنية، أن المؤسسة قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي بها، موضحا أن ولايتي ميلة والمسيلة الأكثر إنتاجا للحبوب بقدرة 3 آلاف قنطار يوميا، فيما وصل المردود إلى حوالي 1100 قنطار في قسنطينة، مضيفا أن مؤسسته تعمل على تموين داخلي، يتمثل في تزويد الولايات التي بها فائض في الإنتاج لأخرى بها نقص، كما اعترف أن مؤسسته كانت تعمل بأريحية قبل الأزمة، حيث تنتج حوالي 50 بالمائة من القدرة الإجمالية.
وأضاف المدير العام لمؤسسة «أغروديف» الجهوية، أنه يتوقع أن تنخفض الطلبات خلال 3 أيام قادمة، موضحا أنه تعامل مع وضعيات مماثلة على غرار الأسبوع الذي يسبق شهر رمضان والأيام الأولى بعد حلوله، معللا ذلك بأن القدرة الشرائية للمواطن لا تمكنه من اقتناء كميات كبيرة لتخزينها، على غرار أكياس الحليب، وبالتالي الاكتفاء بما تم اقتناؤه خلال الأيام الماضية.
تزويد مخازن قسنطينة بـ 200 قنطار من ميلة والمسيلة
كما قال المدير العام أن التهافت الكبير على السميد في قسنطينة، جعل الكميات المنتجة غير كافية، ما جعله يقرر اللجوء إلى قرابة 200 قنطار من وحدات الإنتاج بالمسيلة وميلة والحروش، كما أكد مدير المركب الصناعي والتجاري سيدي راشد، أن قسنطينة تتوفر على 3 وحدات إنتاجية ، اثنتان منها خاصة بمادة الفرينة و الثالثة بالسميد، موضحا أن حصة وحدة الإنتاج الواقعة ببلدية حامة بوزيان من القمح الصلب، هي 1100 قنطار يوميا، وتعمل على مدار 5 أيام في الأسبوع ما يجعل الكمية الإجمالية 5500 قنطار، يستخرج منها 67 بالمائة كسميد أي حوالي 3700 قنطار أسبوعيا.
وقال المتحدث أن الكمية المنتجة كانت كافية، ليتفاجأ بداية من يوم الأحد الماضي بإقبال غير مسبوق من طرف الزبائن سواء تجار جملة أو أشخاص عاديين أو مسؤولي وحدات البيع، ما جعل الطلبات ترتفع إلى أكثر من 50 بالمائة وتتعدى قدرة الإنتاج في قسنطينة، موضحا أن الكميات أصبحت تنفد بسرعة ما حتم التزود من وحدات الإنتاج بالولايات المجاورة.
كما أضاف المسؤول، أنه سيحاول رفع الكميات التي يتم التزود بها من المصانع الأخرى، من أجل تحقيق الاكتفاء بولاية قسنطينة، مضيفا أن مادة الفرينة لا تلقى إقبالا كبيرا من طرف الزبائن، كما تحدث عن رغبة بعض المواطنين في اقتناء السميد قبل إنزاله من الشاحنات، وهو ما يعيق كثيرا عمليات التفريغ ، ما جعل رؤساء المخازن يعيشون أوقاتا عصيبة في كل عملية تزويد.
و أكد المتحدث أن الأسعار المعتمدة تبقى في متناول الجميع وبست نقاط على مستوى الولاية، حيث تتوزع في نقطة محاذية للمركز الثقافي آل خليفة و بشارع عواطي مصطفى وفي بلدية حامة بوزيان وفي مدينة الخروب و كذا مدينتي ماسينيسا و علي منجلي.
حاتم/ب