ينتاب سكان مدينة قالمة القلق من المخاطر الكبيرة التي يشكلها سوق شارع التطوع الشهير بوسط المدينة لما يشهده من إقبال من طرف المواطنين.
حيث ظل المكان مرتعا للنفايات و الروائح و قبلة لآلاف المتسوقين القادمين من المدينة و من مختلف مناطق الولاية، لشراء الخضر و الفواكه و اللحوم و الملابس و الأفرشة الآسيوية و حتى المجوهرات و الخردة و التجهيزات الكهرومنزلية و مواد التجميل و التنظيف، متواجدة هنا في هذا السوق العملاق الذي ظل يتوسع باستمرار، حتى صار قطبا تجاريا كبيرا بشرق البلاد، يغري كبار التجار من مختلف ولايات الوطن.
و بالرغم من التحذيرات الصادرة من الأطباء و جهات أخرى بضرورة التحلي بالحذر الشديد و البقاء في المنازل والخروج للضرورة القصوى، فإن التسوق و الاستهتار مازالا يصنعان يوميات السوق الكبير و الشوارع و الأحياء السكنية المجاورة له وبدأت المخاوف تتزايد من احتمال وصول حالات مشتبه بها إلى السوق و اتصالها مع عدد كبير من المتسوقين.
و يقع سوق شارع التطوع في منخفض عمراني كثيف و فيه ممرات متداخلة و ضيقة، مما يؤدي إلى تكدس المتسوقين و تلوث الهواء بالمنطقة.
وقد سارعت سلطات المدينة خلال الساعات الماضية، لتعقيم السوق و الفضاءات المجاورة له و إزالة كميات كبيرة من النفايات المتراكمة على طول الشارع المزدوج المار وسط السوق الكبير.
وشاركت في العملية، عدة قطاعات و مؤسسات ومتطوعون، في محاولة للتصدي لمخاطر العدوى، لكن استجابة المواطنين مازالت تثير القلق بشارع التطوع، حيث تواصل أعداد كبيرة من المواطنين التجوال و التجمع ساعات طويلة و كأن الحياة قد عادت إلى طبيعتها و أن الخطر قد تراجع.
و يعد سوق شارع التطوع الممون الرئيسي لسكان المدينة بالخضر و الفواكه و المواد الغذائية و هو غير معني بإجراءات الغلق، لكن المشرفين عليه أصبحوا مطالبين باتخاذ إجراءات أكثر صرامة، لمنع التجول و التجمع داخل السوق و خفض ساعات العمل و التقليل من الحركة، قبل أن يتفاقم الوضع في ظل انتشار الوباء عبر مختلف مناطق الوطن. فريد.غ