lالجزائر ستبني منظومة صحية وطنية قوية وحقيقية
أكد، أمس الاثنين، الوزير الأول عبد العزيز جراد بأن الدولة لن تتخلى عن الأسر المعوزة في هذا الظرف الصحي الصعب الذي تمر به البلاد، وكشف عن وضع آليات للتضامن على المستوى المحلى استجابة لاحتياجات الأسر المعوزة، والتكفل بكل الذين يستمدون قوتهم من فرص عمل يومية، وقال بأنه سيتم ردع كل من يستغل هذا الوضع للمضاربة، مشيرا إلى أن الجزائر ستبني منظومة صحية وطنية قوية وحقيقية، مثنيا على مستخدمي الصحة، الذين وصفهم بالجيش الذي سيتغلب على الوباء.
وقال الوزير الأول في تصريح صحفي على هامش زيارته التفقدية لمصلحة الإنعاش بمستشفى فرانتز فانون بالبليدة، رفقة وزيري الداخلية والصحة، بأن المساعدات الغذائية التي تقدم للمواطنين، يجب أن تتم بدون تهريج، ودون استعمالها من أجل الدعاية أو غيرها، موضحا بأن مساعدة المواطنين، يجب أن تتم حسبه في سرية تامة، كما شدد على ضرورة أن تذهب المساعدات إلى المحتاجين الحقيقيين والعائلات المعوزة والضعفاء.
نعيش أزمة صحية وليس هناك أزمة غذائية
وأضاف جراد «صحيح أننا نعيش أزمة صحية، لكن ليست هناك أزمة غذائية، مؤكدا بأن الحكومة اتخذت كل الإجراءات لضمان التمويل الكامل والكافي للأسواق بمختلف المنتجات الزراعية والغذائية»، مشيرا إلى أن الجزائر في مأمن عن أي نقص في المواد الغذائية ومخزونها كاف، كما هو الشأن لوسائل الإنتاج، التي تعد، كما قال، كافية للاستجابة للحاجيات الغذائية على المدى البعيد، مؤكدا بأن الدولة برهنت على أن الجزائر قادرة على ضمان قوت كل أبنائها، حيث أكد في هذا الشأن قائلا «رغم الظروف المالية الصعبة التي تعصف بالبلاد جراء تراجع أسعار النفط، لن نتخلى عن الأسر الجزائرية أينما كانت في الجبال أو المدن أو القرى أو في الصحراء».
وبشأن الندرة في بعض المواد قال «من الطبيعي في الظرف الحالي، أن يتوجه المواطنون لاقتناء كميات أكبر من احتياجاتهم العادية»، حيث اعتبر بأن مثل هذا السلوك يفاجئ تجار الجملة والمنتجين، الذين يحتاجون لبعض الوقت لكي يتأقلموا مع الوضع الجديد للسوق، وهذا ما يحدث، حسب الوزير، في مثل هذه الظروف، في كل بلدان العالم.
الردع لكل من تسوّل له نفسه المضاربة
على صعيد آخر دعا الوزير الأول، على هامش تفقده الديوان الوطني للحبوب بالعفرون إلى الشفافية في توزيع المواد الغذائية، وقال بأن سلسلة التوزيع، يجب أن تكون شفافة وواضحة لمنع التخزين ومحاربة المضاربة، مؤكدا بأن الردع من خلال القانون، سيكون لكل من تسول له نفسه استغلال هذه المرحلة الحالية لتقليص كمية المواد الغذائية الموجهة للمواطنين، وقال بأن كل من يقوم بذلك سيحاسب.
و أوضح جراد بأن الأزمة الصحية بينت نقائص، لكن سيتم التغلب عليها في المستقبل، مشيرا إلى أن برنامج الحكومة يحمل فصلا كاملا حول إصلاح المنظومة الصحية، كما أكد بأن الجزائر ستبني منظومة صحية وطنية قوية وحقيقية، وقال بأن العالم ما قبل كورونا ليس هو العالم ما بعد كورونا، لذا يجب أن نكون متفائلين وحذرين في نفس الوقت، حسب ما أضاف الوزير.
في سياق آخر دعا جراد إلى تشجيع جمعيات الأحياء وحركات المجتمع المدني على التضامن مع إخوانهم في البليدة وكل مدن وقرى الجزائر، مضيفا بأن هناك علامة إيجابية في هذه الظروف، فالجزائريون، حسبه، كانوا دائما في المحن يقومون بتضامن قوي ويبرهنون عليه بوحدتهم، مضيفا بأن البليدة في قلب هذه الأزمة الصحية، لكنها في قلوب كل الجزائريين والجزائريات، مشيرا إلى أن «رئيس الجمهورية، عبر عن مكانة ولاية البليدة في قلوبنا خاصة في هذا الظرف الخاص».
مستخدمو الصحة هم الجيش الذي سيتغلب
على الوباء
من جانب آخر ترحم الوزير الأول على كل أبناء الوطن، الذين راحوا ضحية هذا الوباء الغادر، ومن بينهم البروفيسور سي أحمد المهدي رئيس مصلحة الجراحة العامة بمستشفى فرانتز فانون سابقا، الذي توفي صباح أمس بفيروس كورونا، وفي الإطار ذاته، أثنى عبد العزيز جراد على الطاقم الطبي العمومي والخاص، على تفانيهم وجهودهم في التصدي للوباء، وأكد بأن الدولة ستوفر كل وسائل الوقاية والحماية لجميع مستخدمي الصحة، كما سيتم تزويد الممارسين الخواص، على حد تأكيده، بكل الوسائل على مستوى كل الولايات، حيث أشار إلى أن ضمان صحة مستخدمي الصحة العمومية والخاصة ليست فقط ضرورة، بل محور أساسي في استراتيجية الدولة للتصدي لوباء كورونا المستجد، كما أثنى جراد على كل مستخدمي الصحة الذين يحاربون بقوة وعزم من أجل حماية المواطنين وإنقاذ حياة من هم في خطر، ووصفهم الوزير الأول بجيش الجزائر الصحي الذين سيتغلبون على الوباء ، قائلا « دون مبالغة إنكم خطوط الدفاع الأمامية للنظام الصحي».
وفي السياق ذاته، أثنى الوزير الأول على دور مصالح الأمن القائمة ليلا ونهارا على ضمان حسن سير نظام وتدابير الحجر الصحي، الذي اعتمدته الدولة، وتصديها لكل محاولات المضاربة والإتجار غير مشروع وإفشال خطط كل من ينوي انتهاز هذا الظرف العصيب، وفي نفس الوقت أثنى الوزير الأول على عمال قطاعات أخرى، ومنهم الحماية المدنية و سونلغاز و الاتصالات والبريد، وكذا الجزائرية للمياه و عمال النظافة، معبرا عن عميق تقديره لأسرة الإعلام، التي تنقل، مثل ما قال، المعلومات، وتتابع بشكل دائم للأحداث خدمة للوطن ومرافقة للتدابير العمومية، ودعا جراد وسائل الإعلام لمواصلة العمل، معبرا عن أمله في أن تبقى هذه الوسائل الإعلامية ملتزمة بقيم المهنية والمسؤولية، لاسيما في هذا الظرف الصعب الذي يعتبر من خلاله العمل الاتصالي جوهريا وبالغ الأهمية، مثل ما أكده الوزير.
نورالدين-ع