يعقد أعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفائها على رأسهم روسيا ، اليوم اجتماعا لمناقشة سبل إعادة الاستقرار الى أسواق النفط ، في وقت يتوقع خبراء، أن هذا الاجتماع من المرجح أن يفضي إلى اتفاق لتخفيض الإنتاج من أجل عودة التعافي للأسعار في السوق الدولية، لكن ذلك قد يتوقف على ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى التخفيضات.
واصلت أسعار النفط ارتفاعها ، أمس الأربعاء، بعد انخفاض استمر يومين مدعمة بآمال أن يتوج اجتماعا من المزمع عقده اليوم بين أعضاء أوبك وحلفائها بقيادة روسيا، وهي مجموعة تعرف باسم أوبك+، لمناقشة اتفاق جديد لكبح الإنتاج وإنهاء حرب أسعار بين السعودية وروسيا ، والتي كانت قد دفعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التدخل .
ويرى متتبعون أن الاجتماع المقرر عقده اليوم، من المتوقع أن يكون أكثر نجاحا من اجتماع عقد في أوائل شهر مارس الماضي ، حيث فشلت أوبك في التوصل إلى اتفاق جديد مع شركائها، في مقدمتهم روسيا، لكبح الإمدادات وضبط الأسعار، وهو ما أدى إلى حرب أسعار بين السعودية وروسيا، أثرت بشكل كبير على وضعية السوق وتهاوت الأسعار إلى معدلات غير مسبوقة سيما في ظل التأثير الواضح لانتشار فيروس كورونا على اقتصاديات الدول .
وينتظر مراقبون، توصل أعضاء أوبك وروسيا إلى اتفاق لخفض الإنتاج، لكن ذلك الاتفاق قد يتوقف على ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى التخفيضات، وفد ألمحت السعودية وروسيا، إلى أنهما قد توافقان على تخفيضات كبيرة للإنتاج لكن ذلك لن يتحقق إلا إذا شاركت الولايات المتحدة وغيرها من المنتجين من خارج أوبك+.
وقد وجهت أوبك و حلفائها دعوة لـ 10 بلدان أخرى منها الولايات المتحدة لحضور الاجتماع الذي يعقد عن بعد لمناقشة تقليص جماعي للإنتاج قد يبلغ 10 مليون برميل يوميا.
ومن جهتها كانت وزارة الطاقة الأمريكية، قد أعلنت، أول أمس، إن الإنتاج الأمريكي ينخفض بالفعل بدون تدخل من جانب الحكومة وقالت وزارة الطاقة الأمريكية إن منتجي النفط في الولايات المتحدة من المتوقع أن يخفضوا الإنتاج بحوالي مليوني برميل يوميا لأن هبوط أسعار الخام يرغم الشركات على تقليص العمليات، في ما قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إنه من المتوقع انخفاض الإنتاج الأمريكي من النفط الخام 470 ألف برميل يوميا وإن الطلب من المقرر أن يهبط بنحو 1.3 مليون برميل يوميا في 2020.
وقالت مصادر بأوبك، أول أمس، إن أي اتفاق نهائي بشأن حجم تخفيضات أوبك+ يتوقف على الأحجام التي سيبدي منتجون آخرون مثل الولايات المتحدة وكندا والبرازيل استعدادا لخفضها.
وأوضح الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد طرطار ، في تصريح للنصر ، أمس، بخصوص الاجتماع المزمع عقده اليوم بين أوبك وروسيا أن الأمر لم يتضح بعد ما اذا كانت روسيا ماضية في تخفيض الإنتاج ، في وقت تبقى السعودية في حاجة ماسة إلى التخفيض، لكن الجانب الروسي لا يزال غير واضح المعالم في أفكاره .
وتوقع الخبير الاقتصادي، أن يكون هناك حد أدنى لاتفاق حول تخفيضات في الإنتاج منتظرة وهذا الحد الأدنى -كما أضاف- هو الذي تريده أمريكا، مشيرا إلى أنه الضروري العودة إلى استقرار الأسعار بين 40 إلى 70 دولارا للبرميل وأضاف في السياق ذاته أن الاتفاق المتوقع اليوم خلال الاجتماع، سيؤدي الى تعافي الأسعار، لتكون في حدود بين 30 إلى 60 دولارا للبرميل، بالنظر الى تفشي فيروس كورونا في العالم وتأثيرات ذلك على اقتصاديات الدول .
من جهة أخرى ، أوضح الخبير الاقتصادي، إلى أن تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، جاء لإنقاذ شركات النفط الأمريكية التي تأثرت بشكل كبير ، لذلك فالرئيس الأمريكي يعمل من أجل انقاذ الشركات البترولية الامريكية وفي ذات الوقت يبحث عن متوسط سعر يناسب الصناعات الامريكية وطروحاته .
وللتذكير ، كانت الجزائر التي تترأس مؤتمر أوبك في وقت سابق، قد دعت جميع منتجي النفط لاغتنام فرصة الاجتماع المنتظر عقده اليوم، لتغليب روح المسؤولية و التوصل إلى اتفاق بشأن خفض إنتاج النفط يكون شاملا وواسع النطاق و فوريا.
محمد عرقاب: ضمان الشروط التي من شأنها تحقيق توازن السوق النفطية
و من جانبه ، أوضح وزير الطاقة ، محمد عرقاب ، أمس، أن اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول و بلدان خارج أوبك الذي سيعقد اليوم عن طريق ندوة عن بعد يجب أن يتوصل إلى ضمان الشروط التي من شأنها تحقيق توازن السوق النفطية.
و أكد الوزير خلال زيارة ميدانية إلى مديرية التوزيع لسونلغاز ببلدية بلوزداد (الجزائر العاصمة)، أن هذا الاجتماع «سيكون مثمرا دون شك من أجل التوصل إلى توزان السوق بين بلدان أوبك و شركائنا خارج أوبك من خلال إجراءات سنتخذها غدا».
و سيسمح ذاك حسب قوله بانتعاش السوق البترولية قصد تلبية مطالب البلدان المنتجة للذهب الأسود و المستهلكة له ، مضيفا أن «الجزائر تتعاون مع جميع بلدان أوبك و خارج أوبك من أجل التوصل إلى تخفيض الإنتاج».
وأوضح أن استقرار السوق النفطية العالمية سيسمح بمواصلة التنمية في هذا القطاع لمجموع البلدان لاسيما فيما يتعلق بالاستثمار في قطاع الطاقة .
مراد - ح