• دعوة إلى المزيد من الانضباط مع الاقتراب من ساعة الفرج من الوباء
كشف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، أنه أمر بترميم جميع المساجد العتيقة في الجزائر، وفي مقدمتها الجامع الأخضر في قسنطينة، كما جدد الالتزام الذي قطعه في خطاب القسم بالاهتمام بالمعلم، والأستاذ والباحث ماديا واجتماعيا، لصنع نهضة وطنية شاملة تعيد الاعتبار للمدرسة الوطنية بكل أطوارها، كما أعاد التذكير بضرورة عدم الاستهانة بتدابير الوقاية والحجر المنزلي، و نادى الجميع بالمزيد من الانضباط واليقظة والتناصح، ونحن نقترب من ساعة الفرج، من وباء كورونا.
بمناسبة إحياء يوم العلم المصادف لـ 16 أفريل من كل سنة، قال السيد تبون، في رسالة له بهذه المناسبة، «أمرت بترميم جميع المساجد العتيقة في الجزائر، وفي مقدمتها الجامع الأخضر في قسنطينة، الذي كان الشيخ عبد الحميد بن باديس يلقي فيه الدروس في التفسير والحديث وعلى رأسها شرح موطأ الإمام مالك رضي الله عنه وأرضاه، حرصا من الدولة على بقاء هذا الصرح مصدر إشعاع ديني وثقافي، وشاهدا على مكانة هذا الرجل في تاريخ نهضة الأمة».
وجدد الرئيس تبون، الالتزام الذي قطعه في خطاب القسم اتجاه الأسرة التربوية، حيث قال «أجدد التزاما قطعته على نفسي أمامكم في خطاب القسم، بالاهتمام بالمعلم، والأستاذ والباحث ماديا واجتماعيا، لصنع نهضة وطنية شاملة تعيد الاعتبار للمدرسة الوطنية بكل أطوارها، وتستعيد الدولة فيها هيبتها، ويتنافس في ظلها أبناؤها وبناتها على العمل الصالح ونكران الذات، مسترشدين بسيرة أسلافنا الميامين المنسجمة، مع بيان أول نوفمبر، الذي يظل مصدر إلهامنا ومرجع سياساتنا.
وقال الرئيس بأن جائحة كورونا، ولو أنها حرمت الجزائريين من الاحتفال بيوم العلم، غير أنها كانت فرصة لاكتشاف طاقات علمية من أطباء، وشباب أبرزوا قدراتهم، من خلال المبادرات المساهمة في المجهود الوطني لاستئناف الحياة الطبيعية، حيث قال «إنني بقدر ما أحيي الأسرة التربوية والجامعية و حملة الفكر الذين يحترقون ليضيئوا طريق الأجيال الصاعدة بنور العلم والمعرفة، بقدر ما يؤلمني أن نحرم هذه السنة من احتفالات يوم العلم، ومن تلك السعادة التي تبعثها فينا رؤية أبنائنا وبناتنا يرددون أشعار العلامة المصلح عبد الحميد بن باديس، ويخلدون مآثره، ولكن شاءت إرادة الله تأجيل ذلك.
وأضاف «ولعل في هذا الأمر فرصة أخرى مكنتنا من اكتشاف طاقاتنا العلمية ممثلة في أطبائنا الواقفين في طليعة المتصدين للوباء، كما أتاحت للشباب سانحة لإبراز قدراته وقوة تفاعله مع هموم شعبه بما يتخذه يوميا من مبادرات للمساهمة في المجهود الوطني الدؤوب لاستئناف الحياة الطبيعية، وهي مبادرات تبرهن على كفاءته العلمية في مجال ابتكار الوسائل والتجهيزات، والأرضيات الرقمية، بل والإسهام بالأعمال التطوعية للتنفيس عن المصابين، وتخفيف الضغط عن مستخدمي الصحة عامة».
وحذر الرئيس من أن هذه المجهودات والمبادرات ستكون ناقصة، إذا لم يلتزم الجميع بالوقاية والحجر الصحي، قائلا في هذا الشأن «هذه الجهود ستظل ناقصة، مهما كان أهلها، إذا استهان أي واحد منا بتدابير الوقاية، والحجر المنزلي، وتخلى عن مسؤوليته في تقاسم التضحية مع بني وطنه، لذلك أجدد ندائي إلى الجميع ـ ونحن نقترب ـ إن شاء الله ـ من ساعة الفرج التي نستعجلها بتعبئة كل إمكاناتنا البشرية والمادية والمالية ـ من أجل المزيد من الانضباط واليقظة والتناصح، متساندين لجلب المصلحة ومتضامنين لدفع المضرة، وبذلك ستكون العاقبة بإذن الله لنا، وإن طال البلاء، لأن الشدائد مهما بلغت وتعاظمت لا تدوم، وإن بعد العسر يسرا، وبعد الصبر نصرا».
عبد الرزاق.م