عرف نزل بربروس بمدينة جيجل، أجواء رائعة، لمبادرة صحافيين رفقة مصالح الأمن الولائي، تم خلالها زيارة الطاقم الطبي من مستشفى محمد الصديق بن يحيى المقيم بالفندق و المتكون من 23 مقيما، حيث تم تكريم الأطباء و سلك شبه الطبي الحاضرين، الذين فضلوا المكوث بعيدين عن منازلهم، مخافة حمل فيروس كورونا بالخطأ لأفراد عائلاتهم.
بعد وضع الترتيبات و الروتوشات الأخيرة لزيارة الطاقم الطبي والاتفاق مع صاحب الفندق الذي شجع المبادرة و عمل على جعلها سرية بالنسبة للمعنيين دون علمهم و لدى وصول القافلة التي ضمت سبعة صحافيين والمكلفة بالاتصال بأمن الولاية، تمت مفاجأة الطاقم الطبي الذي لم يكن ينتظر الحضور المميز و تم تقديم ورود و هدايا لهم، فيما كانت الدموع تنهمر من أعين الحاضرين و عبارات الشكر تتردد من قبلهم.
و أوضح الممرضون الحاضرون، بأن الفرحة لا يمكن وصفها، كونها مبادرة لم تكن في الحسبان، بحيث كانت الانطلاقة من قبل الأسرة الإعلامية، وسط غياب المبادرات التحفيزية على حد قولهم، في حين أشارت إحدى الممرضات قائلة» كنا في السابق نتعرض للانتقاد من قبل الصحافة، عبر المقالات و التقارير التي تنشر حول وضعية المستشفيات و تجاوزات تحصل في مرات عديدة، كانت في مخيلتنا صور عديدة، لكن مع جائحة كورونا، لاحظنا الدعم الكبير الذي نتلقاه يوميا عبر كتابات و تقارير الصحافيين، فحتى حساباتهم لا تخلو من عبارات الشكر و الوقوف معنا و الجميل، بل الأجمل، أن تكون الزيارة من قبل أفراد السلطة الرابعة، في وقت ينفر منا الجميع، خوفا من أن نتسبب لا قدر الله، في نقل العدوى، لكن وقوفهم اليوم معنا، رفقة مصالح الأمن، يدل على أن الإعلام في الجزائر يعتبر السلطة الرابعة رغم أنف الحاقدين، كونه يحمل رسالة نبيلة من الصعب فهمها، أنا اليوم مقتنعة بحجم الصعوبات التي يعانيها الصحافيون، فهم لسان حال المجتمع و كل ما قيل في حق قطاع الصحة محليا، نابع من شكاوى المواطنين».
و أضافت المتحدثة، بأنها تقدر جيدا المبادرة و الالتفاتة التي قامت بها الأسرة الإعلامية لزملائها و تعتبر دعما معنويا لهم، يحفزهم على مواصلة نضالهم لمواجهة فيروس كورونا، كما ذكرت ممرضة أخرى، أن الزيارة تعتبر بمثابة جرعة أوكسجين و غرس للأمل في نفوسهم، فالضغط الكبير الذي يمرون به، صعب للغاية و يتطلب الصبر كثيرا، مشيرة إلى أن جل الماكثين بالفندق، فضلوا البقاء مرغمين، من أجل عدم نقل الفيروس بطريقة غير مباشرة، كونه خطير للغاية، فمن الصعب الابتعاد عن العائلة، لكن الوضعية الحالية تتطلب التضحية بالحياة العائلية و تجنبيهم الخطر.
و ذكر صاحب فندق بروبروس، أن المبادرة المقامة، جاءت في وقتها، خصوصا و أن جل الطاقم الطبي كان بحاجة إلى جرعة أوكسجين لرفع المعنويات، مؤكدا على أن الأسرة الإعلامية كانت السباقة للمبادرة و لم تكن متوقعة من أحد، مشيرا إلى أن كل الظروف مهيأة لضيافتهم على أحسن وجه.
و أوضح الإعلاميون الحاضرون، بأن المبادرة التي كانت من ترتيب سبعة صحافيين و بمشاركة مصالح الأمن الولائي، يراد بها تقديم الدعم المعنوي للطاقم الطبي و التأكيد على روح التضامن و التآزر، كما أنها فرصة للتعرف على مختلف المشاكل و ظروف العمل، من أجل نقلها مباشرة للسلطات المختصة.
و أضافت المكلفة بالإعلام بأمن الولاية عزيزة جرورو، بأن الزيارة التضامنية المنظمة من قبل الأسرة الإعلامية بولاية جيجل، برمجت لفائدة بعض موظفي مستشفى جيجل المتواجدين بفندق بربروس وسط المدينة، حيث كانت عبارة عن وقفة تقدير و احترام لهؤلاء الموظفين و من خلالهم إلى كافة العاملين من أجل محاربة وباء كورونا، إضافة إلى مؤازرتهم، بالنظر للظرف الصحي الذي تمر به الجزائر في ظل تفشي الجائحة العالمية كورونا كوفيد 19، ما أجبر هؤلاء الموظفين على الابتعاد عن ذويهم خدمة للمواطنين.
كما قالت المتحدثة، بأن الزيارة كانت فرصة لخلق أجواء عائلية، بهدف التخفيف عنهم جراء متاعب الابتعاد عن عائلاتهم و هو ما ترك أثرا طيبا لديهم، مثمنين هذه المبادرة الطيبة، حيث يسعى أمن ولاية جيجل من جهته، لمرافقة كل أطياف المجتمع سيما في هذا الظرف الخاص و المساهمة من أجل تجاوز هذه المرحلة الاستثنائية.
كـ.طويل