تجمع المئات من سكان مدينة قالمة، صباح أمس الأحد، أمام مخزن الشركة الحكومية لإنتاج السميد، بحثا عن كيس من هذه المادة الاستهلاكية، التي تعرف نقصا كبيرا و صل إلى حد الندرة منذ بداية تدابير الوقاية من فيروس كورونا المتفشي في البلاد.
و امتلأت ساحة المخزن الواقع بالضاحية الشمالية للمدينة بالناس و السيارات، في خرق مقلق لتدابير الأمان التي تطلب من المواطنين التباعد الآمن و ارتداء الكمامات لتفادي الإصابة بالعدوى.
و بالرغم من الكميات الكبيرة التي تم توزيعها بالمدينة الأيام الماضية، إلا أن السكان مازالوا يبحثون عن السميد و لا يترددون في تشكيل طوابير طويلة و البقاء وسط زحام شديد عدة ساعات، في انتظار الشحنات القادمة من المطاحن المتواجدة بالمنطقة.
و كانت مديرية التجارة بقالمة، قد أعلنت منذ أيام عن العودة إلى نظام التوزيع القديم عن طريق التجار المتواجدين بالأحياء السكنية، لتفادي الطوابير أمام مخازن التوزيع الكبرى و حظائر البلديات، لكن الوضع مازال يثير القلق، حيث يشتكي سكان المدن الكبرى من نقص كبير في السميد و يقولون بأنهم مجبرون على الخروج من منازلهم و الوقوف في طوابير غير آمنة للحصول على هذه المادة الاستهلاكية، التي تعرف إقبالا غير مسبوق منذ بداية أزمة وباء كورونا بالمنطقة في 12 مارس الماضي. و يواصل سكان مدينة قالمة و مدن و قرى أخرى، خرق تدابير الوقاية من الفيروس الفتاك، بالتجمع داخل المحال التجارية و السير المزدحم بالشوارع الرئيسية طيلة الساعات التي تسبق بداية الحجر الوقائي اليومي على السابعة مساء.
و يشتكي سكان قالمة، من ندرة الكمامات الطبية بالصيدليات منذ بداية انتشار الوباء بالمنطقة و يسير الناس في ساحات و شوارع مدينة قالمة و مواقعها التجارية بلا معدات وقاية و من النادر أن ترى كمامة واقية على وجه رجل أو امرأة.
و تشكل طوابير البحث عن الغذاء و التجوال في الشوارع و الساحات العامة، مخاطر كبيرة في ظل الانتشار المتزايد للفيروس بعدة بؤر جديدة، منها مدينتي قالمة و بوشقوف.
و مع مرور الزمن، بدأت خروقات تدابير الأمان تتصاعد بقالمة و لم تعد تقتصر على المدن الكبرى، حيث تحولت المنتجعات الغابية إلى مصدر خطر، عندما أصبحت عرضة للحشود الهاربة من الحجر المنزلي، في استهتار كبير ينذر بعواقب وخيمة خلال الأيام القادمة إذا واصل الوباء انتشاره.
فريد.غ