شهدت مدن و أحياء البليدة، أمس، خروجا مكثفا للمواطنين في أول يوم من رفع الحجر الكلي على الولاية و وضعها تحت الحجر الجزئي من الساعة الثانية بعد الزوال إلى غاية السابعة من صباح اليوم الموالي و الذي تزامن مع أول يوم من شهر رمضان الكريم.
و بعد شهر كامل من الغلق الكلي على الولاية و تقييد حركة المواطنين في البلديات و الأحياء و منع الدخول و الخروج للولاية إلا لأصحاب الرخص و الحالات الاستثنائية، عادت، أمس، الحركة تدريجيا إلى الطرقات و رفعت مصالح الأمن و الدرك الوطني، عددا من الحواجز و فتحت بعض الطرقات، بعد رفع الحجر الكلي على الولاية و الإبقاء على الحجر الجزئي و ذلك بعد تراجع حالات الإصابة بفيروس كورونا.
حيث سجلت الولاية وفق إحصائيات وزارة الصحة و السكان، أول أمس، حالة إصابة واحدة بفيروس كورونا و كان مدير الصحة للولاية، قد أكد منتصف الأسبوع الماضي، على أن حالات الإصابة في استقرار و يرجح أن تعرف انخفاضا ابتداء من الأسبوع القادم.
و شهدت طرقات الولاية، أمس، حركة عادية للسيارات، على عكس فترة الحجر الصحي التام، حيث كانت الطرقات شبه خالية و لا يسمح للسير إلا لأصحاب التراخيص، كما شددت مصالح الأمن و الدرك، عمليات المراقبة في الحواجز، في حين تزامن رفع الحجر الصحي الكلي مع أول يوم من رمضان استغله المواطنون في الخروج لقضاء بعض الحاجات الضرورية، كما استغل بعض المواطنين العالقين خارج الولاية قبل فرض الحجر الصحي للدخول، أو العالقين داخل الولاية، للخروج منها.
و في السياق ذاته، عرفت المحلات التجارية في أول يوم من رفع الحجر الكلي، توافدا كبيرا للمواطنين على المحلات التجارية و محلات بيع الخضر و الفواكه و يستغل المواطنون الفترة الصباحية لقضاء حاجاتهم قبل الساعة الثانية بعد الزوال و هو التوقيت الذي تغلق فيه جل المحلات و يلزم الناس بيوتهم وفق النظام الجديد للحجر الجزئي، الذي وضعته السلطات العليا للبلاد.
من جانب آخر، تباينت، أمس، سلوكات المواطنين بخصوص الالتزام بإجراءات الوقاية من فيرس كورونا، حيث أن البعض منهم تعود على احترام مسافة الأمان و استعمال الكمامات الطبية، في حين آخرون لم يلتزموا و يتجمعون في مجموعات لتبادل أطراف الحديث و عدم احترام مسافة الأمان أمام المحلات.
و نفس المشهد ينطبق على بعض المحلات التجارية التي بقيت بإجراءات الحجر الصحي و السماح بدخول زبون واحد و إلزامهم بمسافة الأمان، في حين فتحت محلات أخرى المجال للمواطنين للدخول و تخلت عن الإجراءات السابقة، مما سمح بالاحتكاك بالمواطنين و عدم احترامهم لمسافة الأمان و هو ما قد يشكل خطرا و يساهم في انتشار فيروس كورونا من جديد.
من جهة أخرى، شهد أول يوم من شهر رمضان، تجارة بعض المواد و منها «الديول، الشاربات، الخبز و قلب اللوز» و سمح بيع هذه المواد للعديد من العائلات التي تأثرت من الحجر الصحي و انقطع رزقها، بالعودة للنشاط مع حلول شهر رمضان و توفير قوتها.
و على الرغم من ما ميز هذا الشهر الكريم في ظل انتشار فيروس كورونا و غلق المساجد و انقطاع المصلين عن صلاة التراويح و دروس المساجد، لكن لم يفقد هذا الشهر الكريم كل ذوقه، بل سمحت مظاهر بيع القلب اللوز و الشاربات و الديول، ببروز بعض النكهات التي تعود عليها السكان سابقا في هذا الشهر الفضيل و أمل المواطنون أن يزول هذا البلاء و تفتح المساجد من جديد و يعود المصلون إلى بيت الله في هذا الشهر الكريم.
و نصح أطباء، بضرورة الالتزام بالحجر الصحي الجزئي و عدم الاحتكاك و الإبقاء على التباعد الاجتماعي و عدم زيارة الأقارب، حيث يذكر في هذا الإطار البروفيسور رابح بوحامد المختص في الأمراض المعدية، أن التزام المواطنين بالحجر الصحي خلال الفترة القادمة، يسمح بالقضاء على الفيروس نهائيا، في حين أن التهاون و عدم الالتزام، قد يساهم في عودة الفيروس، داعيا المواطنين إلى مزيد من الصبر، إلى غاية التغلب على فيروس كوررونا نهائيا.
نورالدين-ع