يسجّل المستشفى الجامعي بقسنطينة، حالة اكتظاظ في الفضاء المخصص للتكفل بالمصابين بفيروس كورونا المستجد بسبب تزايد عدد الحالات التي تتوافد على المرفق، في حين يتوقع أطباء أن مستشفى البير سيشهد نفس الوضعية خلال هذين اليومين.
وذكر رئيس مصلحة الطب الداخلي، البروفيسور ياسين قيطوني، في تصريح للنصر، أن الأمور تتفاقم على مستوى المصالح المخصصة للتكفل بحالات كورونا في المستشفى الجامعي ابن باديس بسبب تزايد أعداد المتوافدين، مضيفا أن الحالات الجديدة تحول إلى مستشفى البير، إلا أنه أوضح أن الأخير سيشهد نفس الوضعية أيضا اليوم أو غدا بعد أن يستنفد طاقة استيعابه.
ويتقاطع حديث البروفيسور مع ما أفادت به مصادر طبية متطابقة للنصر، حول وجود أعداد من الحالات التي توجه إلى المستشفى الجامعي ابن باديس وصار من الصعب إيجاد أسرة للتكفل بها وحدث أن استغرق الأمر عدة ساعات لتحويل حالات تأكدت إصابتها بالسكانير بسبب البحث لها عن سرير.
وتبلغ طاقة استيعاب مستشفى البير في الوقت الحالي 120 سريرا مخصصا للمصابين بالفيروس، مثلما أكده لنا مدير المرفق في تصريح، مشيرا إلى أن المشكلة ليست في عدد الأسرة، وإنما في طريقة التكفل، بحيث ينبغي فصل الحالات المشتبهة عن الإصابات المؤكدة، وأوضح أيضا أن المستشفى يستقبل حالات الإصابة المؤكدة البسيطة إلى المعتدلة، لكنه غير قادر على التكفل بتلك المعقدة لعدم توفره على تجهيزات الإنعاش الطبي والمعدات الأخرى الخاصة بالحالات المستعصية، على غرار المصابين بالقصور الكلوي. وقال نفس المصدر أن الحالات المؤكدة الموجودة في المستشفى تشخص عن طريق الاختبار، لأن نتائج التشخيص بالسكانير ليست نهائية.
وأكد محدثنا أنه من غير الممكن الجزم بأجل استنفاد طاقة استيعاب المستشفى، مشيرا إلى أن الحالات تتوافد بوتيرة متفاوتة، فتسجل ارتفاعا أحيانا وانخفاضا في أحيان أخرى، في حين ذكر لنا مدير مستشفى ديدوش مراد، الذي خصص فيه سبعون سريرا للتكفل بمرضى كورونا، أن المرفق لا يضم حاليا أية حالة، مشيرا إلى أن الوالي هو المخول باتخاذ قرار الشروع في تحويل المرضى إليه. من جهة أخرى، أوضح أطباء مقيمون لنا أنهم ينوون توجيه رسالة إلى والي قسنطينة من أجل طلب توفير أماكن إضافية للمبيت، بعدما عجز بعضهم عن إيجادها على مستوى فندق الباي، مع استحالة مغادرتهم إلى منازلهم.
وتجدر الإشارة إلى أن رئيسة مصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي ابن باديس، البروفيسور نادية بولكحل، قد صرحت ليلة أمس الأول، في تقرير بُث على التلفزيون العمومي أن القطب الطبي المخصص لمرضى «كوفيد19» يستقبل من عشر إلى خمس عشرة حالة خلال النهار بصورة يومية، ليتوافد في الفترة الليلة نفس العدد أو أكثر، وأضافت «أن عدد الحالات قد ارتفع خلال الأسبوعين الأخيرين»، فيما نبهت أن هذا الأمر «يؤثر سلبا على جودة التكفل بالمرضى».
وسجلت ولاية قسنطينة حسب إحصائيات وزارة الصحة، 114 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد منها 12 تم تأكيدها إلى غاية أمس، مع إحصاء 9 وفيات.
سامي.ح