عين مجمع أميتال للتعدين والصلب، أمس، رضا بلحاج مديرا عاما جديدا لمركب الحجار للحديد والصلب، وكذا السيدة لبيوض جميلة رئيسة لمجلس الإدارة، خلفا للرئيس المدير العام السابق شمس الذين معطا الله، الذي لم تجدد فيه الثقة، بعد إقالة أعضاء مجلس إدارة الشركة، حسب تصريح مسؤول خلية الاتصال بمركب الحجار للنصر.
وتم إشعار العمال عبر مراسلة رسمية بالتغييرات التي طرأت، على مستوى المركب، و سيتم تنصيب بلحاج ولبيوض غدا، للشروع في ممارسة مهامهما بصفة رسمية، و وفقا لمصادرنا عين مجمع أميتال أعضاء مجلس إدارة جُدد بمركب الحجار، في الدورة العادية التي عقدت أمس بالجزائر العاصمة، وتم اختيار السيدة لبيوض جميلة رئيسة مجلس الإدارة، مع تعيين رضا بلحاج الذي كان يشغل منصب المدير التقني بالمركب، في منصب المدير العام.
وحسب التعيينات الجديدة، تخلت السلطات المركزية بوزارة الصناعة والمناجم، على خيار الجمع بين منصبي المديرية العامة ومجلس الإدارة، وتم العودة مرة أخرى إلى الصيغة القديمة، بتوزيع المهام في المنصبين على شخصين، كون شمس الذين معطا الله هو الإطار الوحيد الذي جمع بين منصبي المدير العام ورئيس مجلس الإدارة، منذ تأسيس مركب الحجار، وتم تكليفه بالمهمتين رسميا في أفريل 2018، بعد أن كان مديرا بالنيابة لفترة سنة تقريبا، نظرا للمشاكل التي كان يعيشها المركب من الجانب التسييري وتداخل في الصلاحيات بين المدير العام الأسبق وكذا رئيس مجلس الإدارة، ومحاولة كل منهما تمرير قرارات داخل المركب، نتيجة التدخلات الخارجية التي كانت تحدث، بدفع العمال للاحتجاج، للسيطرة على القرار داخل عملاق الحديد، و توظيفه سياسيا.
وجاءت التعيينات الجديدة حسب مصادرنا، بسبب المشاكل المالية التي يعرفها المركب، و وجود توتر في علاقات العمل بين المركب ومجمع سيدار، المسؤول الإداري المباشر على الحجار، حيث يُوجد هرم تسلسلي معقد، يتدخل في عملية الإنتاج داخل المركب، يبدأ من الشركة ويمر على المجمع الكائن مقره بحي الشعيبة في بلدية سيدي عمار، والذي يضم أربعة فروع، إلى غاية مجمع” ايميتال” الذي يُسير 16 فرعا صناعيا في مجال الحديد والصلب بالجزائر.
وحسب مصادرنا، لم يعرف مركب الحجار أي استقرار أو تحسن في وضعيته المالية، منذ إعادة تشغليه، بعد انتهاء أشغال التجديد ضمن تنفيذ مخطط الاستثمار سنة 2016، لعدة أسباب أبرزها، الديون المتراكمة على عاتق المركب، بعد فض الشراكة مع الشريك الأجنبي، و المشاكل التقنية التي لم تسمح بالتطور السريع لسلسلة الإنتاج، ومع تجاوز الصعوبات التقنية والانطلاق في الإنتاج الفعلي ورفع القدرات، جاءت أزمة الجفاف ما أدى إلى توقف المركب عن الإنتاج، بقطع الإمداد عليه.
تلاها توقف التزويد بالمادة الأولية من الحديد الخام بمنجمي بوخضرة والونزة بتبسة عدة مرات، كما كانت للفيضانات الكبيرة التي ضربت عنابة في 23 جانفي 2018 التأثير الكبير على المركب، حيث غمرت المياه جميع الوحدات، وأتلفت المحركات، تم تجاوز تأثيراتها بصعوبة، وخلفت خسائر فادحة، بعدها جاء إضراب العمال المتعاقدين الذي دام أسابيع، قاموا خلالها بشل جميع الورشات و توقيف الفرن العالي عن النشاط. والأهم من هذا الصراعات النقابية و تدخل أطراف لها مصالح للهيمنة على القرار والتحكم في المسيرين والضغط عليها بتأجيج الاضطرابات الاجتماعية وسط العمال.
وأمام التحديات المذكورة، وفقا لمصادرنا، نجح المركب في تجاوزها وتحسين الإنتاج، غير أن فقدان مكانته في السوق كان أثره كبيرا، على تسويق منتجاته، خاصة حديد الخرسانة، مما أدخله في أزمة مالية، لم يستطع الإيفاء بالتزاماته في توريد المواد الأولية وصعوبة في دفع أجور العمال، حيث كسرت عمليات استيراد الحديد الأسعار، وجعل من حديد المركب غير مطلوب في السوق لارتفاع سعره، كونه ذو جودة عالية، يعزف التجار عن شرائه، لأنه لا يُحقق لهم هامش ربح كبير، وكان الحديد المسطح المادة الوحيدة التي حققت مداخيل معتبرة للمركب من عملية تصدير اللفائف الحديدية للخارج، وأمام هذه الوضعية الصعبة، تدخلت الحكومة مرة أخرى لإنقاذه، وفرض على الشركات الوطنية شراء الحديد حصريا من مركب الحجار.
في سياق متصل توقفت مشاريع كانت مبرمجة عن طريق الشراكة مع الإمارتيين في خط إنتاج جديد للحديد داخل المركب، بتقنية الأفران الكهربائية، بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعرفها البلاد.
حسين دريدح
