أرسلت سلطات قالمة مساعدات إنسانية و طبية للبدو الرحل، تتكون من أغذية و معدات تعقيم و تطهير لمساعدتهم على مواجهة الظروف الصعب التي يعيشونها بالمراعي البعيدة، في شهر رمضان و في ظل وباء كورونا المتفشي في البلاد.
و قد انطلقت قافلة المساعدات من مقر الولاية و معها أطباء لفحص البدور الرحل و تقديم الأدوية و النصائح اللازمة للمحافظة على صحتهم و تجنب الإصابة بالعدوى. البدو الرحل مجتمع رعوي يتنقل بين جهات الوطن بحثا عن مصادر الغذاء و الماء للآلاف من رؤوس الغنم، في دورة اقتصادية و اجتماعية و رحلة شتاء و صيف لا تتوقف و تعد قالمة مقصدا رئيسيا لهؤلاء الرعاة، الذين يعيشون في الخيم و يعتمدون على الرعي كمصدر للمعيشة. و يتواجد البدو الرحل ببلديات سهل الجنوب الكبير بقالمة أين تتواجد المراعي الواسعة و هي عادة حقول زراعية مستريحة، تنتظر إكمال الدورة و العودة للإنتاج من جديد.
و يواجه هؤلاء الرعاة حياة صعبة بسبب الفقر و العزلة و يعتمدون على إمكانات بسيطة لمواجهة قساوة الطبيعة و يعد شهر رمضان الأصعب بالنسبة لهم، فالخيم بدون كهرباء و المواد الغذائية تتلف بسرعة و مصادر المياه بعيدة و لا حيلة للمغامرة و التوجه إلى المدن و القرى و المجاورة للحصول على الغذاء، في ظل الانتشار المتزايد للوباء بالمنطقة. و يلقى البدور الرحل تضامنا متواصلا من السكان المحليين و خاصة خلال شهر رمضان و عند حدوث الكوارث الطبيعية مثل العواصف الماطرة التي تلحق خسائر كبيرة بالخيم و المراعي و المواشي.
و سيكون لهذه المساعدات الإنسانية الحكومية، الأثر الكبير وسط مجتمع البدو الرحل، الذي يعد عصب الاقتصاد الريفي بالجزائر و تعد رحلة العشابة و العزابة التي يقوم بها هؤلاء الرعاة، واحدة من أهمم التقاليد الزراعية و الرعوية و الاجتماعية السائدة بالجزائر منذ أمد بعيد.
فريد.غ