تشهد بلدية زيامة منصورية بولاية جيجل عمليات تعقيم واسعة شملت المرافق والإدارات والشوارع ونقاط التجمع، حيث لا تتوقف حركة الشاحنات التي كسرت هدوء الحجر ونشرت الطمأنينة في نفوس المواطنين
النصر زارت البلدية الساحلية الحدودية مع ولاية بجاية و وجدنا عددا معتبرا من السيارات تتنقل باتجاه مدينة جيجل عبر محور الطريق الوطني رقم 43، أين صادفنا تواجد عدد معتبر من الدراجات النارية بحظيرة بلدية زيامة منصورية، بالرغم من قرب موعد الإفطار، فيما كان يتم التحضير لعملية التعقيم و وضع مادة الكلور في الصهاريج المملوءة بالمياه.
فريق متكامل لتأطير العملية
في حدود الساعة الثامنة و النصف ليلا، كانت أزقة و شوارع المدينة شبه خالية، سوى من بعض الشباب الذين وجدناهم واقفين أمام أبواب منازلهم، و لدى دخولنا للفضاء المخصص لركن شاحنات و عتاد البلدية، شاهدنا بداية توافد العمال و عدد معتبر من الصهاريج التابعة للبلدية و مصالح الحماية المدنية و الغابات، مع حضور مصالح الأمن و الدرك الوطني، بعد تلقي التوجيهات بخصوص الشوارع التي ستمسها عملية التعقيم، لتنطلق القافلة.
الوجهة كانت حي عزيرو عمر، أين بدأ العمال المشاركون في العملية برش مداخل العمارات و مساحات اللعب، حتى الأشجار و السيارات المركونة، قاموا بسكب المياه المعقمة عليها، تقريبا كل مساحة تلامسها الأيادي و الأقدام يتم تعقيمها، حيث أوضح أحد أعوان الحماية المدنية، بأن التعليمات تقضي بضرورة مسح شامل للفضاءات التي يمكن أن تلامسها أيادي البشر، من مدخل عمارات، فضاءات الجلوس و اللعب و يبدو من ملامح الحاضرين، الجدية في العمل، فيما سجلنا صعوبات عديدة تواجههم في مهمتهم، خصوصا جراء الركن العشوائي للسيارات، بحيث لا يمكن المرور إلى داخل التجمعات السكانية و الوصول إلى العمارات في بعض المرات، ما يجعلهم يقومون بتمديد أنبوب رش المياه لمسافة تفوق 100 متر و يتم استعمال قوة ضخ في مرات عديدة، ما يجعل مداها يصل إلى حدود 50 مترا أخرى و في بعض الأحيان، يتم تعقيم حتى جدران العمارات السفلية.
توجهنا بعدها مباشرة إلى العديد من التجمعات السكانية الأخرى، على غرار حي عماري مسعودة، حي 18 فيفري، حي بوفلاح و في طريقنا لاحظنا الشاحنات تتوقف للقيام بعملية رش و تنظيف صناديق القمامة، كما يتم تعقيم و رش مختلف الفضاءات التي تعرف إقبالا كبيرا من قبل المواطنين، حيث مست العملية كذلك مداخل المحلات التجارية و الأرضيات المجاورة لها، وسط ترحاب كبير من قبل المواطنين الذين كانوا يطلون من العمارات و يحيون العاملين.
و أخبرنا أحد المواطنين من شرفة منزله، بأن عملية التعقيم تتم بشكل يومي و تساهم في رفع المعنويات و الاطمئنان، مؤكدا على أنها تتسم بالجدية، فقد لاحظنا مدى جدية العاملين و محاولة تعقيم و رش معظم الفضاءات.
أما مصالح الأمن و الدرك الوطني، فقد كانت تقوم بتأمين العملية و تقديم يد المساعدة، بالإضافة إلى المراقبة في حال وجود أشخاص خارج المنزل، فقد كانت القافلة تكسر صمت معظم الشوارع التي تمر عبرها و الملاحظ هو الجدية في العمل، من قبل عمال البلدية و كل المشاركين، كما أن رئيس البلدية كان حاضرا و يشرف على العملية رفقة قائد الوحدة الرئيسية للحماية المدنية بزيامة منصورية.
و أكد العمال الحاضرون، على أن حضورهم رفقة بعض المنتخبين دائم و يومي خلال العملية، ما يساهم في رفع المعنويات و فك بعض المشاكل التي تطرح.
رش السيارات وكل ما تطاله يد الإنسان
و قد أشار قائد الوحدة الرئيسية للحماية المدنية بزيامة منصورية، صايب كامل، إلى أن عملية التنسيق التي تتم على المستوى المحلي، تثبت فعاليتها في الميدان، بحيث يتم القيام بمسح شامل عبر عملية التعقيم الواسعة و التي تمس كل النقاط التي تشهد حركة كبيرة و مرور المواطنين على غرار مدخل العمارات و المحلات التجارية، كما يتم رش السيارات المتوقفة و هي العملية الاستباقية التي تسعى من خلالها الوصاية و السلطات لمنع انتشار الفيروس و التركيز على عمليات التعقيم، بحيث يتم رش ما يفوق 25 ألف لتر من الماء المعقم يوميا، عبر مختلف الفضاءات و البرنامج الموضوع.
و ذكر رئيس البلدية، فؤاد عميرة، أن عملية التعقيم تتم عبر تنسيق شامل بين مختلف الجهات، الحماية المدنية، الغابات، الأمن الوطني، الدرك الوطني، عبر تنظيم قافلة تعقيم يوميا و يراد عبر هذا التنظيم المحكم، التحكم في العملية و عدم تشتيت الجهود، بحيث يكون التعقيم فعالا، كما تم توفير مختلف الوسائل الضرورية من ألبسة واقية، كمامات للعاملين و ضمان عملهم في أريحية، مع تخصيص ميزانية للعملية، رافقها تشجيع متطوعين و محسنين قدموا مساعدات للبلدية من ألبسة و أقنعة و حتى عملية إصلاح بعض العتاد.
مضيفا، بأنه و بعد تسجيل حالات إصابة بفيروس كورنا، تم العمل على الجانب التحسيسي و الوقائي و وضع ممر تعقيم بمدخل مقر البلدية لحماية العمال و الوافدين، بالإضافة إلى تعقيم داخل المؤسسات العمومية .
كـ.طويل