الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

المدير العام الجديد رضا بلحاج للنصر: سنعمل على وقف التوظيف السياسي لمركب الحجار

يكشف المدير العام الجديد لمركب الحجار للحديد والصلب بعنابة رضا بلحاج، في هذا الحوار التي أجرته معه النصر، الوضعية الحالية للمركب، والتحديات الموجودة، وكذا التصورات المطروحة للخروج من الوضعية الصعبة لأحد رموز الصناعة الجزائرية، في الظرف الحالي.

حاوره : حسين دريدح

بعد تنصيبكم مديرا عاما جديدا ما هي الوضعية الحالية للمركب ؟
المركب متوقف عن الإنتاج بشكل كامل بنسبة 100 بالمائة، و جميع الوحدات وسلسلة الإنتاج متوقفة بما فيها الفرن العالي رقم 2، منذ تاريخ 22 مارس، وقد تم تسريح 50 بالمائة من العمال، تطبيقا لتوصيات الحكومة، مع ضمان حد أدنى من الخدمة، في مجال وضع خطوط الإنتاج والورشات في حالة يقظة، مع إطلاق برنامج للصيانة والتنظيف، لتحسين وضعية الوحدات، لتكون جاهزة لاستئناف الإنتاج و بمردودية أكبر.
ماذا عن مخزون الحديد وهل لديكم مشاكل في التسويق ؟
هناك مخزون معتبر من الحديد، سواء الطويل أو المسطح، متواجد على مستوى مستودعات المركب بعنابة، أو بنقاط البيع التابعة للحجار في العاصمة، البليدة وغرب البلاد، لا أستطيع إعطاء رقم المخزون، كون هناك منافسة في السوق. صحيح هناك صعوبات في تسويق الحديد بنوعيه، علما وأن المركب الوحيد في الجزائر الذي ينتج الحديد المسطح، يأتي في المرتبة الأولى من حيث نسبة الإنتاج، ثم تليه المنتجات الطويلة منها الموجهة للبناء. قبل أزمة الوباء كان يتم تسويق الكميات المنتجة بصعوبة، لا تبقى مكدسة في نقاط البيع، لكن الطلب عليها ليس كبيرا، حسب الأرقام تغلق الحسابات الشهرية، بتسويق جزء معتبر منها، ومنذ أزمة الوباء تراجعت المبيعات بشكل ملحوظ بسبب مختلف الورشات والأنشطة.
ويعود المشكل الرئيسي في التسويق، إلى عجز المركب على المنافسة من حيث السعر، بسبب عمليات الاستيراد الكبيرة للحديد بمختلف أنواعه، وظهور وحدات إنتاج جديدة أيضا في الجزائر، ما يجعل المتعاملين يُركزون على السعر بدل الجودة، علما بأن مركب الحجار ينتج الحديد بمعايير الجودة العالمية، والتحدي الموجد حاليا، هو في كيفية خفض تكلفة الإنتاج وطرح منتج منافس في السوق بجودة وأقل سعر.
ما السبب الذي يجعل تكلفة الإنتاج مرتفعة ؟
يرجع السبب إلى قدم الآلات وخطوط الإنتاج، ما يجعل التكلفة مرتفعة مقارنة مع حجم الإنتاج، رغم تجديد وحدات ضمن تنفيذ مخطط الاستثمار، منها الفرن العالي رقم 2، غير أن تطوير الإنتاج، يحتاج إلى استكمال مخطط الاستثمار، ليشمل الوحدات المتبقية المرتبطة بسلسلة التصنيع، ما سيسمح بتخفيض النفقات عند استيراد بعض المواد الأولية، وكذا تكاليف الصيانة.
ما هي خطة عملكم في ظل هذه الوضعية الصعبة؟
لدينا تصور عمل من الجانب التسيير الإداري والتقني، لكن المرور لتطبيق برنامج واستراتيجية العمل، سيتم الشروع فيه، بعد إنهاء خبراء مختصين في التدقيق الإداري والتقني وكذا المحاسبي، التقييم الدقيق لوضعية المركب، كونه يعيش وضعية صعبة للغاية، خاصة مع توقف الإنتاج بسبب انتشار فيروس كوفيد 19، ومع وجود تصور واضح وأهداف مضبوطة، وفقا للواقع، سيتم تجاوز هذه المرحلة الصعبة.
قمنا كخطوة أولى بعقد سلسلة من اللقاءات مع إطارات المركب، لشرح التغيرات التي وقعت من الجانب الإداري، و دوافعها والهدف منها خاصة وأن المركب عرف في 2019 عجز في الميزانية قدر بـ 1400 مليار سنتيم، قدمنا الخطوط العريضة التي سيتم العمل عليها، كما كانت فرصة لتقريب وجهات النظر، وإشراك الجميع في إيجاد الحلول وتنفيذ خطة العمل الجديدة، في ظل القدرات الصناعية والبشرية الضخمة التي يملكها مركب الحجار، انطلاقا من الحديد الخام المستخرج من منجمي بوخضرة والونزة، إلى التحكم في تقنيات الإنتاج في المركب، وكذا تواجد نقاط بيع الحديد تابعة له في جميع أنحاء القطر الوطني.
في نظركم وأنتم كمدير تقني سابق في المركب ما هي الحلول ؟
الحلول موجودة وتم الشروع في تطبيقها، والمتعلقة أساسا، بالتقليل من النفقات وسد جميع الثغرات التي تؤدي إلى صرف الأموال، مع توسيع رقعة الموردين والمتعاملين، وإبرام صفقات مع شركات المناولة بأقل عرض، والعمل على التحكم في تكلفة الإنتاج، مع ضرورة الاستمرار في استكمال برنامج الاستثمار خاصة وأن المؤشرات إيجابية، كون الفرن العالي وهو القلب النابض للمركب، لم تسجل به مشاكل تقنية كبيرة منذ إعادة تجديده، كما يعد إنتاج الفحم التحدي الرئيسي في المرحلة المقبلة، من أجل ضمان الاستقلالية في تشغيل الفرن العالي بهذه المادة، التي تُكلف المركب استهلاك ما قيمته 200 مليار سنتيم شهريا، يتم استيراده من الخارج، منذ غلق المفحمة من قبل الشريك الأجنبي، باعتبارها مادة حيوية لتشغيل المنطقة الساخنة وإنتاج الحديد الزهري.
ومن أجل تجاوز هذه المعضلة وتوفير المبالغ الكبيرة جدا، التي تُنفق على استيراد الفحم، تم وضع انجاز مفحمة جديدة داخل المركب كأولوية، حيث تم الشروع في إجراءات إعداد دفتر الشروط، وإطلاق مناقصة دولية، لإنجاز مشروع المفحمة، لإنتاج مادة الفحم محليا كما كان يحدث في السابق.
و تم أيضا إمضاء عقود وأخرى في طريقها للإمضاء، من أجل تجديد الوحدات المتبقية، وفي بعض الورشات تم تركيب آلات جديدة، غير أن مشروع استكمال مخطط الاستثمار، تعطل بسبب أزمة الوباء، وتوقف الموردين والمتعاملين على النشاط. ومن بين الوحدات الجديدة التي ستنجز الأوكسيجينية التي تنتج الأوكسجين الصناعي، والدرفلة على البارد، والدرفلة على الساخن، وتجديد المقولدة الأوكسيجينية رقم 2.
ما هي القدرات الإنتاجية الحالية للمركب ؟
طاقة إنتاج المركب حاليا 800 ألف طن سنويا، ومع تنفيذ مخطط الاستثمار سترتفع إلى 1.1 مليون طن، مع إمكانية زيادة بشكل تدريجي.
ماذا عن مشاكل تأمين المركب حاجياته من الحديد الخام ؟
بفضل التنسيق الموجود بين إدارة المنجم بتبسة، وشركة النقل عبر السكة الحديدية مع إدارة المركب بمتابعة مباشرة من مجمع ايميتال للتعدين، وكذا وزارة الصناعة والمناجم، عبر اللقاءات الشهرية، تم تجاوز عدة مشاكل وعراقيل، التي تحول دون وصول شحنات الحديد الخام من منجمي الونزة وبوخضرة، إلى مخازن المركب، حيث تم تحقيق نتائج جد مرضية من خلال المتابعة المستمرة، مع العمل على تحسين نوعية المادة الأولية المستخرجة من المنجمين، كما سمح هذا التوقف في سلسلة الإنتاج، من رفع المخزون الحالي إلى 400 ألف طن، فيما يستهلك المركب يوميا 6 ألاف طن من الحديد الخام.
كيف ستُبنى علاقتكم بالشريك الاجتماعي للإدارة ؟
سيكون لنا لقاءات دورية مع نقابة العمال باعتبارها الشريك الاجتماعي الأول، بهدف تقريب وجهات النظر أكثر، وتباحث التحديات التي تواجه المركب في هذه الوضعية الصعبة، وفي اعتقادي كل طرف واع بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، بهدف تحقيق النقطة الأساسية، وهي الاستقرار داخل المركب، لأن الاضطرابات ستجعل المركب رهينة الخلافات، وتعقد وضعيته أكثر.
هل لديكم تصور لتحسين صورة المركب لدى المحيط الخارجي ؟
هذه نقطة أساسية تم التطرق إليها مع إطارات المركب، والحديث فيها بشكل مفصل، حيث سنعمل على تحسين صورة المركب أولا، لدى الزبائن والمتعاملين الاقتصاديين، وجعلها شركة تعمل في هدوء، لأن المركب عبارة عن شركة اقتصادية هدفها تحقيق الربح، مع العمل على إنهاء عهد توظيف الحجار سياسيا في جميع المحافل والمناسبات، كما كان يحدث في السابق، والتصدي لأي محاولات، لإعادة المركب للصراعات الخارجية، والتي أدت إلى وضعه في حالة عدم استقرار، لأنه من غير المعقول مؤسسة إنتاجية ذات طابع اقتصادي، تحيد عن دورها لتوظف في العمل السياسي، وهي إحدى النقاط السياسية التي سنعمل عليها مع الشريك الاجتماعي، لحماية مصالح العمال وتحسين وضعية المركب.
كيف ترى مستقبل المركب ؟
مركب الحجار مفخرة الصناعة الوطنية، وهو رمز لكل الجزائريين، يتوفر على جميع المقومات ليساهم في الإقلاع الاقتصادي للبلاد، وتحقيق مداخيل بالعمل الصعبة، و الاكتفاء الذاتي من مادة الحديد و وقف الاستيراد، وهذا يحتاج إلى تضافر جهود الجميع، من أجل الاستقرار والعمل في هدوء بعيدا على
 الاضطرابات.                                         ح. د

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com