تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، على مدار الساعات الفارطة و منذ الإعلان عن استرجاع رفات 24 قائدا من قادة المقاومة الشعبية الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي، صورا و فيديوهات للحدث البارز، فيما اهتم آخرون بالبحث عن أهم الوثائق و جهود استرجاع الرفات من قبل الباحثين و الناشطين الجمعويين، الذين كان لهم دور بارز في إثارة القضية، بالموازاة مع جهود السلطات العليا للبلاد و وزارة المجاهدين لاسترجاعها.
و لعل من أبرز الناشطين الجمعويين بالمهجر و الذي تم تداول اسمه بكثرة، هو الشاب عبد الرزاق غضاب، الذي كان لنا اتصال معه، كشف فيه عن جهوده و مساعيه في قضية استرجاع جماجم أبطال المقاومة منذ سنوات، عن طريق جمعية أسسها بفرنسا لذات الغرض و استطاع من خلالها أن يوصل القضية إلى البرلمان الفرنسي.
و أكد عبد الرزاق في حديثه، على أن رفات هؤلاء الأبطال لم تكن لتعود إلى أرض الوطن، لو لم تكن نية صادقة و اهتمام فعلي من طرف السلطات العليا للبلاد و رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أن القضية تم تحريكها من قبل باحثين منذ سنة 2011، أين تم الكشف عن وجود جماجم في متحف الإنسان بباريس و هو ما دفع ببعض الباحثين إلى طلب استرجاعها على غرار دول أخرى استرجعت رفات أبطالها و تحصلت على اعتذار من قبل فرنسا و هو ما زاد من عزمهم و غيرتهم على مواصلة الجهود لإعادة رفات أبطال المقاومة الجزائرية إلى أرض الوطن و تكريمهم بالدفن، فضلا عن الرمزية التي تحملها للاعتراف بكفاح الأجداد ضد قوات المستعمر الغاشم .
و يضيف بأنه اطلع على الأمر في البداية من خلال تقارير إعلامية و باحثين جزائريين دفعوا بالقضية إلى العلن و أخرجوها للرأي العام، حيث تحولت إلى حديث الصحف و القنوات التلفزيونية التي تطرقت لأمر هذه الجماجم و نقلت صورا عنها من المتحف و هو ما زاد من إصراره كشاب انتقل إلى فرنسا سنة 2010 و بدأ يبحث في القضية مستفيدا من اشتغاله في حقل الصحافة و الإعلام، إلا أنه توجه إلى فكرة تأسيس جمعية لمناهضة الجريمة الدولية بفرنسا، لأجل الدفاع عن قضية استرجاع الجماجم و ملف الذاكرة بصفة عامة، و وضعه في إطار قانوني و إداري منظم، بدل الاكتفاء بالشجب و الرسائل الشفوية، مشيرا إلى مراسلة إدارة متحف الإنسان بباريس شهر سبتمبر من سنة 2017 و السلطات الفرنسية، من خلال الاستعانة بنواب في البرلمان و نائب من أصول مغاربية، كان له كما أكد، فضل كبير في إيصال الطلب إلى الرئيس الفرنسي و من ذلك الرد على مراسلة الجمعية و التأكيد من قبل الرئيس الفرنسي ديسمبر من نفس العام، على انطلاق المشاورات مع السلطات الجزائرية لاسترجاع الجماجم و تشكيل لجنة خاصة بهذا الملف، خاصة و أن العملية كانت بحاجة إلى دراسات و بحوث لتحديد هوية أصحاب الجماجم، ليتم الفصل في هوية رفات 24 مقاوما من أبطال الثورات الشعبية، بما فيهم القائد الشريف بوبغلة و أحمد بوزيان قائد مقاومة الزعاطشة.
و أكد رئيس جمعية مناهضة الجريمة الدولية، على أنه من بين الأهداف القادمة للجمعية، استرجاع مدفع بابا مرزوق و مواصلة النضال لاسترجاع ما تبقى من رفات و جماجم أبطال الثورة. ع/ بوعبدالله