يعد استرجاع جمجمة المقاوم الشهيد السعدي بن سعد أحد زعماء قبيلة أولاد عطية بالقل، غرب سكيكدة، مكسبا حقيقيا للجزائر وفرصة لفسح المجال لتعريف مختلف الأجيال بتاريخ وأبطال المقاومات الشعبية بالجزائر خلال القرن التاسع عشر، حسبما أعرب عنه، أمس السبت، الباحث والمؤرخ أستاذ التاريخ بجامعة 20 أوت 1955 بسكيكدة، توفيق صالحي.
و في تصريح لوأج، أوضح ذات المتحدث الذي يشغل أيضا منصب رئيس المجلس العلمي بالمتحف الجهوي للمجاهد العقيد علي كافي، بأن استرجاع جماجم زعماء المقاومات الشعبية سيحث ويشجع المؤرخين على الاهتمام أكثر بالبحث في تاريخ المقاومات الشعبية التي قامت في القرن ال19 والتي لا يزال عدد منها غير معروف.
وأفاد الأستاذ صالحي بأن الشهيد السعدي بن سعد هو أحد شيوخ وزعماء قبيلة أولاد عطية التي شاركت في مقاومة القل سنة 1853 التي كانت تضم عدة قبائل على غرار بني إسحاق ولعشاش وبن توفوت.
و قد شاركت قبيلة الشهيد بن سعد لعدة سنوات في المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي حيث كان لتلك المقاومة الفضل الكبير في عرقلة وتأخير التوسعات العسكرية واحتلال مدينة القل، على حد تعبير الأستاذ الجامعي.
وقال إن قوات الاحتلال الفرنسي، حسب بعض البحوث والدراسات، قامت بقطع رؤوس زعماء تلك المقاومة ثم نقلتهم إلى مقاطعات عسكرية وبعدها إلى المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس بفرنسا (متحف الإنسان سابقا) ، مشيرا في ذات السياق إلى أن هنالك احتمال كبير أن تكون جماجم بعض زعماء قبائل مقاومة القل ضمن الرفات الموجودة بنفس المتحف على اعتبار أن الكثير منها لم يتم التعرف عليه بعد لصعوبة تحديد الأمر لعدم وجود أسماء تحددها.وقال الأستاذ صالحي بأن استرجاع جمجمة السعدي بن سعد سيفتح الباب للبحث أكثر في شخصية ذلك الزعيم الثوري الذي لا تتوفر بشأنه سوى معلومات قليلة ويتعين البحث في الأرشيف الفرنسي كون الوثائق المتوفرة للفترة ما بين 1853 و1870 هي وثائق عسكرية فرنسية محضة».
كما تأسف المؤرخ في نفس السياق لعدم وجود معلومات كافية عن مقاومة القل التي استعمل فيها المستعمر الفرنسي كل قوته للإطاحة بها والقضاء عليها.
وأكد بأنه «من الصعب إيجاد أحفاد لذلك الشهيد في منطقة القل وأولاد عطية بغرب ولاية سكيكدة» حيث أن «المعلومات المتوفرة تؤكد بأن البعض من عائلات زعماء قبائل مقاومة القل بالشمال القسنطيني قد تم نفيهم إلى كل من كاليدونيا وتونس بهدف القضاء على المقاومة نهائيا».
وأضاف بأن «قيام المستعمر الفرنسي آنذاك بتفريق أفراد العائلة الواحدة بإعطاء كل فرد منها اسما ولقبا مغايرا يعد عاملا آخر سيصعب من هذه المهمة».
من جهة أخرى، أفاد مدير المجاهدين لولاية سكيكدة، مفتاح سربوح، بأن «المديرية تنتظر إرسال ملف الشهيد السعدي بن سعد من طرف الوزارة الوصية والذي يضم كل المعلومات الخاصة بهذا البطل كاسمه بالضبط والدشرة التي ينتمي إليها حتى يتسنى البحث بالتدقيق عن عائلته وأحفاده».
واج