يستأنف موظفو قطاع الجامعات عملهم يوم 16 أوت الجاري تحسبا للعودة التدريجية للطلبة إلى المدرجات بعد مصادقة اللجنة العلمية على البروتوكول الصحي للوقاية من كورونا، في ظل تحديات تواجه وزارة التعليم العالي، أهمها ضمان نقل طلبة الجنوب إلى الولايات الشمالية، وتوفير خدمة النقل الجامعي، إلى جانب رفع التسقيف عن ميزانية القطاع إلى أزيد من 50 بالمائة.
وحددت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي استثناء تاريخ التحاق عمال القطاع بمناصبهم يوم 16 اوت الجاري، للتحضير للعودة التدريجية للطلبة إلى مقاعد الدراسة ابتداء من 23 من الشهر الحالي، والبداية ستكون بتفويج الطلبة لضمان التباعد الاجتماعي داخل المدرجات والأقسام وفي الإقامات الجامعية وداخل حافلات نقل الطلبة، حيث ستتم الدراسة بالتناوب، بداية بأفواج الدكتوراه والماستر، ثم الأفواج الخاصة بسنوات الأولى والثانية والثالثة جامعي، بتخصيص فترة لكل مستوى، وفق تأكيد مصادر مقربة من القطاع.
كما تدرس الوزارة الآليات التي ستضمن نقل طلبة الجنوب الذين يدرسون بالمناطق الشمالية في ظل استمرار الحضر على النقل الجوي وعلى حافلات نقل المسافرين، كما تبحث كيفية ضمان خدمة النقل الجامعي بعد مقاضاة مالك المؤسسة التي كانت تستحوذ على هذا النشاط، وكذا سبل رفع التسقيف عن ميزانية القطاع إلى أزيد من 50 بالمائة لتجسيد التدابير الوقائية ضد جائحة كورونا، وذلك بالتنسيق مع الحكومة.
ويتضمن البروتوكول الصحي الذي تم إعداده من قبل إطارات القطاع والمنتظر أن تصادق عليه اللجنة العلمية للوقاية من فيروس كورونا ووزارة الصحة، مجموعة من التدابير الاحترازية التي تتطلب توفير الغلاف المالي تطبيقها ميدانيا، من بينها تفويج الطلبة وتعقيم قاعات الدراسة والمدرجات وتوفير نقاط المياه والصابون والكمامات، ومنع ركوب أزيد من 50 طالبا في الحافلة، وتخصيص غرفة واحدة لكل طالب لتفادي الاحتكاك، وتحديد نقاط الدخول والخروج من المؤسسات الجامعية، فضلا عن إجراءات بيداغوجية أخرى، من بينها الموازنة ما بين الدروس والمحاضرات أي ضمها إلى بعض لاختصار الوقت، مع إمكانية اللجوء إلى أسلوب المحاكاة لتفادي حضور الطلبة.
كما يعد القطاع لإجراءات احتياطية أخرى، في حال تم إلزامه من قبل اللجنة العلمية لرصد فيروس كورونا بعدم عودة الطلبة إلى مقاعد الدراسة لاستكمال ما تبقى من الموسم، إذا لم تستقر المعطيات المتعلقة بالوباء، وتتمثل تلك الإجراءات في ضمان الدراسة عبر إعداد دروس نموذجية، إذ تم لحد الآن صياغة 800 درس نموذجي لفائدة طلبة السنة الأولى جامعي لإنهاء ما تبقى من الموسم الجامعي 2019/ 2020، علما أن نسبة الدروس التي لم تنفذ بالنسبة لكافة المستويات تتراوح ما بين 50 و60 بالمائة.
وبشأن البروتوكول الصحي، رخصت الوصاية للخلايا المحلية المكلفة بالإعداد للدخول الجامعي، بإعداد بروتوكول محلي بالتنسيق مع السلطات الولائية والبلدية، استنادا إلى البروتوكول الإطار، بما يسمح بمراعاة خصوصية كل منطقة، من بينها عدد الطلبة وموقع الإقامات الجامعية وتوزيعها الجغرافي، وطبيعة المناخ وغيرها من المعايير الأخرى.
كما بادرت المؤسسات الجامعية في إطار تطبيق الإجراءات الوقائية، إلى وضع أرضية تسمح للأساتذة وموظفي القطاع بالتوقيع على محاضر العودة عبر الخط أي عن طريق الأنترنيت دون إلزامية الحضور الشخصي، لتجنب التقارب الجسدي والتجمعات داخل المؤسسات والمراكز الجامعية، ومراعاة لصعوبة الظروف المناخية للولايات الجنوبية، تم تأجيل التحاق طلبة الجنوب المعنيين باستكمال الموسم إلى بداية شهر سبتمبر القادم، على أن تجري الامتحانات التقييمية والاستدراكية نهاية الشهر، ليكون الدخول الجامعي يوم 18 نوفمبر القادم.
لطيفة بلحاج
